التزييف العميق، عندما يصبح الذكاء الاصطناعي أداة لزعزعة الثقة

الثلاثاء، 22 يوليو 2025 11:56 ص

تقنيات الذكاء الاصطناعي

محمد السيد

بدأت الشكوك تتسلل إلى كل ما نشاهده على الشاشات، إذ لم يعد من السهل التمييز بين الحقيقة والتزييف في ظل القفزات المتسارعة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، فقد أصبح من الممكن الآن إنشاء مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية مزيفة بدقة مدهشة تقنع حتى أكثر المتخصصين خبرة، فيما يعرف بتقنيات "التزييف العميق" أو Deepfake، وهذه الأدوات، التي ظهرت في البداية كمجرد تجارب بحثية، تحولت سريعًا إلى وسيلة خطيرة تستخدم في حملات التضليل الإعلامي، وعمليات الابتزاز، وأحيانًا كأداة للهجمات الرقمية التي تستهدف شخصيات عامة ومؤسسات حساسة.

المحتويات المزيفة تتجاوز 8 ملايين حالة خلال العام الجاري فقط

وآخذ عدد المحتويات المزيفة في التصاعد، وقد يتجاوز 8 ملايين حالة خلال العام الجاري فقط، هذه الطفرة تمثل تحديًا كبيرًا أمام المنصات الرقمية، التي تجد نفسها أمام صعوبة متزايدة في كشف التزييف قبل أن يصل إلى الجمهور، خاصة مع تطور النماذج التي تنتج هذه المواد بشكل فوري وذكي.

الاستخدامات الخبيثة لهذه التقنية لم تعد حكرًا على الأفراد بل أصبحت تستخدم في حملات منظمة

الأخطر من ذلك أن الاستخدامات الخبيثة لهذه التقنية لم تعد حكرًا على الأفراد، بل أصبحت تستخدم في حملات منظمة، سواء لأغراض سياسية أو تجارية أو حتى لشن هجمات على الثقة العامة، ومن هنا، فإن تأثير "التزييف العميق" يتجاوز كونه خداعًا بصريًا، ليصبح تهديدًا مباشرًا للمصداقية الرقمية.

تشريعات جديدة وتحسين أدوات الكشف التلقائي

في مواجهة هذا الخطر، تتزايد الدعوات نحو تشريعات جديدة، وتحسين أدوات الكشف التلقائي، وتوعية المستخدمين. فالمعركة الحقيقية الآن ليست فقط تقنية، بل أخلاقية وثقافية، تتعلق بما يمكن أن نصدّقه في زمنٍ باتت فيه الحقيقة قابلة للتوليد مثل أي صورة رقمية.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.