خسائر الكوارث الطبيعية تتجه لتجاوز 150 مليار دولار خلال 2025

الأربعاء، 06 أغسطس 2025 09:46 م

كوارث طبيعية - صورة أرشيفية

شهد العالم في الأشهر الأخيرة، سلسلة من الكوارث الطبيعية المدمرة، من زلازل وأعاصير وعواصف شديدة، إلى حرائق غابات مروّعة.

وأشارت دراسة حديثة إلى أن عام 2025 قد يسجل واحداً من أعلى مستويات الخسائر المؤمنة في التاريخ، بسبب تزايد حدة وتواتر الكوارث الطبيعية حول العالم.

وتمثل أحدث هذه الكوارث، في الزلزال القوي الذي ضرب روسيا مؤخراً، وسط تحذيرات من احتمال وقوع تسونامي، في مشهد يعكس تزايد قوة وتكرار الظواهر المناخية والجيولوجية التي تهدد الأرواح والممتلكات.

هذه الموجة المتصاعدة من المخاطر لم تؤثر فقط على حياة البشر، بل امتدت لتضرب أحد أهم القطاعات الاقتصادية وهو قطاع التأمين العالمي، الذي يواجه ضغوطاً غير مسبوقة.

خسائر اقتصادية بقيمة 135 مليار دولار

تسببت أيضًا الكوارث الطبيعية في خسائر اقتصادية في العالم بقيمة 135 مليار دولار خلال النصف الأول من 2025، مقارنة بـ 123 مليارا في نفس الفترة من عام 2024.

80 مليار دولار خسائر مؤمنة في النصف الأول من 2025

أظهرت تقديرات حديثة صدرت عن معهد "سويس ري" أن الخسائر العالمية المؤمنة من الكوارث الطبيعية بلغت نحو 80 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2025، مدفوعة بحرائق الغابات في كاليفورنيا والعواصف الرعدية الشديدة في الولايات المتحدة.

ويمثل هذا الرقم ما يقارب ضعف متوسط الخسائر خلال السنوات العشر الماضية، ما يعكس حجم التحديات المتزايدة أمام شركات التأمين حول العالم.

وأدى ذلك إلى تشديد سياسات الاكتتاب، ورفع أقساط التأمين، وإعادة النظر في نماذج تقييم المخاطر.

توقعات بتجاوز 150 مليار دولار في العام بأكمله

وتوقع معهد "سويس ري" أن يتجاوز إجمالي الخسائر المؤمنة لعام 2025، نحو 150 مليار دولار، خاصة أن نشاط الكوارث الطبيعية يرتفع عادة في النصف الثاني من العام مع دخول موسم الأعاصير.

كما أوضحت التوقعات أن نشاط الرياح يتراوح بين المتوسط وفوق المتوسط، مع تسجيل ما بين 3 إلى 5 أعاصير كبرى، وهو أعلى من متوسط المدى الطويل البالغ ثلاثة أعاصير سنوياً.

حرائق كاليفورنيا.. خسائر قياسية بلغت 40 مليار دولار

في بداية العام، اجتاحت حرائق "باليستيدز" جنوب كاليفورنيا، مدمرة أكثر من 23 ألف فدان من الغابات، وتسببت في خسائر مؤمنة بلغت نحو 40 مليار دولار، وهو أعلى رقم يتم تسجيله من حادث حريق واحد على الإطلاق.

وأجبرت الحرائق آلاف السكان على إخلاء منازلهم، ودمرت مئات المنازل والشركات. ويرى الخبراء أن ارتفاع درجات الحرارة، وفترات الجفاف الطويلة، وتغير أنماط هطول الأمطار، إضافة إلى التوسع العمراني في المناطق المعرضة للخطر، عوامل ساهمت في تفاقم الظاهرة خلال العقد الأخير.

انسحاب شركات التأمين من المناطق عالية الخطورة

في مواجهة هذه المخاطر، بدأت شركات التأمين في الانسحاب من المناطق الأكثر عرضة للكوارث، خاصة في ولاية كاليفورنيا، ما أدى إلى فجوات كبيرة في التغطية التأمينية وترك المجتمعات الأكثر هشاشة أمام ضغوط مالية هائلة.

ويواجه سوق التأمين في كاليفورنيا تحديات متزايدة ليس فقط بسبب الحرائق، بل أيضاً نتيجة الفيضانات والانهيارات الأرضية، وهو ما دفع العديد من الشركات إلى الحد من إصدار السياسات الجديدة أو الانسحاب نهائياً من بعض المناطق.

صناعة التأمين العالمية أمام مرحلة فارقة

في ظل تزايد حدة الكوارث الطبيعية، يبدو أن صناعة التأمين العالمية أمام مرحلة فارقة تتطلب إعادة صياغة استراتيجياتها لمواكبة واقع مناخي أكثر قسوة وتقلباً.

ومع استمرار الأعاصير والحرائق والفيضانات في إحداث خسائر بمليارات الدولارات سنوياً، تبرز الحاجة الملحة لتطوير أدوات تقييم المخاطر، وتعزيز الاستثمارات في خطط التكيف والتخفيف من آثار التغير المناخي، حتى تتمكن الأسواق من الصمود أمام ما يبدو أنه «الطبيعة الجديدة» للاقتصاد العالمي.

اقرأ أيضًا:

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.