الخميس، 14 أغسطس 2025

02:33 ص

الصين تدشن مرحلة اقتصادية جديدة، من التصدير إلى تحفيز الاستهلاك المحلي

الأربعاء، 13 أغسطس 2025 10:45 ص

الاقتصاد الصيني

الاقتصاد الصيني

ميرنا البكري

تُظهر السياسات الأخيرة أن الصين مقبلة على مرحلة جديدة في إدارتها للاقتصاد، وبعد سنوات طويلة كانت المعادلة المعروفة لديهم: "استثمار ضخم  وتصدير للعالم"، والآن يفكرون في اتخاذ اتجاه معاكس، ويركزون على الجيب الداخلي للمستهلك الصيني، فالخطوة الأخيرة التي أعلنوا عنها يوم الأربعاء، وهي دعم فوائد القروض للأسر والشركات، تقول الكثير عن مسار الاقتصاد الصيني في الفترة المقبلة.

أعلن نائب وزير المالية الصيني، "لياو مين"، أن الحكومة ستتحمل جزء من فوائد القروض للأفراد والشركات في 8 قطاعات خدمية استهلاكية، والفكرة ببساطة سيحصل أي شخص مؤهل على دعم يعادل 1% من الفائدة السنوية على قرضه، والحكومة هي التي ستدفع الدعم للبنوك، وليس البنوك نفسها.

والهدف تخفيض تكلفة الاقتراض، وتحفيز الناس للشراء والاستهلاك أكثر، والفرق هذه المرة أن الحكومة أدركت أن البنوك نفسها تحت ضغط ربحية، فلا تلزمهم بتقليل سعر الفائدة كما كان في الماضي، لكن الجهة ستتحمل فرق الفائدة من ميزانيتها الخاصة.

بنك الشعب الصيني
بنك الشعب الصيني 

 الهدف الاستراتيجي، اقتصاد يقوده الاستهلاك

منذ سنوات والصين تسعى لتقليل اعتمادها على الديون الضخمة والاستثمارات في البنية التحتية، وأيضًا تخفف من اعتمادها على الصادرات، خاصةً بعد ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية التي أعاقت جزء من تجارتها الخارجية.

هذا التحول إذا نجح، سيجعل الاستهلاك المحلي هو المحرك الرئيسي للنمو، بدلًا ما يظل الاقتصاد معتمد على التصدير فقط.

 التأثير المتوقع على الاقتصاد الصيني

1. زيادة الطلب المحلي:- دعم الفوائد سيشجع الأسر لتأخذ قروض استهلاكية (سواء لشراء سلع أو خدمات)، وأيضًا الشركات العاملة في القطاعات المستهدفة تقوم  بتوسيع أنشطتها.

2. استقرار سوق العمل:- لما الطلب يزيد، الشركات هتنتج أكتر، وده معناه تشغيل أكتر وحفاظ على الوظائف.

3. تحسن ثقة المستهلك:- الإحساس أن الحكومة تشارك في حمل تكلفة الفوائد قد يجعل الناس أكثر استعدادًا للإنفاق بدلًا من الادخار.

4. تخفيف الضغط على البنوك:- تستطيع البنوك الحفاظ على أسعار الفائدة كما هي (حوالي 3%+)  دون التضحية بهوامش أرباحها.

 التوقعات المستقبلية

قصير المدى (6-12 شهر):- من المتوقع حدوث نشاط أكبر في القطاعات الخدمية الاستهلاكية، وزيادة طفيفة في معدلات التضخم نتيجة ارتفاع الطلب.

متوسط المدى (1-3 سنين):- إذا نجحت هذه السياسة، الصين ستوسع الفكرة لقطاعات أخرى، مما سيعمق التحول لاقتصاد يقوده الاستهلاك.

ومن أبرز المخاطر، إذا استخدمت البنوك القروض في مجالات ليست منتجة، أو لو الاستهلاك الجديد كان معتمد أكثر على الدين دون نمو موازٍ في الدخل، مما قد يزود ديون الأسر.

ختامًا، تلعب الصين ورقة جديدة في مواجهة الضغوط الاقتصادية، من خلال تحفيز السوق المحلي بدلًا من الاعتماد على العالم الخارجي، دعم الفوائد خطوة ذكية لأنها  تجعل البنوك راضية، والمستهلك في حالة رضا، والحكومة تسيطر على اتجاه الاقتصاد، لكن النجاح غير مضمون 100%، ويعتمد على قدرة الأسر والشركات أنها تستغل هذا الدع في نشاط اقتصادي حقيقي، وليس مجرد استهلاك لحظي.

في النهاية، إذا نجحت الخطة، قد نرى الصين وهي تبني نسخة حديثة من اقتصادها، نسخة أقوى وأقل عرضة لصدمات التجارة العالمية.

اقرأ أيضًا: 

"الصين بين المجد والتحديات"، من صعود الصدارة إلى اختبار البقاء في المنافسة

الاقتصاد الصيني في 2025، نمو بالمجهر وانتكاسات تلوح في الأفق

زيادة استثمارات الصين الأجنبية المباشرة بنسبة 13.2% سنويًا خلال مارس 2025 –  جريدة الاستثمار العربى
جمهورية الصين الشعبية

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search