الأحد، 27 يوليو 2025

08:32 م

"حماية الإرث"، معركة الخلافة في الشركات العائلية بالشرق الأوسط

الأحد، 27 يوليو 2025 06:25 م

الشركات العائلية

الشركات العائلية

في منطقة لطالما ارتبطت فيها الثروة بالاسم العائلي والنفوذ المجتمعي، تبرز الشركات العائلية كعصب رئيسي في الاقتصاد غير النفطي، وتنتمي ما يقارب 80% من الشركات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى هذه الفئة، حيث تسهم بنسبة مماثلة في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وتوفر سبعة من كل عشرة وظائف في القطاع الخاص، ومع ذلك، فإن هذه القاعدة الاقتصادية الراسخة، تقف على مفترق طرق حساس، للانتقال إلى الجيل التالي.

الشركات العائلية

تريليون دولار على المحك

وخلال العقد المقبل، ستنتقل أصول تزيد قيمتها على تريليون دولار إلى الجيل الجديد، من ورثة الشركات العائلية، فهل هناك فرصة نمو هائلة؟ نعم، لكنها أيضًا وصفة جاهزة للفوضى إذا لم يُحسن إدارتها، والتاريخ لا يطمئن كثيرًا:-

  • فقط  30% من الشركات العائلية، تنجو حتى الجيل الثاني.
  • و10% فقط تصل إلى الجيل الثالث.

إن لعنة الجيل الثالث لم تعد مجرد أسطورة، بل تحذير موثق للثروات التي بنيت خلال عقود، لتتبخر في جيلين بفعل غياب التخطيط للخلافة.

اقرأ أيضًا:-

ثروات تتآكل، أغنياء أمريكا يفقدون توازنهم بعد خسارة 7.7 تريليون دولار

التخطيط للخلافة، ضرورة لا خيار

ما الذي يحسم النجاح أو الفشل؟ الجواب باختصار هو التخطيط المبكر والمنهجي للخلافة، حيث إن التخطيط للخلافة ليس مجرد إجراء قانوني، بل عملية إنسانية تتطلب حوارًا صريحًا، وإشراكًا فعليًا، وتفهمًا عميقًا لاختلاف التطلعات بين الأجيال.

الجيل المؤسس غالبًا ما ركز على الاستقرار، وبنى ثروته من نشاط تجاري واحد، بينما الجيل الجديد يفكر بمنطق عالمي، ويتجه نحو الاستثمار المؤثر، والعمل الخيري، وتنويع الأصول، وهذا الاختلاف في الرؤية، يولد توترات ما لم يدار بحكمة.

الورثة الجدد

 

الورثة الجدد، فجوة بين الحماسة والممارسة

ورغم أن معظم ورثة الجيل التالي يظهرون رغبة في الانخراط بالأعمال العائلية، فإن ثلثهم فقط يشاركون فعليًا، بحسب استطلاع مشترك بين LGT ومنتدى ثروات، والسبب يكمن في:-

  • غياب التأهيل الإداري والتقني.
  • نقص التواصل.
  • الخلط بين امتلاك الشركة وإدارتها.

ولذلك أن تكون مالكًا لا يعني أنك جاهز للقيادة، الفرق هنا جوهري.

اقرأ أيضًا:-

الأثرياء يتجهون نحو مدن الرفاهية، معايير جديدة لجودة الحياة الفاخرة في 2025

دستور العائلة والمكاتب العائلية، أدوات الحماية الحديثة

وسط هذه التحديات، بدأت العائلات الثرية في الشرق الأوسط، تتبنى أدوات مؤسسية حديثة لحماية إرثها، أبرزها:-

  • المكاتب العائلية:- التي باتت أداة مفضلة، لتخطيط الخلافة وإدارة الثروة.
  • دستور العائلة:- وثيقة تحدد القيم، والرؤية، والمبادئ التي ستحكم الثروة عبر الأجيال.

أكثر من ثلثي المكاتب العائلية في المنطقة، توثق أهدافها ضمن هذا الدستور، بما يعزز الحوكمة ويحمي الثروة من النزاعات.

العائلات الثرية

 

خصوصية الشرق الأوسط، بين الانفتاح والهوية

مع انفتاح المنطقة على الأسواق العالمية، تظهر الحاجة لتوازن دقيق:-

  • الاستفادة من الخبرات الدولية.
  • احترام الخصوصية الثقافية والجغرافية.

إن أفضل الممارسات العالمية لا تنجح دائمًا إذا طبقت بمعزل عن السياق المحلي، وهو ما تدركه العائلات الكبرى التي باتت تبحث عن شركاء دوليين يمتلكون فهمًا دقيقًا للواقع الإقليمي.

 

الرسالة الأخيرة، التأسيس للمستقبل

إن التخطيط للخلافة ليس حدثًا لمرة واحدة، بل رحلة مستمرة تتطلب رعاية، وحوارًا صريحًا، وإدماجًا حقيقيًا للجيل التالي، وفي النهاية، الحفاظ على الإرث العائلي لا يتحقق بالنيات، بل بالحوكمة الذكية، والتأهيل المستمر، والحوار العابر للأجيال، فالجيل المؤسس قد بنى الثروة، لكن الجيل القادم، هو من يقرر إن كانت ستزدهر أو تتبدد.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search