TACO أم تصعيد فعلي؟ الأسواق تترقب مصير قرارات ترامب وتأثيرها على الاقتصاد العالمي
الإثنين، 28 يوليو 2025 01:38 م

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
تترقب الأوساط الاقتصادية العالمية قرارات حاسمة من دونالد ترامب خلال أيام، مع اقتراب الموعد النهائي لتطبيق رسوم جمركية جديدة في الأول من أغسطس.
وتشير التحركات الأخيرة لإدارة وقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى اتجاه تصعيدي في سياسة التجارة الدولية، الأمر الذي قد يلقي بظلاله على الاقتصاد الأمريكي والعالمي معًا.
1. التعريفة الجمركية.. هل تصبح 15% على جميع الواردات؟
في وقت سابق من أبريل، أوقف ترامب مؤقتًا معظم الرسوم الجمركية المعروفة باسم "الرسوم التبادلية"، إلا أن واحدة من أبرز الرسوم التي طُبقت وظلت سارية هي التعريفة الموحدة بنسبة 10% على معظم السلع الواردة إلى الولايات المتحدة.
وقال ترامب، في تصريحات سابقة، إنه يدرس الآن رفع هذه النسبة إلى 15%، بل وقد تصل إلى 20%، مع الإشارة إلى أن القرار النهائي من المقرر اتخاذه قبل بداية أغسطس.
وفي مقابلة مع NBC News يوم 10 يوليو، قال ترامب إنه سيجعل جميع الدول تدفع، سواء كانت النسبة 15% أو 20%، وسوف يحدد ذلك قريبًا.

وبحسب تقارير إعلامية، أرسلت الإدارة الأمريكية رسائل إلى قادة أكثر من 12 دولة لتحديد نسب الرسوم الجديدة التي ستُطبق مطلع الشهر المقبل، بينما لا تزال الدول الأخرى تنتظر القرار النهائي بشأن ما إذا كانت ستُدرج ضمن هذه الرسوم أو تُمنح استثناءات.
وتوقع مراقبون أن ترفع التعريفة الموحدة إلى 15%، خاصة بعد توقيع اتفاقات تجارية مع دول مثل اليابان وإندونيسيا والفلبين وفيتنام، تضمنت نسبًا عند هذا المستوى أو أعلى.
كما أشارت صحيفة فايننشال تايمز، الأسبوع الماضي، إلى أن الاتحاد الأوروبي يقترب من اتفاق مماثل، يحدد تعريفات جمركية على سلع أوروبا المصدرة إلى الولايات المتخدة بنسبة 15%.
وأشار خبراء اقتصاد إلى أن الرسوم الحالية رفعت متوسط معدل الضرائب على الواردات في الولايات المتحدة من 2% إلى 18%، وهو أعلى مستوى منذ عام 1934، مما يضيف نحو 2400 دولار سنويًا على إنفاق الأسر الأمريكية، وذلك وفقًا لتقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية، نقلا عن تقرير للخبراء في مختبر الميزانية بجامعة بيل.
وفي حال تطبيق التعريفة الجديدة على نحو 2.9 تريليون دولار من الواردات سنويًا (بعد استثناء واردات كندا والمكسيك)، فإن الأعباء الجمركية الجديدة ستتجاوز 435 مليار دولار سنويًا، وهو رقم يقارب إجمالي الضرائب التي تدفعها الشركات الأمريكية حاليًا.

2. رسوم الأدوية.. تهديد بأسعار أعلى ونقص في الإمدادات
من بين القرارات الحاسمة أيضًا، يدرس ترامب فرض رسوم جمركية ضخمة على الأدوية المصنعة خارج الولايات المتحدة، والتي تمثل حاليًا غالبية الأدوية المتداولة في السوق الأمريكية.
وقد أشار ترامب في تصريحات سابقة إلى إمكانية فرض رسوم تصل إلى 200% على الأدوية في وقت قريب جدًا، لكنه لم يعلن بعد عن قائمة الأدوية المستهدفة أو الجدول الزمني للتطبيق.
وحذر خبراء الصحة وسلاسل التوريد من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الأدوية وزيادة حادة في حالات النقص، خاصة في ظل اعتماد السوق الأمريكية على الاستيراد.
وقد فتحت الإدارة الأمريكية في أبريل الماضي تحقيقًا رسميًا حول واردات الأدوية، بدعوى تهديدها للأمن القومي، في مسعى لتبرير هذه الرسوم.
وأكد مؤيدو القرار أن الهدف هو تعزيز التصنيع المحلي للأدوية لتقليل الاعتماد على الخارج، وهو أمر مكلف وقد يستغرق سنوات.
وسبق وأن أوقف ترامب الرسوم الجمركية على عدة قطاعات صناعية، منها السيارات وقطع الغيار، بعد أن اشتكى القادة من أن الرسوم الجمركية لم تمنحهم وقت كافي لنقل الإنتاج كما أنها عملية مكلفة تستغرق وقت طويل جدا.
وعلى الرغم من ذلك، بعض الشركات مثل "أسترازينيكا" أعلنت بالفعل عن خطط لتوسيع منشآتها في الولايات المتحدة، لكن أغلب هذه التوسعات كانت مقررة قبل بدء ولاية ترامب خلال يناير الماضي، ولا يمكنها تغطية حجم الاستيراد الحالي بالكامل.

3. القرار النهائي.. هل يتراجع ترامب مجددًا أم يطبق التهديدات؟
يبقى السؤال الأهم: هل سيمضي ترامب قدمًا في تطبيق هذه الرسوم في الموعد المحدد، أم يختار تأجيلها مجددًا كما فعل في مرات سابقة؟
في أبريل الماضي، تسببت الرسوم الجديدة في اضطرابات كبيرة في الأسواق المالية الأمريكية، قبل أن يتراجع ترامب عن بعض منها بتوصية من مستشاريه.
لكن منذ ذلك الحين، أبرم عدة اتفاقات تجارية أهمها مع الصين واليابان، ما أعاد بعض الاستقرار للأسواق وشعور المستثمرين بالارتياح واليقين، ودفع البعض إلى الاعتقاد بأن ترامب غالبًا ما يتراجع عن مواقفه القصوى في اللحظات الأخيرة، وهو ما يعرف في أوساط وول ستريت بمصطلح “TACO” (Trump Always Chickens Out).
ومع عودة أسواق الأسهم إلى مستويات قياسية وهدوء عوائد السندات، قد يجد ترامب هذه المرة حافزًا أقل للتراجع، خاصة مع تحسن اتفاقيات مثل تلك الموقعة مع اليابان.

وفي المقابل، أشار خبراء إلى أن الإدارة الأمريكية قد تتجنب تطبيق أقسى التهديدات، مثل فرض رسوم 50% على البرازيل كعقاب على التهم الموجهة إلى الرئيس السابق جايير بولسونارو بمحاولة تزوير الانتخابات المزعومة، تجنبًا لتداعيات اقتصادية واسعة وردود فعل سياسية داخلية ودولية.
فيما تترقب الأسواق الأول من أغسطس، تبدو قرارات ترامب المرتقبة بمثابة مفترق طرق للسياسة التجارية الأمريكية، إذ قد تعيد تشكيل موازين التجارة العالمية، وتؤثر بشكل مباشر على المستهلك الأميركي والاقتصاد العالمي على حد سواء.
اقرأ أيضًا:
التجارة الأمريكية: إدارة ترامب تصدر نتائج التحقيق في واردات الرقائق خلال أسبوعين
اقتراب موعد تطبيق الرسوم الجمركية والمستثمرون مترددين في التعامل مع الأمر
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
لينكد إن.. عملاق الشبكات المهنية في قلب تحولات الاقتصاد المعرفي
29 يوليو 2025 04:14 ص
الدين السيادي لا يصوت، دروس قاسية لترامب من أرقام الاقتصاد الأمريكي
28 يوليو 2025 08:16 م
4.4 تريليون دولار، شركات اليونيكورن تحت المجهر.. من يقود السوق العالمي للابتكار 2025؟
28 يوليو 2025 07:12 م
أكثر الكلمات انتشاراً