"الرمال السوداء"، بوابة مصر نحو اقتصاد متقدم ومكانة دولية في المعادن النادرة

السبت، 12 يوليو 2025 10:54 ص

الرمال السوداء

تحليل/ ميرنا البكري

في ظل التنافس الجيوسياسي العالمي على المعادن النادرة، من الصين لأمريكا، ظهرت مصر فجأة بورقة رابحة كانت مدفونة تحت رمال شواطئها تُعرف بالرمال السوداء، وهذا الكنز قد يقلب موازين التجارة العالمية، ويحول مصر من بلد يصدر خام مجانًا، لدولة تتأهب لدخول نادي الصناعات الإستراتيجية الثقيلة.

رغم القيود، صادرات الصين من المعادن النادرة تقفز لأعلى مستوى في عام - إيجي إن — **المعادن النادرة**

مصر على خريطة المعادن النادرة، من مشاهد للاعب رئيسي

لفترة طويلة، وقفت مصر على الهامش تراقب سوق المعادن النادرة التي تحرك صناعات المستقبل، والطيران، والطاقة النووية، والفضاء، والهواتف، وتدخل في كل ما يتعلق بالتكنولوجيا المتقدمة.

لكن الآن الصورة تتغير، حيث تمتلك مصر أكبر احتياطي للرمال السوداء في العالم، بـ1.3 مليار متر مكعب على سواحل البحر المتوسط، ولديها 11 موقعًا إستراتيجي للرمال السوداء، من رشيد وحتى رفح بطول 400 كم، وأيضًا أضخم احتياطي موجود في رشيد، بـ600 مليون متر مكعب، يليها دمياط وبلطيم وسيناء.

أي باختصار لدينا "ترسانة طبيعية" على الشاطىء، وإذا تم توظيفها بطريقة صحيحة، قد تجعل مصر تتحول لقوة معدنية عظمى في المنطقة.

من التهريب للتصنيع، بداية مشروعات الرمال السوداء

وكان يتم تهريب هذه الرمال لعقود، لتُباع بـ"تراب المال"، لكن منذ 2016 قررت الدولة التحرك من خلال تأسيس الشركة الوطنية للرمال السوداء في كفر الشيخ، وإنشاء أكبر مصنع لفصل المعادن على مساحة 80 فدان، واستثمارات تخطت مليار جنيه، والهدف بدلًا من تصدير الخام، نصدر منتجًا نهائيًا يدخل في صناعات بـمليارات الدولارات.

الرمال السوداء المصرية، 41 معدن نادر وفرصة لصناعات مستقبلية متطورة

وما يميز الرمال السوداء في مصر، هو أنها غنية بمعادن ثقيلة ومهمة للغاية في الصناعات التكنولوجية والعسكرية، مثل:- (الإلمنيت والليكوكسين)، والذان يتم استخدامهما كمصدر للتيتانيوم، الذي يدخل بدوره في صناعة الطائرات والصواريخ وفي الروتيل أيضًا.

ويحتوي الروتيل على التيتانيوم والزركونيوم، ويُستخدم في مجالات مثل الطاقة النووية والطيران، أما الماجنتيت فيوفر مشتقات أخرى من التيتانيوم، والأهم هو الزيركون ورمل الزيركون؛ لأنهما يحويان عناصر نادرة مثل:- (الهافنيوم والثوريوم واليورانيوم)، وهذه معادن أساسية في صناعة المفاعلات النووية.

أي ببساطة هذا الرمل، يدخل في تصنيع الصواريخ، والطاقة النووية، والإلكترونيات، والسيارات الكهربائية، وكل واحدة من هذه الصناعات، ترسم شكل الاقتصاد العالمي.

توقعات اقتصادية، هذه الرمال بمثابة الذهب

إذا استغلت مصر الرمال السوداء بكفاءة، قد تحقق:-

عائدًا سنويًا يتخطى 150 مليون دولار على الأقل من الصادرات المباشرة (بعد التصنيع).
مكاسب غير مباشرة من الصناعات المحلية، التي ستستفيد من المعادن (مثل مصانع السيارات والطائرات).
تقليل الاستيراد لمواد نادرة من الخارج بأسعار باهظة.
تأمين صناعات حساسة كالطاقة والدفاع دون الاعتماد على استيراد المعادن من الصين أو أمريكا.

وفي ظل التوترات بين الصين وأمريكا حول "الأتربة النادرة"، يبحث العالم عن بدائل، ومصر هنا قد تكون هذا البديل.

ذهب مصر الأسود في رشيد، مشروع قومي واعد لتعزيز الاقتصاد الوطني

الرمال السوداء، مشروع صناعي كبير يعزز قدرات مصر الاقتصادية ويخلق فرص عمل جديدة

الرمال السوداء في مصر.. ثروة خفية وفرص استثمارية : CNN الاقتصادية — **الرمال السوداء في مصر غنية بالمعادن النادرة**

التحديات التي تعيق الفرصة

نقص التكنولوجيا المحلية لفصل وتصنيع المعادن.
المنافسة الشرسة من الصين وأستراليا، والذين سبقونا بخطوات.
الحاجة لاستثمارات أجنبية مباشرة، وشراكات تكنولوجية.
أهمية وضع ضوابط تمنع التهريب وإعادة تصدير الخام.

ختامًا، هذه الرمال السوداء ليست مجرد كنز، بل ورقة ضغط جيواقتصادية قد تفتح لمصر أبوابًا جديدة في الصناعات المتقدمة، وتقوي موقفها في أي مفاوضات دولية تخص الطاقة، والصناعة، أو حتى الأمن القومي.

وإذا تم وضع خطة واضحة للاستثمار، والتصنيع، والتصدير، وجذب شركات عالمية تعمل معنا بدلًا من أن تنافسنا، باتت مصر تدخل عصرًا جديدًا من اقتصاد المعادن النادرة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.