الثلاثاء، 01 يوليو 2025

07:21 م

من الشرق الأوسط إلى مزارع العالم، شظايا الحرب تهدد الغذاء العالمي

الثلاثاء، 01 يوليو 2025 03:42 م

الأسمدة

الأسمدة

تحليل/ ميرنا البكري

رغم أن الحرب بين إيران وإسرائيل انتهت، إلا أن شظاياها لا زالت تتناثر في أسواق العالم، وخاصةً في قطاع الأسمدة، الذي يعتبر أصل الزراعة، أي مصدر الطعام الموجود “في طبقك”.

كما أن انقطاع الغاز، وإغلاق المصانع، وارتفاع الأسعار، بعث الخوف في قلوب العاملين في قطاع الأسمدة، وأصبح المزارعون في البرازيل وأمريكا والهند يحسبونها “حبة حبة” قبل الزراعة.

ما حدث الآن ليس مجرد خلل مؤقت، بل إنذار عالمي يوضح ضعف سلسلة الإمداد الزراعي، وأي اضطراب يحدث في الشرق الأوسط يترك تأثيرًا كبيرًا ويؤدي إلى تداعيات واسعة على مستوى العالم.

كيفية اختيار نوع الأسمدة المناسبة للزهور | Agropearla اجروبيرلا
الأسمدة

 

حرب قصيرة، وصدمة طويلة في سوق الأسمدة

في غضون أيام منذ بداية الحرب، أوقفت إيران إنتاج اليوريا والأمونيا، وأيضًا أوقفت مصر ضخ الغاز لمصانع الأسمدة بسبب انقطاع الإمدادات من إسرائيل، كما ارتفعت الأسعار بشكل حاد، حيث رفعت السعودية سعر الطن من 402 لـ450 دولارًا، وزادت أسعار البرازيل 32 دولارًا في الطن.

وذلك بسبب أن الغاز الطبيعي هو "روح" صناعة الأسمدة، وحينما ينقطع، يتعطل العالم بأكلمه، تحديدًا دول الخليج وإيران ومصر؛ نظرًا لأنهم "قلب" الإمدادات العالمية.

 

مضيق هرمز، نقطة ضغط استراتيجية تهدد استقرار أسواق الغذاء العالمية

يمر حوالي 40% من صادرات الكبريت، و20% من صادرات الأمونيا، و33% من صادرات اليوريا من مضيق هرمز، أي إذا حدث أي اضطراب في مضيق هرمز، فإن الأسواق العالمية تتأثر على الفور.

هذا ما أوضحه رئيس شركة "يارا" النرويجية، إحدى أكبر شركات الأسمدة في العالم، عندما قال أن أي اضطراب في مضيق هرمز قد يسبب صدمة جديدة في أسعار الغذاء العالمية، وهو ما يؤكد أن الأسمدة ليست مجرد منتج صناعي، بل مادة استراتيجية مثل البترول تمامًا. 

 

الأسواق تواجه اضطرابات وتكاليف شحن متزايدة

تشهد الأسواق الآن، تقلبات عنيفة في الأسعار، وارتباك في المناقصات الدولية، وبطء في الشحنات من الشرق الأوسط، ولوجستيات متعطلة وتكاليف نقل أعلى.

والمشكلة ليس في الإنتاج فقط، لكن أيضًا في "الخوف" الذي يسبق الحدث، وأصبح الموردون والمستوردون يلعبون  على الحذر، ويرفعون الأسعار تحسبًا، ويشترون بكميات كبيرة للتخزين، وهو ما يضغط  على السوق أكثر.

 

إلى أين تصل الأسعار؟

في الوقت الحالي، هناك توقعات باستمرار الارتفاع في أسعار الأسمدة لفترة ما، وعلى المدى القصير قد يحدث انخفاض مؤقت، إذا كان الطقس مواتي والإنتاج الزراعي جيد.

على المدى المتوسط (أكتوبر 2025 لـ فبراير 2026)، ستظهر آثار الأسعار المرتفعة فعليًا على إنتاج الغذاء، مثل فول الصويا في البرازيل، أي أن المزارع يشعر بالتكلفة أولًا، وبعد شهور، سيحصد السوق نتيجة ذلك، في شكل ارتفاع أسعار الغذاء.

 

اقرأ أيضًا: 

‏استقرار في صناعة الأسمدة بمصر.. وزيادة الاعتماد على المواد المحلية بنسبة 60٪

«الحكومة» تكشف مصير أسعار السلع بعد اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل

بداية - الاسمدة الزراعيه ... أنواعها وفوائدها - جمعية بداية لتنميه المجتمع  بالمحله الكبرى

 

النتائج الاقتصادية، زراعة تحت الضغط

تنعكس هذه التأثيرات على أكثر من محور:

1. تتباطأ الزراعة العالمية أو ستكون أقل ربحية، كما سيفكر المزارعين مرتين قبل زراعة محاصيل كثيفة الاستهلاك للأسمدة.

2. تكلفة الغذاء ستزداد تدريجيًا، وستصل للمستهلك بعد شهور، لكن تأثيرها  سيكون مستمر وطويل.

3. ستتجه الدول المستوردة للأسمدة كـ البرازيل والهند لتنويع مصادرها أو تخزين أكبر، وذلك معناه طلب أكثر أي سعر أعلى.

4. ستكون الاقتصادات الهشة الأكثر تضررًا، خاصة دول أفريقيا جنوب الصحراء وآسيا الوسطى، التي تعتمد بالكامل على استيراد الأسمدة.

 

توقعات وقراءة للمستقبل، هل هناك مخرج؟

على المدى القصير، إذا حدثت هدنة حقيقية في المنطقة، قد يرتاح السوق قليلًا، لكن هذا غير مضمون، خاصةً مع استمرار التوترات غير المباشرة (مثل تهديدات المضائق، أو الضربات غير المعلنة).

على المدى المتوسط، ستفكر الدول الكبرى في إعادة ترتيب أولوياتها، قد تستثمر أمريكا والاتحاد الأوروبي أكثر في إنتاج محلي للأسمدة، وبعض الشركات الخاصة ستدخل السوق بأساليب تصنيع أرخص أو أقل اعتمادًا على الغاز.

على المدى الطويل، قد نجد موجة استثمارات في الزراعة العضوية أو تقنيات الزراعة منخفضة المدخلات، كما ستحاول الصين والهند خلق توازن استراتيجي بزيادة احتياطي الأسمدة.

ختامًا، ما يحدث ليس مجرد أزمة سوق، بل أزمة أمن غذائي عالمي في طور التكوين، وإذا تأثرت الأسمدة، فذلك معناه أن المحصول العالمي في خطر، ومعه استقرار الأسعار، ومعه أيضًا قدرة الدول على إطعام شعوبها.

وأثبت الشرق الأوسط للمرة المليون أنه ليس مركز للطاقة فقط، لكنه أيضًا مركز لإمدادات الزراعة، والعالم عليه أن يفكر  في تأمين هذه الإمدادات، قبل أن نجد أنفسنا في أزمة “جوع” جديدة.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

showcase
showcase
search