وادي السيليكون الأوروبي: كيف أصبحت السويد مصنعًا للمليارديرات؟
الجمعة، 27 يونيو 2025 04:54 م

السويد
اشتهرت السويد كنموذج عالمي للمساواة الاقتصادية والرفاهية الاجتماعية، حيث اعتادت على توجية ما يقرب من 50% من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق العام على الرعاية الصحية والتعليم والدعم الاجتماعي.
لكن خلف هذه الصورة التقليدية، تشهد البلاد تحولا غير مسبوق، إذا باتت تسجل اليوم أحد أعلى معدلات أصحاب الملايين و المليارديرات في العالم.
أرقام صادمة وقفزة هائلة في أعداد الأثرياء
بحلول عام 2021، قفز العدد ليبلغ 542 مليونيرًا، فإن السويد تسجل 4 مليارديرات لكل مليون مواطن، مقارنة بمليارديرين فقط لكل مليون في الولايات المتحدة، رغم أنها تضم 813 مليارديرا.
إصلاحات ضريبية جريئة وسياسات نقدية مرنة
يري خبراء الاقتصاد أن هذا التحول لم يأت من فراغ، قال الدكتور “ إليسون هيلي”، في تقرير نشرته منصة الاقتصادية، ان السويد اعتمدت سلسلة إصلاحات جريئة منذمنتصف التسعينات، والتي شملت:
-إلغاء ضرائب الثروة والميراث والهدايا
- خفض ضرائب الشركات من 30% إلى نحو 20%
- تسهيل الضرائب على أرباح الأسهم مقارنة بضريبة الرواتب
هذه الإجراءات أسهمت بشكل كبير في جذب رؤوس الأموال التي كانت تغادر البلاد، وحافظت على بقاء كبار رواد الأعمال داخل السويد.
كما لعبت السياسات النقدية دورًا حيويًا، فأسعار الفائدة المنخفضة لفترات طويلة جعلت الاقتراض أسهل وعززت وتيرة الاستثمارات، خصوصًا في القطاع العقاري وقطاعات التكنولوجيا.
وباتت السويد تلقب بـ"وادي السيليكون الأوروبي". وقد شهد العقدان الماضيان ظهور أكثر من 40 شركة ناشئة تجاوزت قيمة كل منها مليار دولار أمريكي، مثل "سكايب" و"سبوتيفاي"، محولة مؤسسيها إلى مليارديرات عالميين.

ثروات العقارات تتفوق على الابتكار
رغم بريق الشركات التقنية، تكشف الإحصاءات مفارقة مثيرة:
نحو 70% من ثروات المليارديرات في السويد مصدرها قطاعات التقليدية مثل العقارات والإرث.
في المقابل، لا تتجاوز الثروات الناتجة من الابتكار والتكنولوجيا 12% فقط من إجمالي ثروات الأثرياء، وهي نسبة أدنى من نظيراتها في معظم الدول الصناعية الكبرى.
ثقافة تحتفي بالنجاح المالي
لا تقتصر أسباب هذا التحول على العوامل الاقتصادية فقط، فالثقافة المجتمعية السويدية كان لها دور حاسم في تقبل صعود طبقة الأثرياء.
حيث توضح الباحثة في الاقتصاد الاجتماعي “أنجيليك روكاس” أن الأجيال الشابة في السويد أقل عداءً للأثرياء مقارنة بشعوب أوروبية أخرى، وينظر إلى رواد الأعمال الناجحين كقدوة.
فقط 32% من السويديين يؤيدون فرض ضرائب مرتفعة جداً على الأغنياء، وهي نسبة أقل بكثير من مثيلاتها في ألمانيا أو فرنسا.
هناك مستوى عالٍ من الثقة الاجتماعية وإيمان واسع بأن النجاح المالي يمكن أن يكون مشروعًا ومستحقًا.
هذا التقبل المجتمعي عزز توسع الطبقة الثرية، مما رسخ مكانة السويد كمركز مالي وتقني أوروبي وجذب المزيد من الاستثمارات، وساعد على إبقاء الثروات داخل السويد.
هل تتسع فجوة التفاوت؟
مع كل هذا النمو، لم تخل السويد من التحديات الصعبة:
1- ارتفع مؤشر "جيني" لقياس عدم المساواة من 0.21 إلى 0.26 خلال السنوات الأخيرة، مما ينذر باتساع فجوة التفاوت الطبقي.
2- الاعتماد المفرط على الثروات الموروثة بدلاً من تلك الناتجة عن الابتكار والإنتاج يثير مخاوف من تراجع الحراك الاجتماعي، ويشعر شريحة من المواطنين بأن فرص الصعود الاقتصادي أصبحت أكثر صعوبة.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالإضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
ترامب لـ"كندا": انتظروا رسومنا الجمركية خلال الأيام المقبلة
27 يونيو 2025 09:57 م
أوبك+ تخطط لزيادة جديدة قدرها 411 ألف برميل يوميًا أغسطس المقبل
27 يونيو 2025 08:50 م
النفط ينخفض بعد خطط زيادة إنتاج أوبك+ في يوليو وأغسطس
27 يونيو 2025 08:34 م


أكثر الكلمات انتشاراً