القطاع الخاص السعودي غير النفطي، صمود في النمو رغم تباطؤ الإنتاج والتصدير
الثلاثاء، 05 أغسطس 2025 11:58 ص

المملكة العربية السعودية
ميرنا البكري
رغم تباطؤ النمو، إلا إن القطاع الخاص غير النفطي في المملكة العربية السعودية، لايزال مستمرا في الصعود، إذ هبط مؤشر مديري المشتريات قليلًا، والذي يصدره بنك الرياض في يوليو، لكنه يعكس أن السوق لا يزال ينمو، فالشركات تعمل والأفراد تتوظف، لكن اللافت هو وجود إشارات تباطؤ بدأت تظهر من تحت التراب، تحديدًا في التصدير والإنتاج.

المؤشر بين التراجع والصمود
هبط مؤشر مديري المشتريات (PMI) من 57.2 نقطة في يونيو لـ 56.3 نقطة في يوليو، ورغم هذا التراجع، لا يزال هذا الرقم فوق خط الـ 50 نقطة، مما يعني أن السوق في حالة "توسع"، وليس "انكماش".
لا يشكل هذا الهبوط البسيط بالضرورة علامة خطر، لكنه إشارة أن النمو ليس بنفس السرعة التي كان عليها في الشهور الماضية، بمعنى آخر، السوق يعمل، لكنه يهدىء قليلًا.
التوظيف بين انفجار الطلب وحافز المكافآت
زودت الشركات عدد الموظفين بأعلى معدل من 14 عام، وهذا استمرار للنمو القياسي في يونيو، والذي كان الأعلى من 2011، والسبب طلب محلي قوي وضغط عمل يكبر، ولا ترغب الشركات في تفويت هذه الفرصة.
الأمر الهام هو الارتفاع الحاد في تكاليف العمالة، لأن الشركات تقدم مكافآت للحفاظ على الناس المدربة، وهذا طبيعي مع نقص العمالة المهارية وسوق عمل تنافسي.
الإنتاج يتباطأ، والمنافسة تشتد
هبط معدل نمو الإنتاج لأقل مستوى من يناير 2022؛ نظرًا لزيادة المنافسة وضعف إقبال بعض العملاء، فمن الواضح أن السوق اصبح به تشبع نسبي، كما أصبحت المنافسة على كسب الزبائن أعلى، ففي الوقت الذي به طلب محلي قوي، لم يستطيع الإنتاج أن يتماشى مع هذا النمو بنفس القوة.
التصدير يدق جرس إنذار
لأول مرة منذ 9 شهور، انخفضت الطلبات الجديدة على الصادرات وهو مؤشر مقلق؛ لأنه يعكس تحديات في السوق العالمي أو انخفاض تنافسية المنتجات السعودية خارجياً، والسبب المحتمل هو ارتفاع أسعار المنتجات السعودية، فأصبحت غير جاذبة، أو ضاعف المافسون نشاطهم في الأسواق العالمية.
أسعار الإنتاج بين التهدئة والضغط
بدأت ضغوط تكلفة الإنتاج تهدىء مقارنة بالربع الثاني، لكن تكاليف الأجور لازالت تنمو بسرعة بسبب المكافآت والحوافز.
وتأتي المعادلة الصعبة في حالة استمرار التكاليف في الصعود والشركات لا تستطيع رفع أسعارها على الزبائن، فقد يضيق هامش الربح، مما يضغط على الاستثمار الجديد والتوسع.
الشركات لازالت متفائلة بالفترة المقبلة، وتراهن على مرونة السوق وقوة الطلب، لكن وصل هذا التفاؤل لأضعف مستوى له منذ يوليو 2024.
اقرأ أيضًا:
الاقتصاد السعودي يرتفع في الربع الأول 2025، والقطاعات غير النفطية تقود النمو
السعودية تشهد نقلة نوعية، 4.2% نسبة النمو في القطاع غير النفطي في الربع الاول من 2025

توقعات وتحليلات
1. الطلب المحلي يظل المحرك الأساسي للنمو الفترة المقبلة، خاصةً مع المشاريع الكبرى التي تقودها الدولة.
2. يحتاج التصدير دفعة سواء عن طريق دعم تنافسية المنتج، أو فتح أسواق جديدة.
3. قد يظل سوق العمل نشط، مما يزود الاستهلاك لكن أيضًا يضغط على التضخم.
4. إذا استمرت التكاليف في الارتفاع، قد تتجه الشركات لتقليل التوظيف أو الاستثمار بشكل أبطأ.
ختامًا، القطاع الخاص غير النفطي في السعودية لايزال صامدًا، لكنه بدأ يشعر بثقل الحمل، فهناك فرص ونمو وتوظيف، لكن أيضًا يوجد تباطؤ في بعض المؤشرات المهمة مثل الإنتاج والصادرات، والتحدي الآن أن السوق يحافظ على هذا الزخم، ويحل مشاكل التكاليف والتنافسية قبل أن يتحول هذا التباطؤ لموجة ركود.
يعمل اقتصاد السعودية بنظام "النفس الطويل"، وما يحدث الآن هو نوع من "تعديل المسار" وليس “توقف مفاجئ”، والشركات الذكية هي التي تستغل هذا التباطؤ في إعادة ترتيب أوراقها وتطوير منتجاتها وتحسين استراتيجياتها التصديرية، لكي تكون على استعداد للقفزة المقبلة.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
صادرات بمليارات الدولارات.. هكذا يواصل الفحم السيطرة على سوق الطاقة العالمي
05 أغسطس 2025 02:09 م
شركات الشحن "متحمسة" للذكاء الاصطناعي لكن الجاهزية لا تزال بعيدة (تفاصيل)
05 أغسطس 2025 10:32 ص
فورد تُشعل المنافسة في الشرق الأوسط، نمو بالمبيعات وطرازات تقلب الموازين
04 أغسطس 2025 04:14 م
أكثر الكلمات انتشاراً