كيف يعيد زوكربيرج ميتا إلى صدارة التكنولوجيا العالمية عبر الذكاء الاصطناعي؟

الجمعة، 26 ديسمبر 2025 01:00 ص

مارك زوكربيرج

يخوض مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، معركة مصيرية لإعادة تموضع شركته في سباق الذكاء الاصطناعي، بعد أن بدت متأخرة نسبيًا أمام منافسين بارزين مثل OpenAI وجوجل، وهذا التحول لا يقتصر على تطوير تقنيات جديدة، بل يمثل تغييرًا جذريًا في فلسفة الشركة وهيكلها، مدفوعًا باستثمارات ضخمة ورؤية طموحة تهدف إلى تحويل ميتا إلى لاعب رئيسي في مستقبل الذكاء الاصطناعي المتقدم.

نموذج ذكاء اصطناعي يفوق القدرات البشرية

وتكشف تحركات زوكربيرج خلال الشهور الأخيرة عن مستوى غير مسبوق من الانخراط الشخصي في هذا الملف، إذ بادر بالتواصل المباشر مع نخبة من كبار باحثي الذكاء الاصطناعي حول العالم، مقدمًا عروضًا مالية استثنائية، في بعض الحالات تجاوزت قيمتها 100 مليون دولار، ولم يتردد في القيام بخطوات غير تقليدية لبناء فريقه الجديد، في إطار سعيه لتطوير ما يطلق عليه “الذكاء الفائق الشخصي”، وهو نموذج ذكاء اصطناعي يفوق القدرات البشرية ويكون سهل الاستخدام للأفراد.

وتضخ ميتا مليارات الدولارات في إنشاء بنية تحتية تقنية هائلة تشمل مراكز بيانات متقدمة ومعالجات عالية الكفاءة، مع استقطاب مئات الباحثين من شركات التكنولوجيا الكبرى، وتشير تقديرات السوق إلى أن حجم الإنفاق على الذكاء الاصطناعي لدى ميتا تجاوز 70 مليار دولار خلال العام الجاري، مع توقعات بتخطي حاجز 100 مليار دولار في العام المقبل، في واحدة من أضخم موجات الاستثمار في تاريخ الشركة.

ولا ينفصل هذا التحول التقني عن تغييرات سياسية وتنظيمية لافتة، إذ كثّف زوكربيرج حضوره العلني في المشهد السياسي الأمريكي، وحرص على التقارب مع الرئيس دونالد ترامب، إلى جانب تخفيف سياسات الإشراف على المحتوى داخل منصات ميتا، وتفسَّر هذه الخطوات على أنها محاولة لتقليل القيود التنظيمية التي قد تعيق تسريع تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة.

موجات تسريح واسعة وإعادة هيكلة داخلية

لكن هذا الرهان الضخم لم يأتِ دون تكلفة، وقد تزامن مع موجات تسريح واسعة وإعادة هيكلة داخلية أثارت قلق المستثمرين، وانعكست سلبًا على أداء سهم ميتا وقيمتها السوقية، ومع ذلك، تستعد الشركة لمرحلة حاسمة بإطلاق نموذج ذكاء اصطناعي متقدم يحمل الاسم الرمزي “أفوكادو” خلال الربع الأول من العام المقبل، وهو نموذج تم تطويره من الصفر لمنافسة Gemini من جوجل ونماذج OpenAI الأكثر تقدمًا.

وبين الطموح والمخاطر، تراهن ميتا على استعادة صورتها كشركة رائدة في الابتكار التكنولوجي، رغم التحديات المرتبطة باستقطاب الكفاءات وضمان السلامة وبناء ثقة المستخدمين، ويبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان هذا التوجه سيعيد ميتا إلى قمة المشهد التقني العالمي، أم سيتحول إلى مغامرة مكلفة تهدد استقرار واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم.