10 دول أفريقية تنتج 778.7 طن ذهب، لكن من يحصد الثروة؟

الإثنين، 07 يوليو 2025 03:33 م

أفريقيا تعتبر من أغنى قارات العالم بالثروات الطبيعية

تحليل/ ميرنا البكري

رغم أن أفريقيا تعتبر من أغنى قارات العالم بالثروات الطبيعية، إلا أنها مازالت أفقرهم من حيث التنمية ونصيب الفرد من الدخل. والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف لقارة تفيض بالذهب والبلاتين والنفط والكوبالت والكروم أن يجوع أهلها؟

سنوضح في هذا التحليل، هل المشكلة في القارة؟ أم في من يسيطروا عليها؟ أم النظام العالمي الذي يجعل الغني يغتني أكثر، والفقير يظل في مكانه.

الإمارات الوجهة الرئيسية للذهب الأفريقي المهرب - AL-Monitor: The Middle Eastʼs leading independent news source since 2012 — **الذهب في أفريقيا**

ثروات ضخمة وشعوب تعاني، أزمة التوزيع والحوكمة في أفريقيا

وفقًا لبيانات البنك الدولي، تمتلك أفريقيا أكثر من 90% من احتياطي الكوبالت العالمي، و97% من الكروم، و85% من البلاتين، وذلك بخلاف كميات الذهب الهائلة، لكن في المقابل حوالي 120 مليون أفريقي يعانوا من انعدام الأمن الغذائي، ومن المتوقع أن يصل معدل الفقر لـ 43.9% بنهاية 2025.

أي ببساطة القارة غنية جدًا، لكن الشعوب فقيرة للغاية، وذلك ليس صدفة، بل نتيجة تراكمات تاريخية، واستغلال دولي، وضعف داخلي في الحوكمة ومحاربة الفساد.

الذهب، من مجد تاريخي لورقة استعمار

الذهب في أفريقيا ليس اكتشافًا حديثًا، بل هو جزء من تاريخها العريق، فيُستخرج في مالي وغانا، وكان أساس نظم النقد العالمية، لكن في العصر الحديث، تحول الذهب للعنة على القارة بسبب هيمنة الشركات متعددة الجنسيات، واتفاقيات ليس شفافة بين الحكومات والشركات، تقصي السكان المحليين من الاستفادة.

في عام 1886، جعل اكتشاف الذهب في جنوب أفريقيا مدينة "جوهانسبرج" تتبني بالكامل مناجم الذهب، مما خلق الاكتشاف "الحرب الأنجلو-بورية" نتيجة صراع السيطرة على الثروات.

أفريقيا، ثروة ذهبية هائلة والتحدي في استثمارها لصالح شعوبها

في 2023، بلغ الإنتاج العالمي من الذهب حوالي 3 آلاف طن، قيمته تقترب من 38 مليار دولار، وساهمت أفريقيا بكمية ضخمة من إنتاج الذهب، تحديدًا من دول غرب القارة، حيث بلغ إجمالي إنتاج أكبر 10 دول أفريقية منتجة للذهب في عام 2024 نحو 778.7 طن، وإليك ترتيب أكبر 10 دول أفريقية منتجة للذهب سنة 2024:

تتصدر غانا قائمة الدول الأفريقية المنتجة بإجمالي إنتاج بلغ 140.6 طن، تليها مالي بـ 100 طن، وكانت جنوب أفريقيا تحتل المركز الأول لكن الآن تنتج 98.9 طن، أيضًا بوركينا فاسو تدخل بقوة بـ 94.4 طن، والسودان بـ 73.8 طن، وتنتج غينيا 68 طن، وساحل العاج 58 طن، بينما تنتج تنزانيا 51.8 طن، وزيمبابوي 50.9 طن، وأخيرًا الكونغو الديمقراطية بـ42.3 طن.

أي القارة غنية بالثروات، واحتياطيات الذهب فيها ليست بالقليلة، لكن المشكلة لا تكمن في وفرة الموارد، بل في من يستفيد منها بالفعل.

سيطرة شركات كبرى على التعدين في أفريقيا

إنتاج القارة مرتفع، لكن العائد الحقيقي يذهب إلى حسابات الشركات الدولية، بينما خزائن الدول والشعوب لا تستفيد بالشكل الكافي، كما يسيطر 7 شركات في أفريقيا كبار على معظم الإنتاج، ويعملوا وفق اتفاقيات مع الحكومات، غالبًا بعيدة عن الشفافية والعدالة الاجتماعية:

1. باريك حولد (كندا)، تعمل في تنزانيا ومالي.

2. نيومونت (أمريكا)، لديها منجم "أهافو" في غانا.

3. أنجلو جولد أشانتي (جنوب أفريقيا)، تستحوذ على 10 مناجم في القارة.

4. كينروس جولد (كندا)، توجد موجودة في موريتانيا.

5. جولد فيلدز (جنوب أفريقيا)، نشطة في غانا.

6. نيوكريست (أستراليا)، استحوذت عليها نيومونت سنة 2023.

7. سيباني ستيلووتر (جنوب أفريقيا)، تسيطر على ويتواترسراند.

والنتيجة موت أكثر من 20 عامل خلال السنة الأخيرة في مواجهات بين السكان المحليين والشركات في بوركينا فاسو وغانا وغينيا، وحوالي 10 مليون شخص يعتمدوا على التعدين غير الرسمي كمصدر رزق، بدون تأمين أو حماية.

ارتفاع عائدات الذهب بجنوب إفريقيا لـ 6 مليارات دولار العام الماضي

يقول تقرير جديد إن عشرات المليارات من الدولارات من الذهب تتدفق بشكل غير قانوني إلى خارج أفريقيا كل عام – عاصمة العرب — **لعنة الموارد، منجم للذهب وسجن للفقر**

لعنة الموارد، منجم للذهب وسجن للفقر

ما يحدث في أفريقيا يسمى “لعنة الموارد”، أي بدلًا ما تكون الثروات الطبيعية نعمة، تتحول لنقمة؛ وذلك لأنها تجذب تدخلات خارجية، وتغري الحكومات الفاسدة، وتجعل التركيز كله على استخراج الخام بدلًا من التصنيع والتنمية.

توقعات، هل من الممكن أن تسترد أفريقيا ذهبها؟

تشير بعض التوقعات إذا استطاعت أفريقيا تنفيذ الآتي: تحسين الحوكمة والشفافية في اتفاقيات التعدين، فرض ضرائب عادلة على الشركات الأجنبية، توطين الصناعات التحويلية بدلًا من تصدير المواد الخام، ودعم التعدين المحلي وتشجيع المشاريع الصغيرة، فكم الممكن أن تتحول القارة لمركز عالمي في صناعات الذهب، بدل أن تقتصر على كونها مجرد مزرعة للمواد الخام.

ختامًا، الذهب موجود، والثروات تحت الأرض لا تُعد ولا تُحصى، ولكن إذا غابت الحوكمة والعدالة والتوزيع العادل للثروة، ستظل أفريقيا تعاني، وهي تحمل كنوزها على أكتافها دون أن تستفيد منها بشكل حقيقي.

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل ستستمر أفريقيا في إنتاج الذهب فقط دون أن تستثمر ثرواتها لتنمية شعوبها؟
أم ستأتي لحظة تتحول فيها الثروة لتنمية حقيقية؟

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.