شهية المخاطرة ترتفع وبيئة مالية ضعيفة، هوس «أسهم الميم» يعود للأسواق الأمريكية

الأحد، 27 يوليو 2025 09:19 م

أسواق الأسهم الأمريكية

تشهد أسواق الأسهم الأمريكية، مؤخرًا، موجة متجددة من الحماسة تجاه ما يعرف بـ"أسهم الميم" Meme Stocks، وهو مصطلح يصف أسهم شركات تحظى بشعبية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، رغم ضعف أساسياتها المالية.

هذه الظاهرة ليست جديدة، إذ عادت لتطفو على السطح مجددًا بعد أن أحدثت ضجة كبيرة في 2021، لكن ما الذي يعيد هذا الهوس إلى وول ستريت اليوم؟

نشاط متزايد لمستثمري التجزئة عبر منصات التواصل الاجتماعي

تتحول منصات مثل Reddit، وخصوصًا منتدى WallStreetBets، إلى ساحة تجمع آلاف المستثمرين الأفراد الذين يقودون حملات شراء جماعية، مدفوعة، بزخم إلكتروني وتفاعل اجتماعي.

يدفع هؤلاء المستثمرون أحيانًا حماسهم وتفاعلهم على وسائل التواصل، إلى شراء أسهم شركات محددة، مما يرفع أسعارها فجأة وبشكل غير مبرر من الناحية المالية، كما حدث مع شركات مثل GameStop وAMC وGoPro وKrispy Kreme.

شركات الكريبتو تقتحم قلب النظام المالي، فهل البنوك مستعدة؟

عودة المؤثرين الماليين إلى الواجهة

تُعد شخصية مثل Roaring Kitty مثالاً على قوة المؤثرين في إعادة إحياء الزخم حول هذه الأسهم، عبر تغريداتهم ومقاطع الفيديو التي تحفز المتابعين على الشراء، هذا النوع من الدعم الاجتماعي يعمل كشرارة تعيد تشغيل موجة المضاربات.

ارتفاع شهية المخاطرة وسط بيئة سوقية متغيرة

رغم تراجع السيولة الرخيصة التي كانت متوفرة خلال جائحة كورونا، لا يزال المستثمرون الأفراد يظهرون رغبة قوية في المخاطرة، خصوصًا مع تحقيق المؤشرات الرئيسية مستويات قياسية.

أدوات التداول السهلة والمنتشرة عبر التطبيقات الإلكترونية سهلت وصول المتداولين الهواة للأسواق، وزادت من رغبتهم في البحث عن فرص ذات عوائد عالية حتى مع ارتفاع مخاطرها.

كيف تُزعزع سياسات ترامب مكانة واشنطن الاقتصادية؟

ضغط البيع على المكشوف ودور صناديق التحوط

تعتمد ظاهرة أسهم الميم إلى حد كبير على صراعات بين المستثمرين الأفراد وصناديق التحوط التي تراهن على هبوط أسعار هذه الأسهم (البيع على المكشوف).

عندما يرتفع سعر السهم فجأة نتيجة تداول الأفراد، يُجبر هؤلاء الصناديق على شراء الأسهم لتغطية مراكزهم، مما يؤدي إلى ارتفاع أكبر في السعر، وهو ما يسمى بضغط البيع على المكشوف، هذا التفاعل يُغذي دوامة ارتفاع الأسعار.

العوامل النفسية والاجتماعية

لا يمكن إغفال البعد النفسي والاجتماعي لهذه الظاهرة، يشعر كثير من المستثمرين الأفراد بأنهم يعيدون التحدي ضد المؤسسات الكبيرة وصناديق التحوط.

كما أن عنصر الإثارة والحماس الجماعي عبر المجتمعات الإلكترونية يضيف بعدًا من الترفيه والاندماج الاجتماعي، ما يجعلهم أقل ميلاً للتخلي عن هذه المضاربات حتى في وجه المخاطر.

إعادة رسم الخريطة، كيف تعيد رؤية 2030 توزيع الثروة بالسوق المالية السعودية؟

التحديات الاقتصادية والتفاوت في الأساسيات

يرى الخبراء أن السياق الاقتصادي الحالي يختلف عن ذروة جائحة كورونا، إذ إن رفع أسعار الفائدة والتضخم يمثلان قيودًا حقيقية على استمرار هذا الزخم لفترة طويلة.

لكن بعض الشركات المرتبطة بأسهم الميم أظهرت مؤشرات تحسن في أساسياتها، مما قد يمنحها دعمًا نسبيًا لاستمرار التداول، وإن كان بشكل أكثر حذرًا.

عوامل تقنية ونفسية تعيد هو أسهم الميم إلى الأذهان

عودة هوس أسهم الميم تعكس مزيجًا معقدًا من العوامل التقنية، النفسية، والاجتماعية في الأسواق المالية، إنها ظاهرة لا تختفي بل تتكرر مع تغير الظروف، مستفيدة من تطور أدوات التداول وانتشار منصات التواصل الاجتماعي التي أعادت تشكيل طريقة تعامل المستثمرين مع السوق.

ومع ذلك، يبقى هذا الهوس محفوفًا بالمخاطر، وينبغي على المتداولين توخي الحذر وعدم الانسياق وراء الزخم دون تقييم موضوعي للأساسيات الاقتصادية.

في رأيك هل ترى أن أسهم الميم ستستمر في جذب المتداولين بهذا الشكل في المستقبل القريب؟ أم أن السوق سينهي هذه المضاربات سريعًا؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.