بين فائض الإنتاج وتراجع الطلب، سوق النفط يدخل مرحلة تحديات جديدة

الأربعاء، 13 أغسطس 2025 04:13 م

النفط العالمي

ميرنا البكري

في الوقت الذي يحاول العالم فيه الموازنة بين النمو الاقتصادي والتحول للطاقة النظيفة، تدخل أسواق النفط على مرحلة جديدة مليئة بالتحديات، فيكشف تقرير الوكالة الدولية للطاقة، أن عام 2026 قد يتواجد به فائض قياسي في المعروض، مما يعني أن الإمدادات ستكون أكبر من الطلب، وفي الغالب سيضغط على الأسعار ويقلب موازين اللعبة لصالح المستهلكين وضد المنتجين.

أسعار النفط تسجل أكبر انخفاض لها عند الإغلاق منذ أغسطس 2022 — **إنتاج النفط**

الفائض الكبير، إشارة خطر أم فرصة؟

تتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن المخزونات النفطية ستزيد في 2026 بمعدل يقارب 3 مليون برميل يوميًا، وهذا أكبر حتى من زيادة 2020 وقت الجائحة، والسبب الرئيسي هو أن الطلب على النفط أصبح ينمو بنصف الوتيرة التي كان عليها في 2023، ومعه في نفس الوقت طفرة في الإمدادات سواء من "أوبك+" أو من المنتجين خارج التحالف.

مما يخلق حالة من "الامتلاء الزائد" في السوق، والذي قد يجعل الأسعار تحت ضغط مستمر، خاصًُة إذا لم يوجد تحرك من أوبك+ لتقليص الإنتاج.

طفرة إنتاجية، أوبك+ والمنافسين على خط النار

عاد تحالف "أوبك+" بقيادة السعودية بسرعة لتشغيل الإنتاج المتوقف، بل وأعلن زيادات جديدة ستصل في سبتمبر لاستعادة 2.2 مليون برميل يوميًا.

في نفس الوقت، المنافسين مثل أمريكا، البرازيل، وكندا يزودون إنتاجهم، مما يجعل المعروض يزيد بشكل أكبر من الطلب.

رفعت الوكالة أيضًا توقعاتها لإنتاج الدول خارج أوبك+ في 2026، مع أكبر نمو قادم من الولايات المتحدة وغيانا والبرازيل، مما يزود حدة المنافسة على الحصة السوقية.

أسعار النفط، من 2023 للهبوط في 2025

تراجعت أسعار النفط الخام حوالي 12% السنة الماضية، وأصبحت حول 66 دولار للبرميل في لندن، والسب المعروض الكبير، مع مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي بسبب حرب ترامب التجارية.

يعتبر هذا الهبوط خبر جيد للمستهلكين لأنه يقلل تكاليف النقل والطاقة، لكنه في نفس الوقت كارثة على موازنات الدول المعتمدة على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات، وأيضًا يضغط على شركات الطاقة.

الطلب العالمي، تباطؤ تاريخي

النمو في الطلب على النفط هذا العام سيكون حوالي 680 ألف برميل يوميًا، أضعف معدل من 2019، والسبب تراجع الطلب في أسواق كبيرة مثل الصين والهند والبرازيل. التوقعات لـ 2026 ليس أحسن بكثير، لأن الزيادة المتوقعة في الطلب 700 ألف برميل يوميًا فقط.

الوكالة ترى أن العالم اقترب من نقطة الذروة، وبعدها الطلب على النفط سيقف، خاصةً مع انتشار السيارات الكهربائية وسياسات الحد من الانبعاثات.

السيناريوهات المحتملة، كيف يوازن السوق نفسه؟

إذا استمرت الزيادات: الأسعار تظل تحت ضغط، مما قد يجعل بعض المنتجين يخسرون عوائد كبيرة.

إذا حدث خفض إنتاج: قد تتماسك الأسعار، لكن هذا سيكون تحدي وسط المنافسة الشرسة من خارج أوبك+.

العوامل الجيوسياسية: أي عقوبات على روسيا أو إيران قد تقلل المعروض فجأة وترفع الأسعار.

أوبك ترفع توقعات طلب النفط 2026، بثقة حذرة وسط شد الحبل السياسي

الطاقة الأمريكية: إنتاج النفط الخام سيصل 13.41 مليون برميل يوميًا في 2025

ختامًا، يشير الوضع الحالي أن سوق النفط داخل على مرحلة من التخمة الإنتاجية والتباطؤ في الطلب، مما يهدد الأسعار في 2025 و2026، وستكون أوبك+ أمام قرار صعب، إما المحافظة على حصتها وتحمل الأسعار المنخفضة، أو تقليل الإنتاج وترك مساحة أكبر للمنافسين.

في النهاية، سوق النفط في العامين المقبلين، سيكون ساحة مواجهة بين المنتجين الكبار، ومعتمد على قرارات سياسية واقتصادية في نفس الوقت، من الحروب التجارية لسياسات الطاقة النظيفة.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.