الرمال السوداء ببورسعيد، كنز استراتيجي في طور الاكتشاف والتخطيط

الجمعة، 30 مايو 2025 06:08 م

الرمال السوداء

على شاطئ البردويل، شرق محافظة بورسعيد، وبين أمواج البحر المتوسط وسكون الصحراء، ترقد ثروة وطنية هائلة لا تزال في طور الاكتشاف والتخطيط للاستغلال، "الرمال السوداء"، تلك الرواسب الطبيعية الداكنة الغنية بالمعادن الاستراتيجية، التي يُعوَّل عليها اقتصاديًا وصناعيًا في العقود القادمة.

مناجم الحديد، قلب صناعة الصلب بالواحات البحرية في مصر

بداية اكتشاف الرمال السوداء على شاطئ البردويل ببورسعيد

وبدأت ملامح هذا الكنز في الظهور بوضوح خلال عامي 2021 و2022، حيث نفذت هيئة المواد النووية وهيئة الثروة المعدنية، عددًا من الدراسات الجيولوجية والبيئية، كشفت عن وجود رواسب هائلة من الرمال السوداء بمنطقة البردويل شرق بورسعيد، والتي تُعد من أغنى الرواسب المكتشفة على سواحل مصر الشمالية حتى الآن.

أهمية الرمال السوداء على شاطئ البردويل ببورسعيد

ويُتوقع أن يُدر استغلال هذه الرمال عوائد تتجاوز الملايين، وذلك حسب الأسعار العالمية للمعادن المستخلصة منها، حيث تحتوي هذه الرمال على عدد من المعادن الاقتصادية النادرة مثل:

الإلمنيت (يدخل في صناعة الصلب والدهانات)
الزركون (يُستخدم في السيراميك وسبائك الطائرات)
الروتيل والمونازيت (مصادر للتيتانيوم والثوريوم المشع)
الجارنيت والماجنيت (مهمان في الصناعات الثقيلة والتنقية)

منجم أبو مروات، قصة كنز مصر الجديد في قلب الصحراء الشرقية

وتتولى الشركة المصرية للرمال السوداء، وهي كيان حكومي مشترك يضم عدة جهات منها جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وهيئة المواد النووية، مسئولية إعداد المشروع والاستعداد لبدء تنفيذ أعمال الاستخراج والتصنيع، بالتعاون مع شركات دولية متخصصة.

منجم أبو طرطور، كنز الفوسفات يواصل إمداد مصر بالثروات التعدينية

أهم المواقع الواعدة على خريطة استغلال الرمال السوداء في مصر

ورغم أن الإنتاج لم يبدأ بعد في منطقة البردويل، إلا أن المنطقة تُعد من أهم المواقع الواعدة على خريطة استغلال الرمال السوداء في مصر، بجانب مناطق مثل البرلس ورشيد، وتشير التوقعات إلى أن الطاقة الإنتاجية المستقبلية قد تصل إلى ملايين الأطنان سنويًا، ما يعزز من قدرة مصر على الدخول بقوة في سوق المعادن النادرة عالميًا.

وفي الوقت نفسه، تُولي الدولة اهتمامًا بالغًا للتوازن بين استغلال هذه الثروة الطبيعية والحفاظ على البيئة البحرية والنظام البيئي في منطقة البردويل، والتي تُعد من أغنى المناطق بالثروة السمكية، وهو ما يستلزم تطبيق أعلى المعايير البيئية خلال تنفيذ المشروع.

Short Url

أخبار متعلقة