مصر تتجه بقوة نحو المسقبل الأخضر، نمو متسارع في سوق الطاقة المتجددة

الثلاثاء، 01 يوليو 2025 10:09 م

الطاقة المتجددة في مصر

تتجه مصر بقوة نحو المستقبل الأخضر، مع تركيز متزايد على الطاقة المتجددة كجزء من استراتيجيتها الوطنية، كما تشير التوقعات إلى أن حجم سوق الطاقة المتجددة في مصر سيصل إلى 14.26 جيجاوات بحلول عام 2025، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 20.76 جيجاوات بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 7.8% خلال الفترة من 2025 إلى 2030.

التحديات التي تواجه السوق

ورغم الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها مصر في مجال الطاقة المتجددة، إلا أن هناك عدة تحديات قد تؤثر على نمو السوق، ومن أبرز هذه التحديات بطء وتيرة تطوير البنية التحتية للطاقة، بالإضافة إلى محدودية الأراضي المتاحة لمشاريع الطاقة المتجددة.

فضلاً عن محدودية قدرة الشبكة الكهربائية على استيعاب الطاقة المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة المتغيرة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

على الرغم من هذه العوائق، إلا أن العزم الحكومي على تحقيق أهداف الطاقة المتجددة يُعد دافعًا قويًا للنمو في السوق، إذ من المتوقع أن تخلق الأهداف الطموحة فرصًا كبيرة للمستثمرين في هذا القطاع.

تقرير حديث: أفريقيا أكبر مصدر للطاقة الشمسية في العالم بحلول 2050

الطاقة الشمسية.. القطعة الأساسية في المعادلة

تعد الطاقة الشمسية من أبرز القطاعات التي تشهد نموًا ملحوظًا في السوق المصري، حيث يمتلك البلاد إمكانيات هائلة لتوليد الكهرباء من محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية.

كما تتمتع مصر بموارد شمسية غنية، تصل إشعاعاتها الشمسية إلى 2000-3000 كيلوواط/م² سنويًا، مما يجعلها واحدة من أفضل البلدان في العالم لإنتاج الطاقة الشمسية.

في عام 2023، بلغت القدرة الإجمالية للطاقة الشمسية المركبة في مصر حوالي 1,836 ميجاوات، مع معدل نمو سنوي يبلغ 7.74%.

كما أن مصر تستهدف الوصول إلى 31,000 ميجاوات من الطاقة الشمسية بحلول عام 2035، وهو ما يمثل هدفًا طموحًا يتماشى مع استراتيجيتها للطاقة المستدامة.

من المشاريع الكبيرة التي تمثل خطوة كبيرة في هذا الاتجاه هو مجمع بنبان للطاقة الشمسية الذي تبلغ قدرته 1,465 ميجاوات.

وهذا يشير إلى تزايد حجم الاستثمارات في مشاريع الطاقة الشمسية التي تدعمها الشركات العالمية الكبرى مثل سيمنس جاميسا وتويوتا تسوشو، ما يسهم في خفض تكلفة الطاقة المتجددة وتحفيز المنافسة في السوق.

دور الحكومة في دعم القطاع

لا يمكن الحديث عن سوق الطاقة المتجددة في مصر دون الإشارة إلى الدور الكبير الذي تلعبه الحكومة في دعم هذا القطاع.

منذ عام 2017، كانت مصر واحدة من أسرع الدول الإفريقية في تركيب مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وفي عام 2023، بلغت القدرة الإجمالية للطاقة المتجددة حوالي 6.3 جيجاوات.

وقد وضعت الحكومة المصرية أهدافًا طموحة بموجب استراتيجيتها الوطنية للطاقة المتجددة، التي تهدف إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني إلى 20% بحلول عام 2022، على أن تصل هذه النسبة إلى 42% بحلول عام 2035.

لتحقيق هذه الأهداف، قدمت الحكومة مجموعة من السياسات والمشاريع مثل نظام الشراء المباشر ونظام البناء والتشغيل والتملك وتعرفة التغذية، وهي سياسات تشجع القطاع الخاص على المشاركة في مشاريع الطاقة المتجددة.

إضافة إلى ذلك، فإن الحوافز المالية التي تقدمها الحكومة مثل الإعفاءات الضريبية والإعفاءات الجمركية، بالإضافة إلى فتح المجال للاستثمارات الأجنبية، تساهم بشكل كبير في جذب المستثمرين.

5 أنواع من الطاقة المتجددة تدخل عصر البنية الرقمية

فرص مستقبلية واسعة

بفضل استراتيجيات الحكومة الطموحة، من المتوقع أن تشهد مصر توسعًا كبيرًا في استثمارات الطاقة المتجددة، خاصة في مجال الطاقة الشمسية.

وبالنظر إلى قدرة البلاد على استيعاب المزيد من مشاريع الطاقة الشمسية والطاقة الريحية، فضلاً عن الدعم الحكومي المستمر، فإن مصر مرشحة لأن تصبح واحدة من أكبر أسواق الطاقة المتجددة في إفريقيا.

علاوة على ذلك، فإن التعاون الدولي بين مصر والاتحاد الأوروبي والدول الأخرى مثل ألمانيا يساهم في تسريع المشاريع الاستثمارية في قطاع الطاقة المتجددة، ما يعزز من قدرتها على تلبية احتياجاتها الداخلية من الكهرباء وتحقيق أهدافها البيئية الطموحة.

خلاصة القول

تعتبر مصر سوقًا واعدًا للطاقة المتجددة، خصوصًا في قطاع الطاقة الشمسية، ولذلك تلعب الحكومة المصرية دورًا محوريًا في تسريع النمو في هذا القطاع من خلال تقديم حوافز مالية وتسهيلات استثمارية.

ومع التوسع المستمر في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، يبدو أن المستقبل سيكون مشرقًا للطاقة المتجددة في مصر، مما سيسهم بشكل كبير في تحقيق أهدافها الطموحة بحلول عام 2035.

Short Url

أخبار متعلقة