الخميس، 26 يونيو 2025

10:38 م

هل انقشعت الغيوم فوق برلين؟، الماكينات الألمانية تنفض غبار الركود

الخميس، 26 يونيو 2025 03:23 م

الصناعة الألمانية

الصناعة الألمانية

بعد سنوات من التعثر والركود، يبدو أن عجلة الصناعة الألمانية بدأت بالدوران مجددًا، مدفوعة بتغيرات داخلية جذرية وإشارات دولية مشجعة. 

الصناعة الألمانية

السؤال الذي يشغل بال المستثمرين والمحللين، هل هي صحوة عابرة؟ أم بداية لمرحلة صناعية جديدة تعيد لألمانيا مجد الرجل المريض الذي تعافى؟

من 48.5 إلى 50.4 نقطة.. لحظة كسر الجمود

في تحول لافت، قفز مؤشر مديري المشتريات الصناعي في ألمانيا إلى 50.4 نقطة في يونيو 2025، كاسرًا حاجز الركود الذي لازم الاقتصاد لأشهر، ومتفوقًا على توقعات المحللين الذين راهنوا على استمرار الأداء الضعيف. 

التقدم لم يكن فقط رقمًا على ورق، بل مثل إعلانًا عن انتفاضة صناعية تقودها قطاعات حيوية مثل السيارات والآلات والدواء.

الأرقام الأهم جاءت من قطاع الصناعات التحويلية الذي لامس مستوى 49 نقطة، وهو الأعلى منذ أغسطس 2022، مشيرًا إلى اقتراب الخروج من نفق الركود الذي دام ثلاث سنوات تقريبًا.

اقرأ أيضًا:

رويترز: وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا يجرون محادثات نووية مع إيران غدًا

التحول الأخضر وقود النمو الجديد

وراء هذه الأرقام تقف الوصفة الألمانية الجديدة، كما يسميها الاقتصاديون، والتي ترتكز على ثلاثة أعمدة رئيسية:

التحول الأخضر: استثمارات بمليارات اليوروهات في مصانع تعمل بالهيدروجين والطاقة المتجددة، في محاولة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي، وبناء اقتصاد صناعي صديق للبيئة.

سياسة مالية جريئة: إطلاق خطة استثمارية عملاقة بقيمة 500 مليار يورو على مدى 10 سنوات، تشمل البنية التحتية والدفاع والتحول الرقمي.

إرادة سياسية لكسر القوالب: الحكومة الألمانية، المعروفة تاريخيًا بتقييد الإنفاق، كسرت هذا التقليد وفتحت خزائنها لتحفيز النمو في مرحلة ما بعد الأزمات.

الصناعة الألمانية

لكن الرياح لم تهدأ تمامًا

ورغم إشارات التعافي، لا تزال الصناعة الألمانية تواجه عواصف من نوع آخر، فقد أدت أزمة الطاقة الناتجة عن الحرب في أوكرانيا، وانخفاض الاعتماد على الغاز الروسي، إلى قفزات حادة في أسعار الطاقة، ما أضعف الصناعات كثيفة الاستهلاك مثل الكيماويات والمعادن.

أضف إلى ذلك اضطرابات سلاسل التوريد العالمية، وتراجع الطلب من الأسواق الآسيوية، ولا سيما الصين، التي كانت لسنوات الزبون الأكبر للصناعات الألمانية الثقيلة.

السباق مع الزمن

إن الاقتصاد الألماني أمام فرصة حقيقية للانطلاق، لكنه في سباق مع الزمن لسد فجوة الطاقة، وتحديث البنية التحتية، وتعزيز الكفاءة الرقمية.

الوقت ليس في صالح برلين إذا لم تُحسم التحديات الهيكلية مثل نقص المهارات، والتعقيدات البيروقراطية، والضغوط البيئية المتزايدة.

اقرأ أيضًا:

بين هواجس ترامب وتحديات الجغرافيا السياسية، هل تعيد ألمانيا ذهبها من أميركا؟

رسائل الأسواق وتوقعات الحذر

قفزة الثقة الاستثمارية، والارتفاع المتوقع في مؤشر إيفو لبيئة الأعمال، يعكسان تحسن المزاج العام في أوساط الأعمال. 

لكن بحسب الاقتصاديين، فإن مؤشرات مديري المشتريات تُظهر اتساع النشاط وليس قوته، مما يتطلب قراءة حذرة في ما إذا كانت هذه الصحوة ستُترجم إلى أرقام قوية في الناتج المحلي الإجمالي.

الاقتصاد الألماني

بين لحظة انفراج واستراتيجية بعيدة المدى

ربما يكون يونيو 2025 هو لحظة الانفراج التي طال انتظارها للصناعة الألمانية، لكنها لا تكفي وحدها، النجاح الحقيقي يتطلب أكثر من انتعاش طارئ. 

ألمانيا، بثقلها الصناعي والاقتصادي، تُراهن اليوم على تغيير قواعد اللعبة بالكامل، من خلال التصنيع الأخضر، وتمويل سخي، وجرأة سياسية نادرة.

وإذا ما كُتبت لهذه الاستراتيجية الاستمرارية، فقد نكون أمام عودة القاطرة الأوروبية إلى مسارها لكن هذه المرة بطاقة نظيفة، وأجندة أكثر جرأة.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

showcase
showcase
search