الإثنين، 04 أغسطس 2025

09:10 ص

450 مليار دولار على المحك، كيف يفتح التحول الرقمي الأخضر آفاق إفريقيا الاقتصادية؟

السبت، 02 أغسطس 2025 03:13 م

التحول الأخضر - صورة أرشيفية

التحول الأخضر - صورة أرشيفية

يشهد العالم في الفترة الأخيرة، اضطرابات اقتصادية وحالة من عدم اليقين، وتفتت جيوسياسي، بينما تقف قارة إفريقيا أمام فرصة فريدة لتجاوز جميع الأنظمة القديمة والقفز نحو المستقبل الأخضر، الذي يعتمد على التحول الرقمي بشكل مباشر، وهو ما يضعها في قلب سلاسل القيمة العالمية.

ويعتمد هذا التحول الرقمي الأخضر على استثمارات تنمو بشكل سريع في التكنولوجيا والمهارات والبنية التحتية، والاصلاحات التنظيمية التي تساعد في سد الفجوات في الطاقة والاتصال والقدارات المؤسسية.

وتمتلك القارة الأفريقية ثروة بشرية وموارد طبيعية، تبرز أهمية الاعتماد على سياسات تعزز سلاسل القيمة الشاملة والمستدامة قادرة على الصمود أمام التحديات العالمية.

قفزة في المدفوعات الرقمية وتكامل في الاقتصاد العالمي

وفي تقرير حديث نشره المنتدى الاقتصادي العالمي، أوضح أن في عام 2024 شهدت إفريقيا، طفرة ملحوظة في شبكات المدفوعات الرقمية، حيث تجاوز عدد مستخدمي الهواتف المحمولة 1.1 مليار شخص، ونفذت عبرها معاملات بقيمة 1.1 تريليون دولار، هو يعد إنجازًا يساهم في دمج ملايين الأفراد في الاقتصاد العالمي.

إفريقيا نموذج يجمع بين التحول الرقمي والنمو الأخضر

وأشار التقرير إلى أن العديد من المناطق حول العالم مثل أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، تشهد تسريع تحولها الرقمي، موضحًا أن تقف إفريقيا كمختبر عالمي لنموذج يجمع بين التحول الرقمي والنمو الأخضر، وذلك استنادًا إلى استراتيجية الاتحاد الإفريقي للتحول الرقمي (2020-2030).

نمو قطاع التكنولوجيا المالية في أمريكا اللاتينية

وأوضح تقرير منتدى الاقتصاد العالمي، أن قطاع التكنولوجيا المالية في أمريكا اللاتينية، شهد ارتفاع في التمويل وهو ما عزز دوره كواحد من أبرز مراكز الابتكار المالي، حيث بلغت نسبته نحو 73% خلال عام 2024،.

أما في جنوب شرق آسيا، شهد تسارع في نمو المواهب بمجال الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع نمو اقتصاد إفريقيا جنوب الصحراء بنسبة 3.5% في 2025، و4.3% بين 2026 و2027، لكن اندماجها في سلاسل القيمة العالمية لا يزال دون 15% من الناتج المحلي الإجمالي، ويمثل ذلك عقبة يجب الانتباه لها ومعرفة الإمكانات الغير مستغلة والتحديات الهيكلية التي يجب التغلب عليها من أجل تحقيق التحول الأخضر الرقمي.

وتتمتع أفريقيا بقوة عاملة سريعة النمو من الشباب، متوسط أعمارهم يبلغ 19 عامًا، وتضم نيجيريا 2.8% من سكان العالم، وهو ما يمثل إمكانات غير مستغلة، بالإضافة إلى أن الاحتياطات المتوفرة داخل المنطقة.

التحول الرقمي والنمو الأخضر.. مساران يلتقيان

على الرغم من أن 37% فقط من سكان إفريقيا كانوا متصلين بالإنترنت في 2023، من المتوقع أن القارة ستضم 751 مليون مشترك فريد في خدمات الهواتف المحمولة بحلول 2030.

وتقود كينيا نموذج التحول الرقمي عبر منصة "M-Pesa" التي تخدم أكثر من 40 مليون مستخدم، بينما تعزز نيجيريا وغانا الإنتاجية الزراعية والأمن الغذائي عبر الهويات الرقمية ومنصات الذكاء الاصطناعي.

تقود المغرب مشروعات الطاقة الشمسية العملاقة مثل مجمع "نور"، فيما تقدم رواندا نموذجًا للطاقة المتجددة، وتبني إثيوبيا مناطق صناعية صديقة للبيئة.

وتحقق الابتكارات اللوجستية مثل طائرات "Zipline" المسيرة "بدون طيار" في رواندا نقلة في إيصال الإمدادات الطبية، إلى العيادات النائية ما يقلل من هدر الدم وأوقات التسليم.

أما في نيجيريا تعالج شركة Flutterwave أكثر من 500 ألف معاملة بشكل يومي، تقدم لأكثر من مليون شركة، وتصل قيمتها إلى ما يقرب الـ 3 مليارات دولار، وفقًا لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي.

تحديات تعرقل مسار التحول الرقمي الأخضر

وأوضح تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، أن رغم التقدم، تواجه إفريقيا فجوات كبيرة، وهم:

1. الفجوة الرقمية

يوجد فجوة رقميةواضحة  حيث أن متوسط انتشار الإنترنت في إفريقيا جنوب الصحراء لا يتجاوز 27%.

2. ضعف البنية اللوجستية

كما أن هناك ضعف في البينة اللوجستية في أفريقيا، حيث أن تأخر الحدود وانعدام الكفاءة وارتفاع تكاليف الصادرات يضعفان التنافسية.

3. تحديات الطاقة والاستدامة

تستمر قارة إفريقيا في الاستثمار في الوقود الأحفوري مقابل ضعف تمويل الطاقة النظيفة التي تحتاج أكثر من 200 مليار دولار سنويًا من أجل تحقيق أهداف المناخ، ولكنها تواجه ضعف في الكفاءة، والوصول إلى كهرباء محدود جدًا، فضلا عن الندرة في الائتمان الاستثماري.

4. التفاوت المؤسسي

تتميز دول مثل موريشيوس ورواندا وكينيا بقدرتها على تحقق الاستقرار، بينما تعاني دول أخرى من ضعف الحوكمة التي تعوق الاسثتمار.

450 مليار دولار.. منطقة تجارة حرة رقمية ومحفزات للنمو

تشكل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA) وبروتوكول التجارة الرقمية ركيزة أساسية للقفزة في العصر الرقمي، حيث يمكن أن يساهما في انتشال 30 مليون شخص من الفقر الشديد وزيادة دخل القارة بمقدار 450 مليار دولار بحلول 2035.

وتدعم مشروعات كبرى مثل 2Africa وEquiano البنية التحتية الرقمية، فيما تعمل مبادرات مثل Smart Africa Alliance على توحيد الأطر التنظيمية وضمان تدفق البيانات عبر الحدود.

أولويات إفريقيا لتحقيق التحول الشامل

وأشار التقرير إلى أن هناك 4 أولويات، يجب أن ترتكز عليها استراتيجية أفريقيا لتحقيق النمو الشامل الذي يتسم بالمرونة، وهم:

1.البنية التحتية والمهارات الرقمية

استثمار في النطاق العريض والحوسبة السحابية وتدريب نصف مليون متخصص في تكنولوجيا المعلومات بحلول 2030، مع مراعاة المساواة بين الجنسين.

2. الاستثمار الأخضر

التوسع في الطاقة المتجددة عبر التمويل المدمج والشراكات بين القطاعين العام والخاص.

3. تحديث الأطر التنظيمية

توحيد أطر التجارة الرقمية وتطبيق هويات رقمية قابلة للتشغيل البيني.

4. سلاسل القيمة المرنة

تعزيز المحتوى المحلي ودعم اندماج الشركات الصغيرة في سلاسل الإمداد.

إفريقيا كنموذج عالمي للتحول المستدام

تمتلك إفريقيا، من خلال مواردها فرصة لتكون مركزًا عالميًا للنمو الرقمي والأخضر، شرط توحيد الجهود بين الحكومات والمستثمرين ورواد الأعمال، وأثبتت تجارب موريشيوس ورواندا وكينيا، إن القيادة والاستثمار الموجّه قادران على تحويل الإمكانات إلى رخاء مستدام.

اقرأ أيضًا:

الاقتصاد الأخضر يبدأ من البنوك، التمويل المستدام في مصر بين الطموح والتحديات

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search