الأحد، 17 أغسطس 2025

07:42 ص

للعقلاء فقط.. ما المشكلة في انخفاض أسعار الطماطم؟

السبت، 16 أغسطس 2025 07:19 م

محمد أحمد طنطاوي

محمد أحمد طنطاوي

محمد أحمد طنطاوي

في سوق كبيرة وضخمة بحجم مصر، لا أعرف كيف ننخرط خلف كلمات يرددها البعض، تخالف العقل والمنطق، وتتعارض مع قانون العرض والطلب، الذي يحكم حركة تداول السلع والخدمات، ويحقق المرونة السعرية، وفق حجم الإنتاج، والحاجة الفعلية، والقوة الشرائية للمستهلكين.


الغريب والمريب أن وسائل الإعلام على اختلاف مشاربها، وتنوع تخصصاتها وأقلامها وأفكارها، تنقل عن جهل ما يثيره البعض من إفك وتدليس، دون أدنى حدود للمسئولية الاجتماعية، أو مراعاة لحالة الوعي العام، وحق الناس في المعرفة، خاصة وإن كان  هناك من يحاول تمرير الباطل وكأنه الحق، والترويج للاستثناء باعتباره المستقر الثابت.


بين الحين والآخر يخرج علينا رجل، يدعى أنه مسئول عن الفلاحين، في حين أن هناك العديد من المسميات في هذا الاتجاه، لنصبح تقريبًا أمام 3 أو 4 نقابات تتحدث باسم الفلاحين، والفلاح المصري منهم براء، فلا مجالس لهذه النقابات ولا جماهير ولا انتخابات ولا أي شيء، لدرجة أن أحدهم يزاول مهنة "النقيب" هكذا بين قوسين، من باب التلاقي مع الأضواء والظهور على الشاشات، وصفحات السوشيال ميديا، والمواقع الإلكترونية والصحف، ويكتب ويتحدث في كل شيء يخص الفلاح والفلاحة بكسر الفاء، وكأنه أستاذ متخصص في الزراعة من جامعة القاهرة أو عين شمس، بينما أظنه على حد علمي خريجًا لكلية الحقوق!


بسرعة البرق نقلت الصحف خبرًا مشوهًا يشير إلى أن انخفاض أسعار الطماطم يهدد مستقبل هذه الزراعة، ويسبب خسائر فادحة للمزارعين، دون الإشارة إلى أن الوقت الراهن يشهد ذروة الإنتاج، ومن الطبيعي أن تنخفض الأسعار وتتهاوى، ثم ترتفع مرة أخرى مع حلول سبتمبر المقبل، نتيجة ما يعرف بفاصل العروات، حيث يقل الإنتاج، بينما الطلب قويا، وهذا كلام يفهمه العامة والمتخصصون على حد سواء، ولا يحتاج إلى كتب أو دراسات ومناقشات وعبارات من عينة، "خراب بيوت المزارعين"، و"تهديد مستقبل الفلاحين"..


قبل عدة سنوات كتبت مقالا في موقع اليوم السابع بعنوان "الطماطم ليست مجنونة"، وهى كذلك فعلاً، باعتبارها أكثر السلع استجابة لقانون العرض والطلب، فعند زيادة المعروض تنخفض الأسعار، ومع نقصه ترتفع، بل وتسجل أرقاما قياسية، لتتحول الطماطم من منافسة الفلفل والباذنجان، إلى الصدارة والمواجهة مع المانجو والتفاح، ثم تعود أدراجها مرة أخرى، وتدور حول سعرها العادل، وكأنها تشرح نظرية العرض والطلب كما يقول الكتاب..


ما المشكلة أن تنخفض أسعار الطماطم؟ وما الأزمة أن تتوفر بسعر مناسب أو حتى رخيص للمواطن المطحون؟ وماذا يمكن أن تقدم الدولة تجاه هذا الأمر؟، خاصة أن بعض المغرضين يصنفون هذا الأمر باعتباره أزمة ومشكلة وكارثة تهدد الزراعة في مصر!! 


إلى السيد نقيب الأضواء، نجم الطماطم والكوسة، ودليل الفلفل والخيار والجزر، والمتخصص في لحوم البط والوز، والفاهم في أمراض الأبقار والجاموس والخراف الحية والمريضة أيضًا، عليك أن تعرف جيدًا أن كل السلع والخدمات ترتفع وتنخفض، وهذا أمر طبيعي لا عيب فيه، بل إن هذا ما يجب أن يكون.. 


لكل زملائي وإخوتي في الإعلام والصحافة يجب أن نفهم مآرب أصحاب المصالح جيدا، ولا نلتفت إليهم، خاصة إن كان ما يقولون يتقاطع مع مصلحة الناس، بل ومصلحة الدولة و الحكومة التي دعت إلى خفض الأسعار قبل عدة أيام، وخاطبت الغرف التجارية والصناعية لتخفيف وطأة الأسعار على الناس، خاصة في ظل مكاسب الجنيه أمام العملات الأجنبية، ووفرة المعروض الدولاري.


ولمن يرغب أكثر في المعرفة والتحقق من كل ما سبق، فإن مصر من أكبر 10 دول حول العالم إنتاجًا للطماطم، وهناك اكتفاء ذاتي من هذه السلعة وفائض للتصدير، فالقاهرة تحتل المرتبة السادسة عالميًا، بحجم إنتاج نحو 6.3 مليون طن، وفقًا لأحدث الإحصائيات المعلنة من جانب وزارة الزراعة.


ووفق ما كتبته الزميلة أسماء نصار، في صحيفة "اليوم السابع"، فإن مصر تزرع الطماطم في عروات متداخلة طوال العام، وتمثل العروة الشتوية 42% من المساحة المنزرعة من الطماطم، التى تزرع شتلاتها فى سبتمبر وأكتوبر، وتنتج ثمارها فى يناير وفبراير ومارس، بينما تصل المساحة المنزرعة من الطماطم فى العروة الصيفية نحو 49% حيث تزرع شتلاتها فى " فبراير ومارس وابريل ومايو " وتنتج ثمارها من يونيو حتى أغسطس، وهي أكثر العروات إنتاجًا، وهي الموجودة في الوقت الراهن، بينما تزرع 9% من الطماطم فى العروة النيلية، التى تزرع شتلاتها فى يونيو ويوليو، وتنتج ثمارها فى أكتوبر ونوفمبر وديسمبر.


أتمنى أن تتوقف الصحف والقنوات الفضائية عن استضافة أصحاب المصالح، والأفاقين، الذين يستغلون جهل البعض، ويمررون رسائلهم المسمومة لإثارة الفوضى، واختطاف الأضواء..

 

إقرأ أيضًا:

الزراعة تكشف عن هجن طماطم مصرية عالية الإنتاج


تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search