الخميس، 07 أغسطس 2025

05:06 م

ترامب يفاقم أزمات التجارة الدولية، ماذا تعني الرسوم الجديدة لسوق العمل العربي؟

الخميس، 07 أغسطس 2025 03:00 م

دونالد ترامب

دونالد ترامب

ميرنا البكري

في خطوة قد نقول عنها من أكبر التحولات الاقتصادية منذ أيام الحرب العالمية، فرض ترامب موجة جديدة من الرسوم على عشرات الدول، والكثير من هذه الدول عربية بنسب رسوم متفاوتة وضخمة، وكل هذا تحت شعار "العدالة التجارية لأمريكا".

فما معنى ذلك؟ وكيف يؤثر على جيب المواطن العربي وعلى علاقة الدول مع أمريكا؟ وهل هذا قرار اقتصادي ذكي؟ سنوضح الإجابة في التحليل.

بالأسماء.. القادة والزعماء ورؤوس الوفود بالقمة العربية الـ32 - CNN Arabic
الدول العربية

 الرسوم الجديدة، لعبة ضرائب عالمية

أعلن ترامب فرض رسوم جمركية جديدة، وصلت في بعض الحالات لـ 50% على سلع  قادمة من دول مثل البرازيل، و35% على العراق وصربيا، و40% على لاوس وميانمار.

لا تأتي هذه الخطوة من فراغ، لكنها استمرار لسياسة اقتصادية تقول إذا لم تسمح بدخول منتجاتي إلى أسواقك، فقد أفرض قيودًا على صادراتك.

ومن هنا يراهن ترامب على أمرين:

1. زيادة دخل الضرائب، بالفعل تم تجميع أكثر من 100 مليار دولار من الرسوم القديمة.

2. تقوية التفاوض، فإذا كان لديك منتج تسعى لإدخاله السوق الأمريكية؟ ادفع ثم نتفاوض.

 

الدول العربية، في قلب المعركة

كانت مفاجأة غير متوقعة أن دول عربية كثيرة دخلت هذه القائمة السوداء، حيث تم فرض رسوم بـ41% على سوريا، والعراق بـ35%، كما فرضت إدارة ترامب رسوم على الجزائر وليبيا بـ30%، وتونس أيضًا بـ25%، والأردن بـ15%، وكانت الرسوم على باقي الدول العربية 10%.

تعني هذه الرسوم أن تكلفة السلع العربية في السوق الأمريكية ستزداد بشكل كبير، وبالتالي قد تنهار الصادرات العربية في قطاعات كثيرة، وأيضًا قد تضطر هذه الدول للتفكير أكثر من مرة قبل الاعتماد على الولايات المتحدة كـ"شريك تجاري موثوق".

 

التأثير الاقتصادي على الدول العربية

 1. ضربة لصادرات حيوية

تمتلك دول مثل تونس والأردن والعراق صادرات أساسية لأمريكا في مجالات النسيج، الفوسفات، المنتجات الكيماوية، والأغذية المصنعة، وستجعل هذه الرسوم أسعار هذه المنتجات أعلى من غيرها، وبالتالي غير تنافسية.

 

2. تهديد للاستثمارات والشراكات

الرسائل التي تصل من هذه السياسة الحمائية تقول للمستثمرين، تجنب الاعتماد على السوق الأمريكي، مما قد يدفع الشركات العالمية لإعادة في استثماراتها في الدول المتضررة.

 

3. أزمة في الميزان التجاري

قد تزود هذه الرسوم العجز التجاري لدى الدول العربية؛ نظرًا لأنها ستواجه صعوبة في التصدير، بينما تستورد بنفس التكلفة أو أكثر، خاصةً مع ضعف قيمة العملات المحلية أمام الدولار.

 

مهلة حاسمة للسوق قبل إعادة الحسابات

بدأت هذه الرسوم رسميًا، لكن هناك "مهلة" للسلع التي كانت بالفعل في البحر قبل يوم الخميس الساعة 12:01 صباحًا، وهذا يعني أن السوق لديه فرصة للتصرف حتى 5 أكتوبر، ولا يعني ذلك الاطمئنان؛ لأن في هذا الوقت ستكون الشركات تعيد حساباتها، كما سيفكر الموردون في أسواق بديلة.

 

استثناءات ذكية، لكنها مؤقتة

الأمر اللافت أن الرسوم لم تصل للهواتف الذكية، أو الأدوية حتى الآن، لكن أشار ترامب أن ذلك لا يكون مضمونًا، خاصةً إذا حدثت صدامات مع دول مثل الهند أو الصين.

كما حاول الاتحاد الأوروبي الرد بدهاء، وبالفعل اتفق مع الولايات المتحدة على ضريبة 15% على صادرات الأدوية كنوع من "المعادلة".

 

اقرأ أيضًا: 

ترامب يواصل ضغطه على سوريا، لماذا تفرض أمريكا أعلى رسوم جمركية على الواردات السورية؟

Trump's Middle East trip: Why he turns to the Gulf for everything
رسوم ترامب على الدول العربية

كيف تواجه الدول العربية تحديات الأسواق العالمية؟

تنويع الشركاء التجاريين

قد يحدث توجه عربي أكبر تجاه الصين، روسيا، والاتحاد الأوروبي كبدائل للأسواق الأمريكية.

 

إعادة التفكير في سلاسل التوريد

تشير هذه الرسوم أن الاعتماد على أمريكا خطر طويل الأجل، ومن الضروري بناء سلاسل توريد محلية أو إقليمية أكثر استقرارًا.

 

تفعيل الاتفاقيات العربية

قد تدفع هذه الرسوم الدول العربية لتطوير اتفاقيات التجارة البينية بينهم، فالأسواق العربية قريبة ومستعدة لاستيعاب منتجاتنا.

 

توقعات قريبة وبعيدة المدى

على المدى القريب

1.قد ترتفع أسعار بعض السلع في أمريكا، تحديدًا القادمة من الدول المتأثرة.

2.ارتباك في حركة الصادرات من الدول العربية.

3.محاولات سريعة لإعادة التفاوض مع الجانب الأمريكي.

 

على المدى البعيد

1.قد يدخل الاقتصاد العالمي في "حرب تجارية ممتدة".

2.تراجع ثقة المستثمرين في استقرار السياسات الأمريكية.

3.نشأة نظام تجاري جديد، وليس بالضرورة أن تديره  أمريكا بمفردها.

ختامًا، لا تعتبر هذه الرسوم الجمركية مجرد ضريبة، بل رسالة سياسية واقتصادية تعكس أن ترامب عاد بسلاح الاقتصاد الموجه، والكرة الآن في ملعب الدول المتضررة، والفرصة لمن يستطيع إعادة ترتيب أوراقه بسرعة.

في زمن التحولات، من يتحرك مبكرًا يكسب، والسؤال الآن: هل العالم العربي مستعد للخروج من العباءة الأمريكية؟

اقرأ أيضًا: 

المفترس الأكبر، كيف أعادت واشنطن رسم خريطة التجارة العالمية؟

On Trump's Tariffs, Tech Giants Remains Mute
تأثير رسوم ترامب على التبادل التجاري بين أمريكا والدول العربية


تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search