الأربعاء، 06 أغسطس 2025

01:25 م

الفوضى التجارية العالمية.. ترامب ليس وحده في قفص الاتهام

الأربعاء، 06 أغسطس 2025 05:00 ص

ترامب

ترامب

منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المشهد السياسي العالمي، تصاعدت التحليلات التي تربط بين ولايته السابقة والجارية وبين ما يسميه اقتصاديون بالفوضى التجارية العالمية.

ترامب والرسوم الجمركية

ضربت حالة غير مسبوقة من الاضطراب أسس النظام التجاري الدولي، وأربكت سلاسل الإمداد، وعمقت النزعات الحمائية في الاقتصادات الكبرى.

لكن قراءة معمقة للمشهد توضح أن ترامب، وإن كان عامل تسريع، ليس اللاعب الوحيد لهذا الانهيار التدريجي في قواعد العولمة الاقتصادية. 

فالفوضى التجارية الحالية هي نتيجة تراكمات بنيوية، وتحولات جيوسياسية، وخلل في توازنات القوة الاقتصادية أكثر منها نتيجة لإدارة واحدة أو رئيس واحد.

من نظام القواعد إلى ساحة المصالح

منظمة التجارة العالمية، التي تأسست عام 1995 على أمل ترسيخ نظام تجاري قائم على الشفافية والتكافؤ، وجدت نفسها اليوم في مهب الريح.

ما قبل ترامب، كانت هناك بالفعل اختلالات عميقة، كان الافتراض أن التجارة تدار لتعظيم الأرباح، لا لتحقيق أهداف سياسية، لكن هذا لم يعد صحيحًا الصين بدأت، وتبعتها الدول الغربية، في تسخير التجارة لأغراض استراتيجية.

الأزمة هنا، ليست في ترامب وحده، بل في أن قواعد اللعبة نفسها لم تعد تحكم الجميع، بينما لا تملك المنظمة أدوات فعالة لتقويم السلوك التجاري غير المنضبط، مثل دعم الشركات المحلية أو التلاعب بفئة الدول النامية.

التجارة العالمية

ترامب.. شرارة الفوضى أم من فضح الخلل؟

يمكن القول إن ترامب لم ينشئ الأزمة التجارية بقدر ما جعلها أكثر وضوحًا وعرضة للاشتعال، سياسته "أمريكا أولاً" أعادت تعريف التجارة الدولية من شراكة إلى مساومة، ومن انفتاح إلى مواجهة.

ترامب تجاوز الانتقاد إلى الفعل، وفرض رسومًا حتى على الحلفاء، وتجاهل طبيعة الترابط المعقد بين سلاسل التوريد، ما أدى إلى خسائر للمنتجين الأمريكيين أنفسهم.

في المقابل، فإن التوترات لم تبدأ مع ترامب، بل ترجع إلى انتقال الثقل الصناعي نحو آسيا، وتصاعد اختلالات موازين التجارة، وتصاعد الشعبوية في الغرب، وكلها عوامل سبقت ترامب بسنوات.

اقرأ أيضًا:

ترامب يواصل ضغطه على سوريا، لماذا تفرض أمريكا أعلى رسوم جمركية على الواردات السورية؟

تقرير المجلس الأطلسي يرسم صورة أشد صراحة، في 7 أشهر، أعاد ترامب تشكيل نظام تجاري بنِي خلال 70 عامًا، لا لأنه خارق، بل لأن النظام نفسه كان هشًا، الدول الأخرى لم تقاوم الانقلاب بل تجاوبت.

مع كل جولة تعريفات جديدة من الصلب إلى الأدوية، قفز متوسط الرسوم الجمركية الأمريكية من 2.5% إلى نحو 20%، وهو مستوى لم يسجل منذ قرن.

وهنا يطرح سؤال جوهري، هل كان النظام التجاري العالمي قويًا بما يكفي ليصمد أمام رئيس واحد؟ أم أن هشاشته كانت مبيتة، وتنتظر فقط من يطلق أول رصاصة؟

التجارة العالمية وسلاسل الإمداد

الأزمة عالمية.. وليست أمريكية فقط

إن العالم يعيش تحولات متعددة الأبعاد منذ 2008، من انحسار العولمة، إلى صعود القوى الناشئة، إلى هشاشة سلاسل الإمداد التي كشفتها كورونا وأوكرانيا، الفوضى التجارية ليست فقط بسبب ترامب، بل لأنها انعكاس لهذه التشققات البنيوية.

والنتيجة كانت مؤسسات دولية فقدت فعالية ضبط التوازن، ونزعة قومية اقتصادية تجتاح الاقتصادات الكبرى، وانكفاء عن التجارة الحرة لصالح الإنتاج المحلي وحماية الأسواق الداخلية.

اقرأ أيضًا:

توتر تجاري بين «واشنطن» و«نيودلهي» يهدد اتفاقًا وشيكًا

نظام عالمي بلا قواعد؟

مع تقلص دور منظمة التجارة العالمية، وتصاعد الاحتكاك التجاري بين الغرب والصين، وتفكك سلاسل القيمة العالمية، يبدو أن التجارة الدولية تدخل مرحلة انتقالية بلا مرجعية واضحة.

فبدلاً من عالم تحكمه القواعد، نشهد تحولاً إلى تجارة مشروطة بالقوة الجيوسياسية، حيث تدار الصفقات بمنطق من يملك النفوذ يرسم القواعد، وترامب ليس الجاني الوحيد، بل القاضي الذي فضح انهيار المحكمة.

إن ما يحدث اليوم ليس فوضى صنعها ترامب، بقدر ما هو تصادم بين نظام تجاري منهار، ونظام دولي جديد لم يكتب بعد، وقد يكون ترامب أشعل النار، لكن الحطب كان مكدسًا منذ سنوات طويلة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search