الحزام الصناعي الجديد يقلب الطاولة، من هامش الصناعة إلى قلب التحوّل الأخضر
الأربعاء، 25 يونيو 2025 04:44 م

الطاقة النظيفة
تحليل/ ميرنا البكري
في وقت العالم كله يتصارع على مكان في خريطة الصناعة النظيفة، يظهر "الحزام الصناعي الجديد" كأكبر مفاجأة. هذا الحزام ليس في أوروبا أو أمريكا، يمتد من المغرب ومصر حتى إندونيسيا وتشيلي، ويستحوذ بمفرده على أكثر من نصف الاستثمارات العالمية في الصناعة النظيفة، سنحلل التفاصيل في هذا التحليل.
الحزام الصناعي الجديد، من الهامش للصدارة
الدول التي في هذا الحزام (مثل مصر، المغرب، إندونيسيا، تشيلي) استحوذت على 59% من الاستثمارات المعلنة في الصناعة النظيفة، مقابل: أمريكا 18%، الاتحاد الأوروبي 10%.
هذا يحدث في وقت لدينا به 948 مليار دولار من المشاريع المعلنة مازالت تنتظر تمويل، وهذا التحول معناه ببساطة إن قواعد اللعبة تتغير، والمراكز التقليدية (مثل أوروبا وأمريكا) لابد أن تراجع حساباتها.
ما هي الصناعات التي تأخذ الزخم في الحزام الجديد؟
المشاريع التي تتجه لهذه الدول الناشئة بل تغطي قطاعات محورية مثل: الألومنيوم، الكيماويات، الأسمنت، الطيران، الصلب، والأهم الأمونيا النظيفة.
الأمونيا، كلمة السر في السباق الصناعي
أصبحت الأمونيا مهمة فجأة، ببساطة لأنها: تدخل في صناعة الأسمدة لأي أمن غذائي، وتستخدم كمصدر طاقة في الشحن البحري والمتفجرات، والحزام الصناعي الجديد يستحوذ على 75% من مشروعات إنتاج الأمونيا النظيفة في العالم.
فمثلًا مصر قد تنتج أمونيا تكفي لمساحة زراعية ضعف الأراضي التي لديها، الهند تستيطيع تغطية 75% من احتياجاتها، وعُمان وموريتانيا قد ينتجوا 6 أضعاف احتياجهم. والمفاجأة؟ تكلفة الإنتاج في هذه الدول أقل بالنصف من أوروبا وأمريكا.
من الفحم للشمس، ومن المصانع التقليدية للمستقبل
هذه الدول تستغل طاقة شمسية رخيصة ومستقرة، سياسات داعمة ومحفزة، عمالة أقل تكلفة، وبنية تحتية تتطور بسرعة. على عكس بعض الدول الغنية التي لديها كهرباء أغلى أو غير كافية للمصانع، مثل الإمارات التي مازالت تواجه تحديات في إمداد الكهرباء النظيفة.
تمويل المشاريع، عنق الزجاجة الحقيقي
بالرغم إننا نمتلك زخم ضخم، لكن التحول بطيء جدًا: من 826 مشروع صناعي نظيف عالميًا، لكن 8 فقط أخدوا القرار الاستثماري النهائي آخر 6 شهور، نظرًا لأن التمويل إما غير متاح، أو مكلف جدًا، أو لا يوجد طلب مستقر من المشترين على المنتجات النظيفة، التقرير يقول إننا نحتاج لضخ استثمارات 5 أضعاف الحالية قبل 2030 لكي نحافظ على هذا الزخم.
سياسات الطلب، المفتاح الذي لابد أن نستخدمه
تمتلك الحكومات دور مهم جدًا، فتقوم بإعداد مشتريات حكومية خضراء، وتفرض حدود على انبعاثات الكربون في المنتجات، وتسعر الكربون بشكل واضح، وتقدم حوافز ضريبية وتمويلية بدون سياسات تخلق طلب حقيقي على منتجات الصناعة النظيفة.
اقرأ أيضًا:
الجزائر تسعى في التحول إلى مركز عالمي للطاقة الشمسية
«الأمونيا»، المادة الأكثر فاعلية لتصدير الهيدروجين الأخضر

النتائج والتوقعات
1. الأسواق الناشئة تتحول من تابع لمُصدر للتكنولوجيا الصناعية النظيفة.
2. الصناعات النظيفة لا تخلق فرصعمشغل، بل تفتح أيضًا ممرات تجارية جديدة.
3. مصر والمغرب في موقع استراتيجي ذهبي لجذب استثمارات الأمونيا والطاقة الشمسية.
4. هناك فجوة تمويلية لابد أن تتردم لكي نكمل المشوار.
5. من لا يواكب هذه الموجة اليوم، قد يجد نفسه متأخر 10 سنوات أيضًا.
ختامًا، الصناعة النظيفة ليس رفاهية، بل مستقبل الاقتصاد العالمي، و"الحزام الصناعي الجديد" هو الذي يمهد الطريق. مصر والمغرب لا يبنوا مجرد مصانع، بل يسعوا لبناء دورهم في خريطة الصناعة الجديدة.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
سلام مؤقت واقتصاد يرتجف، ماذا تخفي هدنة إيران وإسرائيل؟
24 يونيو 2025 02:25 م
وزير الري: تأهيل محطات الرفع بالجيزة لتوفير الاحتياجات المائية خلال الصيف
24 يونيو 2025 10:30 ص
رد إيران يفاجئ الأسواق، النفط يهبط و«وول ستريت» تحلق فوق التصعيد
24 يونيو 2025 02:58 ص


أكثر الكلمات انتشاراً