السبت، 31 مايو 2025

05:37 م

السماء ليست صافية، عواصف تجارية وجيوسياسية تهدد مستقبل الطيران العالمي

الجمعة، 30 مايو 2025 10:25 ص

الطيران الجوي

الطيران الجوي

بينما تتجه أنظار العالم إلى نيودلهي، حيث تستضيف الهند القمة السنوية للاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، تتقاطع في الأفق تحديات معقدة تهدد صناعة الطيران العالمية، بدءًا من اضطرابات الحرب التجارية إلى الإحباط المتصاعد بشأن أهداف الاستدامة.

الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)

قطاع في مرمى العواصف

بعد انتعاش سوق السفر الجوي بشكل غير مسبوق عقب الجائحة، تُواجه شركات الطيران اليوم طيفًا من المتغيرات التي لا يمكن تجاهلها، ارتفاع تكاليف التشغيل، اختناقات في سلاسل الإمداد، وتأخيرات متكررة في تسليم الطائرات، ما يُهدد بزوال مكاسب ما بعد الجائحة.

ووسط هذا المشهد، تأتي الحرب التجارية المتصاعدة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي قلبت حالة الإعفاء الجمركي التي لطالما تمتعت بها صناعة الطيران لعقود. 

ووفقًا للمحللين، فإن هذا التحول أضاف طبقة من عدم اليقين لتكاليف التصنيع والتشغيل، ما يجعل من الصعب التخطيط الاستثماري طويل الأجل.

اقرأ أيضًا:

من الحلم إلى الواقع، أول سيارة طائرة تدخل الأسواق في 2026 (فيديو)

لتجنب الملاحقة القانونية، «بوينج» تتوصل لاتفاق بقيمة 1.1 مليار مع «العدل الأمريكية»

تراجع العوائد وتفاوت الأسواق

رغم أن الطائرات ما زالت ممتلئة بالركاب في آسيا وأوروبا، فإن العائد لكل مقعد وهو المعيار الحاسم لربحية شركات الطيران بدأ بالتآكل، خصوصًا في السوق الأميركية، التي تشهد تراجعًا في الطلب وتضخمًا مرتفعًا يضغط على ثقة المستهلكين.

أنجوس كيلي، المدير التنفيذي لشركة "إيركاب" لتأجير الطائرات، أشار إلى أن تراجع ثقة المستهلك وارتفاع التضخم قد يعنيان انخفاضًا حادًا في الإنفاق، مما يفتح الباب أمام اضطرابات مفاجئة في الحجوزات حتى مع امتلاء الطائرات اليوم.

لكن، وعلى الجانب الإيجابي، فقد ساهم تراجع أسعار الوقود وانخفاض قيمة الدولار في التخفيف من حدة الخسائر، مانحين شركات الطيران متنفسًا مؤقتًا.

الطيران العالمي

توترات جيوسياسية تحلق في الأجواء

الخلافات المتكررة بين الهند وباكستان باتت عبئًا إضافيًا على كاهل شركات الطيران الهندية، التي تضطر إلى اتباع مسارات جوية طويلة ومكلفة لتجنب المجال الجوي الباكستاني، ما يرفع التكاليف ويطيل زمن الرحلات.

ومع ازدياد الحوادث الجوية في كازاخستان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وارتفاع المخاوف من ضعف أنظمة المراقبة الجوية في بعض الدول الكبرى، أصبح ملف السلامة الجوية حاضرًا بقوة على جدول القمة.

اقرأ أيضًا:

طيران أم مواصلات عامة؟، «رايان إير» تشعل الجدل بمقاعد "الدراجة" بـ 32 درهم (فيديو)

"السفر واقفا"، مقاعد جديدة تُحدث ثورة في الطيران الاقتصادي (صور)

 

أزمة استدامة بلا تمويل واضح

رغم الالتزام الدولي المعلن بخفض انبعاثات الكربون إلى الصفر بحلول 2050، يعاني القطاع من فجوة تمويلية وتقنية حادة. 

فوقود الطيران المستدام الذي يُصنع من نفايات الزيوت والكتلة الحيوية لا يزال أعلى كلفة من نظيره التقليدي، بينما تشير الاتهامات إلى تقاعس شركات تصنيع الطائرات مثل بوينج وإيرباص عن تسليم نماذج أكثر كفاءة في استهلاك الوقود.

ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي، حذر في تصريحات حديثة من أن القطاع قد يُضطر إلى إعادة تقييم التزامه البيئي، ما يُنذر بتحول استراتيجي قد يهز ثقة المستثمرين والمستهلكين.

طائرات

حكومات تحت المجهر

من المتوقع أن تُسلط خطابات مسؤولي IATA، لا سيما كلمة والش يوم الاثنين، الضوء على تقاعس الحكومات في توفير الأطر التنظيمية والمحفزات المالية اللازمة لدعم التحول الأخضر، ما يضعها في موقف حرج أمام الرأي العام الدولي.

كما يؤكد سوبهاس مينون، رئيس رابطة شركات الطيران في آسيا والمحيط الهادئ، أن الطلب على وقود الطيران المستدام يفوق العرض، والتكاليف لا تزال مرتفعة، أما الأطر التنظيمية فهي إما غير متطورة أو غير متناسقة، وهو ما يُصعب الوصول لأهداف 2050 دون شراكة فاعلة من القطاع العام.

خلاصة

قمة نيودلهي للطيران ليست مجرد اجتماع سنوي، بل اختبار حقيقي لقدرة القطاع على التكيف مع معادلات اقتصادية وجيوسياسية متغيرة، ما بين اضطرابات التجارة، ومخاطر الحرب، ومأزق الاستدامة، تبحث صناعة الطيران العالمية عن خريطة طريق جديدة قد لا تكون السماء فيها صافية كما اعتادت أن تكون.

Short Url

showcase
showcase
search