الرقاقة تحت المراقبة، صراع الذكاء الاصطناعي بين أمريكا والصين يتحول لمعركة استخباراتية
الأربعاء، 13 أغسطس 2025 02:08 م

رقائق الذكاء الاصطناعي
ميرنا البكري
ما يحدث بين أمريكا والصين في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد منافسة تجارية، بل أصبح أشبه بحرب استخباراتية اقتصادية، كما أن استخدام أمريكا لأجهزة تتبع سرية في شحنات الرقائق ليس للمراقبة فقط، لكن أيضًا لكي تتحكم في مسار التكنولوجيا ومنع وصولها للصين بطرق غير قانونية، فالموضوع يلمس أعصاب الاقتصاد العالمي، خاصةً في سوق يحقق مليارات الدولارات سنويًا.

لماذا تتجسس على الرقائق؟
السيطرة على التكنولوجيا: ترى أمريكا أن الرقائق المتطورة هي "سلاح المستقبل"، وأي تسريب للصين قد يعطيها قوة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتسليح.
منع التحايل على العقوبات: تساعد هذه الأجهزة السلطات لتكشف إذا كان هناك تهريب أو إعادة تصدير الرقائق لجهات محظورة.
حماية السوق المحلي: من خلال التضييق على الصين، فتحافظ الشركات الأمريكية على تفوقها وتمنع المنافسة السعرية والتكنولوجية.
التداعيات على السوق العالمي
زيادة المخاطر الاستثمارية
أي شركة صينية أو حتى غير صينية تشتري معدات بها رقائق أمريكية ستصبح معرضة للمراقبة أو التضييق، مما يجعل الشركات تعيد التفكير في الاعتماد على المكونات الأمريكية.
ارتفاع تكاليف الامتثال
قد تنفق الشركات أكثر على مراجعة سلسلة الإمداد وضمان التوافق مع القوانين، مما يرفع أسعار المنتجات النهائية.
الضغط على البدائل المحلية
الصين ستسرع تطوير الرقائق المحلية مثل "هواوي Ascend" لكي تقلل الاعتماد على الاستيراد من أمريكا.
الحرب تتجاوز المصانع، بكين ترد إعلاميًا وتحقق في “الثغرات الخلفية”
تهاجم بكين بالفعل القيود الأمريكية إعلاميًا، وتتهمها بمحاولة "خنق" صعودها الاقتصادي، كما استدعت تنظيمات الإنترنت الصينية "إنفيديا" لمناقشة مخاوف من وجود "ثغرات خلفية" في الرقائق حتى إذا نفت الشركة، مما يعني أن هذه الحرب ليس في المعامل والمصانع فقط، لكن أيضًا في الإعلام والسياسة.
التوقعات للفترة المقبلة
1. زيادة القيود الذكية
قد نرى أمريكا تفرض شرط تضمين تقنيات تحديد الموقع الجغرافي داخل الرقائق نفسها، بحيث يُمكن تتبع أي شريحة ومعرفة مكانها وفيما تُستخدم.
2. تصاعد تطوير البدائل
قد تزود الصين استثماراتها في أشباه الموصلات، مما قد يخلق منافسين جدد على الساحة في خلال 3 لـ 5 سنوات.
3. التأثير على أسعار السوق
إذا استطاعت البدائل الصينية تحقيق أداء مقبول، قد تهبط الأسعار العالمية للرقائق قليلًا بسبب المنافسة.
4. تحالفات جديدة
قد تدخل دول أخرى على الخط، مثل الهند أو كوريا الجنوبية؛ لكي تأخذ حصة من السوق وسط الصراع الأمريك الصيني.
الرقائق، نفط العصر الحديث وصراع الهيمنة على مفاتيح الاقتصاد العالمي
أصبحت الرقائق مثل النفط في الماضي، الكل يريد يسيطر عليها، ومن يمسك زمام التكنولوجيا سيصب مسيطر على مفاتيح الاقتصاد العالمي، وتلعب أمريكا بورقة المراقبة والتحكم، والصين ترد بالتطوير المحلي والضغط السياسي، وسيشهد السوق في الفترة المقبلة اضطراب، لكنه سيفتح فرص استثمارية كبيرة لمن يستطيع استغلال الفراغات التي يخلقها هذا الصراع.
اقرأ أيضًا:
الصين تحذر من مخاطر أمنية محتملة في رقائق "إنفيديا"
رقائق المستقبل، التكنولوجيا تعيد رسم خريطة صناعة الإلكترونيات

ختامًا، ما يحدث الآن ليس مجرد "تجارة رقائق"، بل نحن نشاهد فصل جديد من الحرب الاقتصادية الكبرى بين قوتين عالميتين. والذي سيحسم من ينتصر في هذا الصراع، ليس من لديه تكنولوجيا أقوى، لكن في من يستطيع المحافظة عليها وحمايتها من التسرب. ومع دخول أدوات المراقبة السرية في اللعبة، أصبحت المنافسة أذكى وأخطر في نفس الوقت.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
التليفون الأرضي يسجل أكبر زيادة في عدد الاشتراكات منذ إطلاق الخدمة بمصر
14 أغسطس 2025 05:34 ص
بقيمة 16.5 مليار جنيه، "تنمية المشروعات" يمول 862 مشروعًا
13 أغسطس 2025 06:44 م
نقابة المهندسين توقع اتفاقية تعاون مع " إي اَند مصر "
13 أغسطس 2025 04:54 م
أكثر الكلمات انتشاراً