الأربعاء، 13 أغسطس 2025

01:14 ص

"الصين بين المجد والتحديات"، من صعود الصدارة إلى اختبار البقاء في المنافسة

الثلاثاء، 12 أغسطس 2025 03:19 م

الاقتصاد الصيني

الاقتصاد الصيني

ميرنا البكري

منذ حوالي 25 عام، كانت الصين تخطو أولى خطواتها نحو الملعب الكبير للاقتصاد العالمي، وتحديدًا بعد انضمامها لمنظمة التجارة العالمية عام 2001، وبعد هذا العام، شهد الاقتصاد الصيني نموًا سريعًا، وبين عام 2000 و2009، كان النمو السنوي يصل لمتوسط أكثر من 10%.

وفي عام 2000، كانت الصين سادس أكبر اقتصاد في العالم بناتج محلي حوالي 1.22 تريليون دولار (أي 12% فقط من حجم أمريكا وقتها)، لكن بحلول 2009، أصبحت ثالث أكبر اقتصاد بعد تخطيها لألمانيا وفرنسا وإنجلترا، كما وصل الناتج لـ5.18 تريليونات دولار، وهذا كان حوالي 36.5% من اقتصاد أمريكا.

Global economic growth forecast at 3% in 2024: Standard Chartered
الاقتصاد العالمي

 

التجارة، مفتاح الصعود السريع

ويكمن سر نجاح الصين في هذه  الفترة، أنها أصبحت مركز تجميع ومعالجة للواردات من باقي أسيا، لكي تتصدر للدول الغربية فيما بعد، ومع التوسع في الصناعة المحلية وجذب الاستثمارات الأجنبية، قفزت الصادرات الصينية من 249 مليار دولار عام 2000، لـ1.2 تريليون دولار عام 2009، لتتخطى صادرات أمريكا نفسها.

وفي 2010، أزاحت الصين اليابان، لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لكن العقد الجديد (2010-2019)، شهد تباطؤًا في النمو، ليهبط لمتوسط حوالي 7.7% سنوي، وبالرغم من ذلك، كانوا يقتربون من أمريكا، ووصل الناتج لـ14.57 تريليون دولار في 2019، ما يعادل 67% من الاقتصاد الأمريكي.

لكن بدأت المشكلة الكبيرة تتشكل وهي “الديون”، فصندوق النقد الدولي، كان حذر من انفجار فقاعة الديون، وهذا ما حدث بعد الجائحة، حينما تخطت النسبة 200% من الناتج المحلي.

 

تباطؤ أكبر بعد الجائحة

ومن 2020 لـ2024، أصبح النمو 4.9% في المتوسط، والفجوة مع أمريكا اتسعت مرة أخرى، ليصل ناتج الصين لـ18.75 تريليون دولار (64% من حجم أمريكا)، إضافة إلى ذلك، هناك مشاكل في استهلاك المستهلكين، وأزمة عقارات بدأت مع انهيار “إيفرجراند” عام 2021.

الشيخوخة، التحدي الديموغرافي

وسببت سياسة الطفل الواحد التي طبقتها الصين من السبعينات، نقص في قوة العمل، حتى بعد إلغاء السياسة عام 2015، فالأثر لا يتضح إلا بعد 10 سنوات على الأقل، وفي 2024، تراجع عدد السكان لأول مرة وسجل 1.408 مليار نسمة.

حرب تجارية وضغوط سياسية

ومنذ عام 2018، أمريكا والصين في حرب تجارية، من رسوم جمركية، وقيود على التكنولوجيا، وعقوبات على شركات صينية، والنتيجة تراجع صادرات الصين لأمريكا من 558 مليار دولار (2018) لـ439 مليار دولار (2024).

 

الهند، اللاعب الجديد

وفي الوقت الذي تتباطأ به الصين، شهد الاقتصاد الهندي نمو سنوي بـ5.44% بين 2020 و2024، وأصبحت خامس أكبر اقتصاد في العالم بـ3.91 تريليونات دولار عام 2024، كما وصلت صادرات الخدمات الهندية لـ387.5 مليار دولار، وتشكل 10% من اقتصادهم.

وتقول التوقعات أنه من 2025 لـ2030، ستنمو الهند بمعدل 6.4%، وتصل لـ6.77 تريليون دولار، وتصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم، أما الصين ستكمل تباطؤ لمعدل 3.9%، لتصل لـ25.83 تريليون دولار، وتظل أمريكا في الصدارة بـ37.15 تريليون دولار.

 

اقرأ أيضًا:- 

الاقتصاد الصيني في 2025، نمو بالمجهر وانتكاسات تلوح في الأفق

«الصين تحت المجهر» تباطؤ الصادرات يكشف نقاط ضعف الاقتصاد الصيني 2025

Has China's economy run out of steam? | World News | Sky News
من المتوقع أن يشهد الاقتصاد الصيني تباطؤ بـ 3.9%

ختامًا، ووصلت الصين لمرحلة "النضج الاقتصادي"، ومن الصعب أن تحقق نموًا كما كان في الماضي، والمنافسة العالمية تشتد، والهند وأسيا الشرقية في طريقهم ليأخذوا جزء من الكعكة، وإذا استطاعت الصين المحافظة على نمو حوالي 5%، وإصلاح مشاكل العقارات والديون والشيخوخة، ستظل لاعبًا رئيسيً، لكن إذا استمرت هذه التحديات دون حلول، قد يشهد العالم إعادة رسم لخريطة الاقتصاد العالمي، خلال عقد أو اثنين.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search