مانجو وأفوكادو في مواجهة OpenAI وجوجل، ميتا تدخل سباق الذكاء الاصطناعي

الجمعة، 26 ديسمبر 2025 06:00 ص

شركة ميتا

تستعد شركة ميتا لإطلاق مرحلة جديدة في استراتيجيتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي، من خلال تطوير نموذجين متقدمين يحملان الاسمين الرمزيين “مانجو” و“أفوكادو”، في خطوة تهدف إلى تقليص الفجوة مع اللاعبين الكبار في القطاع، وعلى رأسهم OpenAI وجوجل، وتشير المعلومات المتداولة إلى أن النموذجين سيُطرحان خلال النصف الأول من العام، حيث يركز مانجو على توليد الصور والفيديو، بينما يتخصص أفوكادو في النصوص والبرمجة، بما يعكس توجهًا واضحًا نحو بناء منظومة ذكاء اصطناعي متعددة القدرات.

موقع متقدم في سباق الذكاء الاصطناعي

ويقف خلف هذا التوجه ألكسندر وانج، مؤسس شركة Scale AI، الذي انضم إلى ميتا في سن الثامنة والعشرين بعد استحواذ الشركة على حصة كبيرة من شركته الناشئة مقابل استثمار ضخم.

ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها أحد أبرز رهانات مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لميتا، في مسعاه لاستعادة زخم الشركة والعودة إلى موقع متقدم في سباق الذكاء الاصطناعي، بعد عام هيمنت فيه شركات أخرى على المشهد الإعلامي والتقني.

ويمثل إطلاق مانجو وأفوكادو أولى ثمار “مختبرات الذكاء الفائق” التي أنشأتها ميتا مؤخرًا لتسريع الابتكار وتحقيق قفزات نوعية في هذا المجال، ويُنتظر أن ينافس نموذج مانجو أدوات توليد المحتوى البصري المتقدمة مثل Sora من OpenAI وGemini Flash من جوجل، من خلال تقديم محتوى إبداعي عالي الجودة، في المقابل، تم تصميم أفوكادو ليعالج نقاط الضعف السابقة في نماذج ميتا، خاصة في مجالات البرمجة والاستدلال المنطقي التي لم تحقق فيها نماذج Llama نتائج تنافسية كافية.

وخلال اجتماعات داخلية، وصف وانج نموذج أفوكادو بأنه المشروع الأكثر طموحًا في تاريخ نماذج اللغة لدى ميتا، موضحًا أنه لا يهدف فقط إلى إنتاج النصوص، بل إلى فهم المشكلات التقنية المعقدة والتعامل معها بعمق أكبر، وأشار إلى العمل على ما يُعرف بـ”نماذج العالم”، وهي مقاربة جديدة تسعى إلى تجاوز الأسلوب التقليدي القائم على التنبؤ بالكلمة التالية، والاقتراب من نماذج ذكاء اصطناعي قادرة على إدراك العالم بصورة أشمل.

ويأتي هذا التحول بعد إعادة هيكلة واسعة داخل ميتا، شملت دمج فرق الذكاء الاصطناعي المختلفة تحت قيادة واحدة، ومنح وانج الإشراف على فريق يضم أكثر من خمسين متخصصًا، من بينهم أكثر من عشرين باحثًا انتقلوا من OpenAI، وهذه الخطوة تعكس تصعيدًا واضحًا في المنافسة على استقطاب العقول النادرة في مجال الذكاء الاصطناعي.

احتدام المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا

وتتحرك ميتا في توقيت بالج الحساسية، في ظل احتدام المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا، وقد عززت جوجل حضورها مؤخرًا بإطلاق Gemini Flash بنسخة أكثر سرعة وكفاءة للاستخدام واسع النطاق، بينما تواصل OpenAI توسيع أدواتها مثل ChatGPT Images وSora لتوليد الفيديو، وفي المقابل، سبق أن حاولت ميتا تعزيز وجودها في هذا المجال عبر أدوات مثل Vibes بالتعاون مع Midjourney، في تجربة كشفت عن شراسة المنافسة في سوق المحتوى البصري المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

ومع النمو المتسارع لقاعدة مستخدمي نماذج جيميني من جوجل، تتزايد الضغوط على ميتا لتقديم حلول مبتكرة قادرة على جذب المستخدمين والمطورين على حد سواء، وبينما تراهن الشركة على مانجو وأفوكادو لإحداث اختراق حقيقي، يبقى نجاح هذا الرهان مرهونًا بقدرة ميتا على تقديم نماذج تجمع بين القوة التقنية وسهولة الاستخدام، في سباق لا يعترف إلا بالريادة والسرعة في الابتكار.