السعودية تتصدر عالمياً في الأمن السيبراني، من المركز 46 إلى القمة في 2025
الأربعاء، 09 يوليو 2025 02:13 م

السعودية تتصدر عالمياً في الأمن السيبراني
تحليل/ ميرنا البكري
في زمن أصبحت فيه الأشياء متصلة بالإنترنت، لم يعد الأمن السيبراني مجرد رفاهية بل أصبح “أمن قومي”، وهنا قررت السعودية أن تكون رقم 1 عالميًا، ونجحت بالفعل في ذلك، بعد حصولها على المركز الأول في مؤشر الأمن السيبراني العالمي لعام 2025 وفقًا تلقرير IMD السويسري، لكن، كيف وصلت المملكة إلى هذه المكانة؟ وما هو التأثير الاقتصادي والاستراتيجي لهذا الإنجاز؟

من المركز 46 للمركز الأول، خطة وليست صدفة
في 2017، كانت السعودية في المركز 46 في مؤشر الأمن السيبراني للأمم المتحدة، لكن تحركت بخطة واضحة واستراتيجية شاملة. أسست "الهيئة الوطنية للأمن السيبراني"، وبدأت تعمل على 4 محاور، بنية تحتية رقمية متطورة، وتشريعات صارمة، وكفاءات وطنية مؤهلة، وشراكات محلية وعالمية.
في 2025، لم تكتفِ المملكة بتصدر مؤشر IMD فقط، لكن أيضًا ضمن الفئة الأعلى في مؤشر GCI العالمي التابع للاتحاد الدولي للاتصالات (ITU).
الاقتصاد الرقمي الآمن، استثمار بثقة
ما حدث ليس مجرد ترتيب على مؤشر، بل له تأثير اقتصادي مباشر:
ثقة المستثمرين زادت، فعندما يجد المستثمر بلد لديها نظام رقمي آمن، يتشجع ويضخ أمواله.
أصبحت الشركات التقنية العالمية تعتبر السعودية مركز إقليمي.
تحول المملكة لمركز بيانات وأمن معلومات في المنطقة، كل ذلك يخدم رؤية السعودية 2030 التي تركز على تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.
كوادر محلية، لكن بمواصفات عالمية
جزء كبير من هذا النجاح يعود للاستثمار في العنصر البشري، ولم تكتفي السعودية ببنية تحتية، لكن أيضًا أطلقت معسكرات تدريب سيبراني، ونظمت مسابقات تقنية، كما أسست جامعات ونوادي متخصصة في الأمن السيبراني، كما شجعت المملكة الشباب والفتيات على دخول هذا المجال، ووفرت لهم الفرص لبناء مستقبلٍ رقمي واعد، والنتيجة قاعدة بشرية مؤهلة تبني مستقبل الأمن الرقمي السعودي.
حينما يصبح الأمن السيبراني أداة نفوذ إقليمي
لم تحمي المملكة نفسها فقط، بل تقود التعاون السيبراني الإقليمي، وهذا اتضح بعد هجمات DDoS التي زادت بنسبة 183٪ في الشرق الأوسط عام 2024.
فدخلت السعودية بقوة، وفرضت سياسات إقليمية موحدة، وتعاون استخباراتي رقمي، ومنصات تبادل معلومات بين الدول، وبذلك أصبحت نموذج للحماية المشتركة، مما يعزز من نفوذها السياسي والاقتصادي في الإقليم.
اقرأ أيضًا:
السعودية تُحقق المركز الأول في مؤشر تنمية الاتصالات والتقنية 2025
السفارات الرقمية والتحكيم السيادي، السعودية تبني محكمة العالم الرقمي

شركة سايت، وتمكين السيادة التقنية
يمثل إنشاء شركة سايت خطوة استراتيجية هامة كونها الذراع التقني للملكة، فترتكز هذه الشركة على توطين الحلول السيبرانية، ودعم مشاريع الذكاء الاصطناعي، وأيضًا تحقيق مبدأ السيادة الرقمية، وتقليل الاعتماد على الخارج، وهذا يعني أن المملكة لا تشتري حلول، بل تصنعها وتصدرها أيضًا، وذلك تحول اقتصادي ضخم.
نتائج وتوقعات، الأمن الرقمي أصبح عملة صعبة
من أبرز النتائج حتى الآن، حصول المملكة على المركز الأول عالميًا في مؤشر الأمن السيبراني IMD 2025، كما تم تصنيفها ضمن الفئة الأعلى بمؤشر ITU العالمي، وأيضًا شهدت المملكة زيادة في الاستثمار الأجنبي بقطاعات التقنية بنسبة ملحوظة، وتصاعد الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مجالات الأمن السيبراني.
ومن المتوقع أن تقود السعودية وضع سياسات سيبرانية عالمية، كما ستجذب هذه الإنجازات شركات تكنولوجيا ضخمة تفتح مراكز بيانات في الرياض، وتتحول لشريك رئيسي في حماية الأمن الرقمي الإقليمي، وسيصبح الأمن السيبراني واحد من أعمدة الناتج المحلي غير النفطي.
ختامًا، لم تكتفِ السعودية بحماية نفسها رقمياً، بل قررت أن تقود في معادلة الأمن السيبراني العالمية. وبدلاً من أن تكون المملكة مستهلكة للتقنية، أصبحت منتجة ومصدرة لها، والذي بدأ بخطة من 2017، أصبح نموذج يُدرس في 2025.
القادم أكبر، ولا تبني المملكة مستقبلها فقط بل تشكل المنطقة كلها رقمياً، والرسالة واضحة الأمن السيبراني ليس رفاهية، بل مستقبل واستثمار، ونفوذ أيضًا.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الشرق الأسيوي يعيد تشكيل تحالفاته، فيتنام في قلب الصراع الامريكي الصيني
08 يوليو 2025 02:53 م
ترقب لـ«قرار المركزي» المقبل تثبيت أم خفض جديد؟
08 يوليو 2025 08:36 ص
ترامب يهدد العالم بالرسوم الجمركية، والاقتصاد العالمي على صفيح ساخن
07 يوليو 2025 04:08 م

أكثر الكلمات انتشاراً