الجمعة، 11 يوليو 2025

08:33 م

«هانغتشو» وادي السيليكون الصيني، مدينة الـ6 نمور تتحول لقلب التكنولوجيا

الجمعة، 11 يوليو 2025 06:02 م

وادي السيليكون الصيني

وادي السيليكون الصيني

في لحظة تشهد فيها التكنولوجيا، تحولات متسارعة وتنافسًا جيوسياسيًا محمومًا، تحولت مدينة هانغتشو من مجرد وجهة سياحية خلابة جنوب شرقي الصين، إلى أحد أكثر المحاور التكنولوجية ديناميكية في أسيا، وما يلفت الانتباه في هذه المدينة، ليس فقط نموها الهائل، بل المنهجية الاستراتيجية التي أوصلتها إلى ما يعرف اليوم بـ"وادي السيليكون الصيني".

 

وادي السيليكون الصيني

 

نهضة مبرمجة لا عشوائية في الصعود

وعلى عكس وادي السيليكون الأمريكي، الذي نبت من تربة حرة بفضل المبادرات الفردية، وتمويلات رأس المال المغامر، جاء صعود هانغتشو نتاج تخطيط مركزي دقيق، فالحكومة الصينية، وعلى مدى عقد من الزمن، ضخت حوافز مالية ضخمة، من إعفاءات ضريبية إلى دعم الأبحاث، ما جعل من المدينة حاضنة مثالية للشركات الناشئة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.

وهذه الدعائم الرسمية، أنتجت بيئة شبه مغلقة ولكن فعالة للغاية، حيث تزدهر شركات مثل DeepSeek، وRokid وUnitree وغيرها، التي تُعرف إعلاميًا بـ"نمور هانغتشو الستة"، فضلًا عن شركات باتت تنافس على صدارة مشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتطبيقات الروبوتية، بل حتى الألعاب الإلكترونية العالمية.

اقرأ أيضًا:-

وادي السيليكون الأوروبي: كيف أصبحت السويد مصنعًا للمليارديرات؟

عناصر القوة.. لاعبون كبار، تعليم، وتكاليف

قوة هانغتشو لا تأتي من الدعم الحكومي وحده، فبحسب تصريحات رجال أعمال ومحللين، أربعة عناصر إستراتيجية جعلت المدينة قبلة للاستثمار التكنولوجي:-

  • التحالف مع الكبار: وجود شركات عملاقة مثل "علي بابا" و"DeepSeek"، يوفر نظامًا بيئيًا تعليميًا وعمليًا للشركات الناشئة.
  • الجامعات الرائدة: مثل جامعة تشجيانغ، التي تمد السوق سنويًا بآلاف المواهب المتخصصة.
  • تكاليف معيشة منخفضة نسبيًا: ما يجعلها جاذبة للمهندسين والمبرمجين الشباب.
  • سياسات محلية محفزة: تسهيلات كبيرة في الترخيص، الوصول إلى المستثمرين، وتوفير البنية التحتية.
  •  
وادي السيليكون

 

الوجه الآخر للدعم.. عبء السياسة

لكن، وكما يقال، ليس كل ما يلمع ذهبًا، فالبيئة الداعمة في هانغتشو ليست بلا ثمن، إذ يشير عدد من مؤسسي الشركات إلى أن الدعم الحكومي المكثف، قد يكون سيفًا ذا حدين، فبينما يسهم في تسريع النمو، فإنه يثير شكوكًا دولية بشأن استقلالية هذه الشركات.

وهذا الأمر يُعقد من قدرة الشركات على جذب التمويل الدولي، أو التوسع خارجيًا، وتجارب شركات مثل ByteDance المالكة لتيك توك، التي واجهت استجوابات وضغوطًا سياسية في الغرب، تُعد جرس إنذار لشركات هانغتشو التي تسعى إلى العالمية.

اقرأ أيضًا:-

شطرنج العقول، «وادي السيليكون» يشعل سباق استقطاب نوابغ الذكاء الاصطناعي

وادي السيليكون لكن بنكهة صينية

ما يحدث في هانغتشو اليوم، لا يقل طموحًا عما حصل في وادي السيليكون الأمريكي خلال التسعينيات، ولكن هناك فارق جوهري، بين نموذج هانغتشو والذي يعد مركزي وموجه من الأعلى، الأمر الذي يمنحه زخمًا سريعًا لكنه يُعرضه لمخاطر تتعلق بالمرونة والاستقلالية.

فالابتكار، لا ينمو في بيئات خانقة سياسيًا، بل يحتاج إلى توازن دقيق بين الدعم والانفتاح، وفي ظل تزايد التدقيق العالمي في خلفيات الشركات الصينية، قد تجد هانغتشو نفسها محاصرة داخل حدود التفوق المحلي، دون القدرة على لعب دور ريادي عالمي.

مدينة هانغتشو 

 

بين الحقيقة والوصف المؤقت

هل تستحق هانغتشو لقب "وادي السيليكون الصيني"؟ الجواب نعم، ولكن بشروط، فالمدينة أثبتت أنها مركز حيوي وفعَّال في إنتاج الحلول التقنية، وتطوير الذكاء الاصطناعي، ومع وجود بنية تحتية متقدمة، واحتضان حكومي قوي، فإنها تتفوق على معظم المدن الأسيوية الأخرى في هذا المجال.

لكن إذا لم تتمكن الصين من فك الارتباط بين الدعم السياسي والمخاوف الأمنية العالمية، فقد يتحول هذا اللقب من حقيقة صاعدة، إلى عنوان مؤقت لمركز لم يكتمل نضوجه العالمي، وفي نهاية المطاف، المستقبل التكنولوجي لهانغتشو، مرهون بقدرتها على تصدير منتجاتها وأفكارها بحرية، لا فقط بتوليدها داخل حدود صينية محكمة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search