الرمال السوداء، مشروع صناعي كبير يعزز قدرات مصر الاقتصادية ويخلق فرص عمل جديدة
الجمعة، 06 يونيو 2025 10:56 ص

الرمال السوداء
على ضفاف بحيرة البرلس في محافظة كفر الشيخ، حيث تتعانق الرمال مع البحر، كانت هناك كنوز مدفونة لسنوات طويلة دون استغلال حقيقي، تلك الرمال السوداء، التي طالما مشت فوقها الأقدام دون اكتراث، أصبحت اليوم أحد أهم روافد الاقتصاد الوطني بعد عقود من التهميش والتجاهل.
وبدأت حكاية الرمال السوداء في مصر منذ ثلاثينيات القرن الماضي، حين بدأ مستثمرون يونانيون في جمعها يدويًا على شواطئ الإسكندرية، دون أدوات متطورة أو إدراك كامل لقيمتها، ومع مرور الزمن، توالت المحاولات لاستخلاص ثرواتها، لكن المشروع ظل معلقًا لعقود، حتى جاء التغيير الحقيقي في عام 2016، حين تأسست الشركة المصرية للرمال السوداء، إحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة.

تدشين مجمع مصانع الرمال السوداء بالبرلس
وفي أكتوبر 2022، دُشِّن الحلم الذي طال انتظاره، وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي مجمع مصانع الرمال السوداء بالبرلس، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة في استغلال الثروات الطبيعية المصرية، ولم يكن المجمع مجرد مشروع صناعي، بل إنجاز تقني واقتصادي، ويضم ستة مصانع عملاقة، ومحطات خدمية لتحلية المياه وتوليد الكهرباء والغاز، إلى جانب كراكة عملاقة تعمل بالكهرباء هي الأولى من نوعها في العالم.
احتياطات منطقة البرلس
ويُقدّر الاحتياطي القابل للتنجيم في منطقة البرلس وحدها بنحو 238.5 مليون طن، بمتوسط تركيز معادن ثقيلة يبلغ 3.39%، وهو ما يكفي لتشغيل المشروع لنحو 16 عامًا بمعدل إنتاج سنوي يقدر بـ15 مليون طن، ويشمل الإنتاج معادن استراتيجية مثل الإلمنيت، الزركون، الروتيل، الماجنيت، المونازيت، والجارنيت، والتي تُستخدم في صناعات الطيران والسيراميك والطاقة النووية، وحتى الأغراض الطبية الدقيقة.

وتمتلك الشركة المصرية للرمال السوداء، والتي تُعد نموذجًا للشراكة بين مؤسسات الدولة، تركيبة فريدة من المساهمين، يتصدرهم جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بنسبة 61%، إلى جانب هيئة المواد النووية ومحافظة كفر الشيخ وبنك الاستثمار القومي.
وبدأت مصر جني ثمار مشروع الرمال السوداء بمنطقة البرلس في محافظة كفر الشيخ خلال عام 2024، مع دخول مجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء مرحلة الإنتاج الكامل، وفقًا للطاقة التصميمية التي تم الإعلان عنها سابقًا.
اقرأ أيضا:
منجم أبو طرطور، كنز الفوسفات يواصل إمداد مصر بالثروات التعدينية
منجم أبو مروات، قصة كنز مصر الجديد في قلب الصحراء الشرقية
ويتكون المجمع من ستة مصانع رئيسية لاستخلاص المعادن الاقتصادية ذات القيمة العالية من الرمال السوداء، التي تُعد أحد الموارد الطبيعية الاستراتيجية في مصر، وتشير التقديرات إلى أن الطاقة الإنتاجية السنوية الكاملة للمجمع تبلغ:
- 298 ألف طن من معدن الإلمنيت
- 145 ألف طن من المونازيت
- 25 ألف طن من الزركون
- 23 ألف طن من الجارنيت
- 12 ألف طن من الماجنيت
- 11 ألف طن من الروتيل

وتعزز هذه القدرات الإنتاجية البنية التحتية للمشروع، والتي تشمل مصنع تركيز عائم بطاقة إنتاجية تبلغ 158 طنًا في الساعة، وكراكة كهربائية تُعد الأولى من نوعها عالميًا بقدرة تصل إلى 2500 طن في الساعة.
ولا تتوفر حتى الآن بيانات رسمية دقيقة حول حجم الإنتاج الفعلي لعام 2024، إلا أن التقديرات تشير إلى اقتراب المجمع من تحقيق طاقته القصوى، مع استمرار التشغيل التجريبي لبعض الوحدات منذ تدشين المشروع في أكتوبر 2022.
ويستهدف المشروع تلبية احتياجات صناعات متعددة من المعادن المستخلصة، مثل صناعة الطائرات، المواد النووية، السيراميك، الدهانات، والإلكترونيات، إلى جانب فتح قنوات تصديرية جديدة تساهم في جذب العملة الصعبة.
الفرص العمل التي يوفرها المشروع
ومن المتوقع أن يوفر المشروع أكثر من 5000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مما يجعله أحد أبرز مشروعات القيمة المضافة لقطاع التعدين المصري في السنوات الأخيرة.
Short Url
هل ترغب في توصيل الكهرباء بدون فواتير، إليك أسعار الألواح الشمسية
07 يونيو 2025 10:55 ص
تعافي أسعار النفط مدعومًا بحركة المحادثات التجارية «الأمريكية-الصينية»
06 يونيو 2025 12:31 م
من برنت إلى الأورال، كيف تحدد خامات النفط الأسعار في الأسواق العالمية؟
06 يونيو 2025 10:55 ص


أكثر الكلمات انتشاراً