إلغاء العملة النقدية، تاريخ من تحويل المال إلى ورق بلا قيمة

الثلاثاء، 19 أغسطس 2025 09:18 م

عملات معدنية

نفيسه محمود

معظم الأوراق النقدية التي يتم تداولها اليوم في كل أنحاء العالم أصبحت نقدًا إلزاميًا، بمعنى أن قيمتها تأتي من ثقة المواطنين للحكومة وليس من قيمة الورق نفسه المصنوعة منه النقود، أي أن الدولة هي التي تعطي قيمة معينة للأوراق النقدية وهي التي تمحي هذه القيمة.

إن أي حكومة لديها الحق في استخدام عملية (إبطال العملة النقدية) ومعناها سحب العملة من التداول في الدولة، وفي هذه الحالة تصبح الأوراق المالية التي تم إيقاف تداولها بلا قيمة، فلما قد تلجأ الحكومة إلى سحب العملة؟.

قد تلجأ الحكومات إلى سحب العملة عندما تحتاج إلى مكافحة تزوير العملات أو التعامل مع التضخم أو مكافحة التهرب الضريبي أو معالجة مشكلة غسيل الأموال، وقد تضطر الحكومة إلى إبطال العملة لتحويل الحكومة من النظام النقدي إلى النظام الرقمي.

أمثلة تاريخية على إلغاء العملة النقدية

في نوفمبر عام 2016، خرج رئيس الوزراء الهندي Narendra Modi وأصدر قرار بحظر فئتين من الأوراق المالية الأكثر تداولًا في الهند، وهما فئتي 500 و1000 روبية، وكان الهدف من هذا القرار المفاجئ هو مكافحة التزوير والتهرب من الضرائب، حيث كان من الصعب على المزورين إحضار أوراق نقدية مزورة لتبديلها من البنك، كما أنه سيصعب على المهربين من الضرائب من إثبات دفعهم للضرائب عند الذهاب للبنوك.

ومع هذا القرار كان هناك آثار بعيدة المدى على المواطن الهندي العادي وعلى اقتصاد البلد، حيث اصطفت طوابير طويلة أمام البنوك أدت إلى انتشار رجال الأمن لتهدئة المواطنين والحد من الاضطرابات، وضربت البلاد أزمة سيولة نقدية أدت إلى انهيار الاقتصاد، وخاصة مع تغيب العمال من العمل لاستبدال الأوراق النقدية.

وفي عام 1933، طالبت الحكومة الأمريكية المواطنين بتسليم العملات الذهبية وخاصة بعد أن اتجه الناس إلى إنفاق العملات الفضية فقط والاحتفاظ بالعملات الذهبية وإبعادها عن التداول في الولايات المتحدة مما أثر على السياسة النقدية في البلاد، فصدر قرار بجعل الدولار الأمريكي عملة إلزامية على جميع المواطنين.

أما في عام 2008 ، سحبت مصر عملات الشلن و البريزة و الريال و تقرر الإبقاء على عملة الربع جنيه الذي تم إيقاف تداوله وسحبه فيما بعد، وكان السبب هو التضخم مع ارتفاع أسعار السلع المختلفة وانخفاض القيمة الشرائية لهذه العملات وبالتبعية قل استخدام المواطنين لهذه العملات.

وفي عام 2010، قررت الحكومة المصرية بعد أكثر من 110 سنة على أول مرة يتم فيها طباعة عملات ورقية من فئة الربع والنصف جنيه، تم وقف طباعة هذه الفئات، لأنها مكلفة جدًا، واستبدلت بالعملات المعدنية الحالية، التي يتم التعامل بها، مع التأكيد على أن جميع العملات التي تم إيقاف تداولها في مصر وخاصة الشلن والبريزة مازال يتم إصدارها من مصلحة سك العملة المصرية ولكن بهدف تخليدها وليس التداول.

سحب العملة سبب قوي لنجاح اليورو

ليس من الضروري أن يكون سبب سحب العملة هو محاربة التضخم أو حتى جريمة مالية، بل قد تستخدم هذه الاستراتيجية لدعم تجارة أو عملة معينة مثل سحب عملة قديمة لإصدار عملات أكثر حداثة، أو كمثلا إطلاق اليورو كعملة رسمية لكتلة التجارة في الاتحاد الأوروبي، وكان أحد أسباب نجاح اليورو هو استخدام هذه الاستراتيجية لدرجة أنه أصبح أحد عملات الاحتياطي العالمية.

لماذا ظهرت عملات الاحتياطي وماهو دورها؟

تحتفظ البنوك والمؤسسات المالية بكميات كبيرة من عملات الاحتياطي لاستخدامها فيما بعد في الاستثمار أو التجارة أو حتى يمكن استخدامها كعامل ضغط اقتصادي، كما أن الاحتفاظ بكميات كبيرة من عملات الاحتياطي يحافظ على قيمة العملة، وتتميز الدول التي تمتلك عملات احتياطي ضخمة بسهولة الوصول إلى الأسواق العالمية، مع قدراتها على التأثير على كل من أسعار الصرف والسياسات التجارية.

الشلن والبريزة على قيد الحياة، مصلحة سك العملة تكشف مفاجأة

اتجار بالبشر وتهريب وسنافر وتزوير، خريطة جرائم «غسل الأموال» من الإيداع للدمج

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.