العقارات والذهب والأسهم والشهادات، 2025 يُعيد ترتيب أولويات الاستثمار في مصر

الخميس، 25 ديسمبر 2025 10:27 م

استثمارات - صورة تعبيرية

شهدت السوق المصرية خلال عام 2025، تحولًا ملحوظًا في خريطة الاستثمار، بعدما حققت معظم الأصول الاستثمارية معدلات ربحية غير مسبوقة، انعكست بشكل مباشر على مدخرات الأفراد وخياراتهم المالية.

وبين صعود الذهب إلى مستويات تاريخية، وقفزات قوية في البورصة المصرية، وتراجع جاذبية الشهادات البنكية، واستمرار العقار كملاذ تقليدي لحفظ القيمة، أصبح السؤال الأبرز، هو ما الاستثمار الأكثر ربحًا خلال عام 2025، عام الاستثنائيات؟.

أبرز القطاعات الاستثمارية في مصر خلال 2025

ويستعرض موقع “إيجي إن”، من خلال التقرير التالي، أداء أبرز القطاعات الاستثمارية في مصر خلال 2025، ويحلل اتجاهات المستثمرين، والعوامل التي أعادت رسم الأولويات، في ظل متغيرات اقتصادية محلية وعالمية متسارعة.

من الركود إلى الانطلاق.. البورصة المصرية تتألق كنموذج استثماري واعد : CNN الاقتصادية

البورصة المصرية.. عودة قوية إلى صدارة المشهد

تصدرت البورصة المصرية قائمة الأصول الأكثر تحقيقًا للعوائد خلال عام 2025، بعدما سجلت مكاسب قياسية تجاوزت 45% منذ بداية العام، في واحدة من أقوى سنوات سوق المال تاريخيًاـ، وفقًا لخبراء في القطاع.

ويرى الخبراء أن البورصة أصبحت البديل الاستثماري الأكثر جاذبية، خاصة مع تراجع أسعار الفائدة، ووقف إصدار شهادات الادخار مرتفعة العائد، ما دفع شريحة واسعة من المستثمرين إلى إعادة توجيه سيولتهم نحو الأسهم.

كما أصبحت المقارنة بين البورصة والشهادات البنكية أكثر وضوحًا؛ ففي العام الماضي، كانت الشهادات بعائد يصل إلى 27% الخيار الأكثر أمانًا، لكن مع خفض أسعار الفائدة حوالي 7.25 خلال 2025، ووصولها إلى 20% للإيداع، مقابل 21% للإقراض، واحتمالية تراجعها خلال 2026 أكثر، تراجعت فكرة الاستثمار في الشهادات.

ومن المنتظر أن تتراجع عوائد الشهادات إلى مستويات تتراوح بين 13 و14%، مقابل حفاظ البورصة على عوائد سنوية، تراوحت بين 30 و40% خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وقوى هذا التحول، قناعة المستثمرين بأن سوق الأسهم لم يعد مجرد أداة عالية المخاطر، بل قناة استثمارية قادرة على تحقيق عوائد تفوق البدائل التقليدية على المدى المتوسط.

الشهادات البنكية.. من الصدارة إلى التراجع النسبي

وحققت شهادات الادخار البنكية مرتفعة العائد مكاسب جيدة للمستثمرين منذ طرحها في 2024، خاصة مقارنة بالعقار الذي شهد أداءً أقل قوة خلال الفترة نفسها.

لكن مع قرار بنكي الأهلي المصري ومصر في إبريل الماضي وقف إصدار الشهادات ذات العائد القياسي 23% و27%، بدأت جاذبية هذا المنتج في التراجع.

وبحسب الخبراء، تترقب السوق في يناير المقبل استحقاقات هذه الشهادات، بمحافظ تقدر بين 1.25 و1.5 تريليون جنيه، ما يفتح الباب أمام إعادة توجيه هذه السيولة نحو قنوات استثمارية أخرى، وعلى رأسها البورصة.

الذهب.. مكاسب استثنائية بدوافع غير تقليدية

وحقق الذهب خلال عام 2025 مكاسب قياسية بلغت نحو 62% محليًا، ليصبح أحد أبرز الرابحين بين الأصول الاستثمارية، ولكن يؤكد المحللين أن هذه الطفرة جاءت نتيجة عوامل استثنائية، أبرزها أزمة نقص الدولار في السوق المحلية خلال فترات سابقة، ما دفع الأفراد إلى التحوط بشراء الذهب كبديل للعملة الصعبة، إلى جانب التقلبات العالمية التي عززت مكانته كملاذ آمن.

وعلى المستوى العالمي، قفزت أسعار الذهب بنسبة 68.2% منذ بداية العام، وتجاوزت حاجز 4500 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى تاريخي، بفضل توقعات خفض الفائدة الأمريكية وعودة التوترات الجيوسياسية.

وانعكست هذه القفزات على السوق المحلية، وارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 من نحو 3740 جنيهًا في يناير 2025 إلى ما بين 5790 و5855 جنيهًا في ديسمبر.

ورغم هذه المكاسب، يرى الخبراء أن تكرار نفس معدلات النمو في 2026 سيكون صعبًا، وإن لم يكن مستحيلًا، مشيرين إلى أن الذهب يظل أداة تحوط وحفظ قيمة أكثر منه استثمارًا لتحقيق أرباح سريعة ومستدامة.

مصر تربح أكثر من 4.3 مليار دولار من ارتفاع أسعار الذهب خلال 9 أشهر فقط - إيجي إن

مقارنة العوائد.. البورصة تتفوق على المدى المتوسط

وتظهر المقارنات طويلة الأجل تفوق البورصة المصرية من حيث العائد التراكمي، إذ حقق من استثمر في الأسهم منذ عام 2022 وحتى نهاية 2025 عوائد تصل إلى نحو 120%، مقابل 80 - 90% لمن استثمر في الذهب خلال الفترة نفسها، ما يقوي مكانة سوق المال كأصل استثماري أكثر قوة على المدى المتوسط، رغم ارتفاع درجة المخاطرة.

العقار.. استقرار دون قفزات

في المقابل، حافظ القطاع العقاري على دوره التقليدي كأداة لحفظ القيمة، لكنه لم يحقق نفس مستويات الربحية التي سجلتها البورصة أو الذهب خلال 2025.

وأكد خبراء عقاريون أن متوسط نمو الاستثمار العقاري يتراوح بين 15 و20% سنويًا، ما يجعله مناسبًا للاستثمار طويل الأجل، لكنه لا يلبي تطلعات شريحة واسعة من الأفراد الباحثين عن عوائد سريعة وسيولة أعلى، خاصة في ظل حالة الركود النسبي التي شهدها السوق خلال العام.

اتجاهات المستثمرين.. عائد أعلى أم أمان أكبر؟

وتعكس خريطة الاستثمار في 2025، تغيرًا واضحًا في سلوك المستثمرين، مع تزايد الإقبال على البورصة بحثًا عن عوائد مرتفعة، مقابل استخدام الذهب والعقار كأدوات للتحوط وحفظ القيمة، فيما تبقى الشهادات البنكية خيارًا آمنًا لمن يفضل الابتعاد عن المخاطر والاكتفاء بعائد مضمون.

أي استثمار هو الأفضل؟

يبقى عام 2025 عامًا استثنائيًا بكل المقاييس في سوق الاستثمار المصري، لكن اختيار الاستثمار الأفضل يظل مرهونًا باحتياجات كل فرد، وقدرته على تحمل المخاطر، وأفقه الزمني.

وفي الوقت الذي نشهد فيه البورصة تحقق عوائد قوية، والذهب يحتفظ ببريقه كملاذ آمن، والاستقرار في العقار على المدى الطويل، وشهادات توفر الأمان، تظل القاعدة الأهم هي تنويع الاستثمارات، ومتابعة تحولات السوق، لاتخاذ قرارات أكثر توازنًا في عام 2026 وما بعده.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.