إفريقيا تحت الاستعمار السام، ملايين الدولارات تضيع وسط جبال النفايات الإلكترونية

الإثنين، 04 أغسطس 2025 06:45 م

نفايات إلكترونية

نفيسه محمود

النفايات الإلكترونية هي أشكال مختلفة من المعدات والأجهزة الإلكترونية والكهربائية، التي لم تعد ذات أهمية بالنسبة للمستخدم، بسبب تلفها أو استبدالها، وتشمل هذه النفايات كل السلع البيضاء مثل الثلاجات والغسالات وأجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر، والهواتف المحمولة، ونظرًا للاستخدام المتزايد نتيجة ثروة المعلومات والتكنولوجيا فقد ازداد استخدام الأجهزة الإلكترونية بشكل كبير.

النفايات الإلكترونية أكثر أنواع النفايات نموًا

تعد النفايات الإلكترونية أحد أكثر النفايات نموا، وتحتوي هذه النفايات على تركيبات ومواد شديدة السمية وتسبب أضرار كبيرة على صحة الإنسان، كما أنها تحتوي على العديد من الأجزاء الثمينة القابلة الاسترداد بحيث يتم إعادة تدويرها واستخدامها، مما يميزها عن النفايات التقليدية.

تشكل النفايات الإلكترونية أكثر من 5% من إجمالي النفايات الصلبة الموجودة في العالم، وتتزايد هذه النفايات مع ازدياد مبيعات الأجهزة الإلكترونية.

يمكن للشركات والأفراد الجامعة لهذا النوع من النفايات جني أرباح طائلة بسبب عدم وجود قوانين صارمة لحماية البيئة، وفساد المسؤولين، وتدني أجور العمال، كما أن هناك دعوات صارمة لسن قوانين ووضع سياسات واستراتيجيات للتخلص من النفايات الإلكترونية بشكل آمن على الإنسان والبيئة، وإعادة تدويرها بشكل سليم لاستخدامها بشكل جيد.

تأثير النفايات الإلكترونية على صحة الإنسان

تؤثر التركيبات والمواد الموجودة في الأجهزة الإلكترونية والتي تحولت فيما بعد بنفايات بشكل سلبي على صحة الإنسان وبخاصة عند التعامل معها بشكل غير صحيح، وهناك تخوفات بسبب الأمراض التي تتسبب بها هذه النفايات.

إن الأساليب البدائية التي يستخدمها جامعي هذه النفايات وغير الخاضعين للرقابة (القطاع غير الرسمي) تعرض العمال يوميًا للعديد من المواد السامة، حيث يتعرض العمال لهذه المواد من خلال العمليات التي تتم عند التعامل معها وتتمثل هذه العمليات في تفكيك المكونات، والمعالجة الكيميائية الرطبة، ويمكن أن تسبب هذه العمليات الحروق والإضرار بالجهاز التنفسي بسبب استنشاق المواد الكيميائية الضارة، وخاصة أن معظم جامعي هذه النفايات لا يهتمون باستخدام المواد الوقائية مثل القفازات، وأقنعة الوجه، ومراوح التهوية، وغالبا ما يكون العمال غير مدركين بمخاطر تلك المواد التي يتم التعامل معها يوميا وتأثيرها السلبي على صحة الإنسان.

النفايات الإلكترونية تنمو بسرعة أكبر بخمس مرات من إعادة تدوير النفايات الإلكترونية

وقد كشف تقرير للأمم المتحدة عن رصد النفايات الإلكترونية، أن النفايات الإلكترونية في العالم ينمو بسرعة أكبر بخمس مرات من إعادة تدوير النفايات الإلكترونية.

وقد تم إنتاج حوالي 62 مليون طن من النفايات الإلكترونية في عام 2022، بزيادة قدرها 82% عن عام 2010، مع توقعات بارتفاع إنتاجها بنسبة 32% لتصل إلى 82 مليون طن في عام 2030، وقد أكد التقرير أنه يتم إهدار الكثير من الموارد ذات القيمة العالية والتي تقدر بمليارات الدولارات، حيث يتم تلبية 1% فقط من الطلب على العناصر الأرضية النادرة من خلال إعادة تدوير النفايات الإلكترونية.

وبحسب التقرير الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، فإن 62 مليون طن من النفايات الإلكترونية التي تم إنتاجها في 2022، قادرة أن تملأ حوالي 1.55 مليون شاحنة، يصل وزن الشاحنة الواحدة 40 طن، وهو ما يكفي تقريبا لتشكيل خط من الشاحنات يحيط بخط الاستواء.

يرتفع إنتاج النفايات الإلكترونية السنوي بنحو 2.6 مليون طن سنويًا على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يصل إلى 82 مليون طن بحلول عام 2030، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 33% عن الرقم الذي حققته النفايات الإلكترونية في 2022.

أزمة النفايات الإلكترونية في إفريقيا

تتواجد جبال من النفايات الإلكترونية في الدول الإفريقية، حيث تتراكم الأجهزة الإلكترونية منتهية الصلاحية، ففي عام 2019 أنتجت إفريقيا حوالي 2.9 طن من النفايات الإلكترونية، ولكن هل هذه الكمية الهائلة تنتجها إفريقيا بالفعل؟

الإجابة الصادمة “لا”، معظم هذه النفايات لا تأتي أصلًا من إفريقيا، وإنما تصل إليها من دول أخرى تصدرها للدول الإفريقية، وكأنها أجهزة إلكترونية مستعملة رخيصة الثمن، وهو ما يسميه المركز الإفريقي للتحول الاقتصادي (الاستعمار السام).

النفايات الإلكترونية قد تكون مواد سامة أو كنز ثمين

تحتوي الأجهزة الإلكترونية على مواد قيمة وباهظة الثمن مثل الذهب، الفضة، النحاس، والعديد من المواد والمعادن التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، وإذا استغلت هذه النفايات بشكل صحيح فإنها قادرة على تفعيل الاقتصاد الدائري، وخلق العديد من فرص العمل، ودعم التصنيع الأخضر.

حلول يمكن استخدامها لتحويل أزمة النفايات الإلكترونية في أفريقيا إلى فرص مربحة

1- محاولة سد الفجوة بين جامعي النفايات غير الرسميين وأنظمة إعادة التدوير الرسمية التابعة للدولة، من خلال توفير الحوافز المالية، والتدريب الكافي، والحماية الصحية.

2- سن قوانين وتشريعات لتنظيم عملية جمع النفايات الإلكترونية، ومنع الإلقاء غير القانوني لهذه النفايات واعتماد مبدأ المسؤولية على الحكومات الإفريقية.

3- الاستثمار في البنية التحتية للدول الأفريقية، حيث تحتاج أفريقيا إلى الاستثمار في مصانع إعادة تدوير هذه النفايات، ومراكز الإصلاح، وتسهيل الإجراءات للشركات المتخصصة في إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، بالإضافة إلى تطوير تقنية البلوك تشين لتتبع النفايات ورصد أماكن تجمعها.

الذهب في تليفونك، كيف يمكن للأجهزة القديمة أن تكون مصدرًا للثروات؟

صناعة الذهب من المخلفات، ابتكار جديد لاستخلاص المعدن الأصفر من النفايات الإلكترونية

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.