منجم الأمس محطة الغد، العالم يُعيد توظيف إرث الفحم في عصر الطاقة النظيفة
الثلاثاء، 24 يونيو 2025 09:20 م

مشاريع الطاقة الشمسية
في تحول عالمي كبير نحو الطاقة النظيفة، بدأ العديد من الدول في تحويل مناجم الفحم المُغلقة أو التي يُنتظر إغلاقها إلى محطات طاقة شمسية، في خطوة تجمع بين استصلاح الأراضي، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وخلق فرص عمل جديدة.
وكشف تقرير حديث صادر عن مؤسسة "جلوبال إنرجي مونيتور" (Global Energy Monitor)، بعنوان "الجانب المشرق للمنجم"، أن هذا التحوّل قد يُضيف نحو 300 جيجاوات من الطاقة الشمسية عالميًا بحلول عام 2030، أي بزيادة 15% عن إجمالي القدرات الشمسية المُركّبة حاليًا.

المناجم التي أُغلقت منذ 5 سنوات
واستعرض التقرير أكثر من 300 منجم فحم سطحي، أُغلق منذ عام 2020، و127 منجمًا آخر مرشّحًا للإغلاق حتى عام 2030، مشيرًا إلى أن إمكانات هذه المواقع الشمسية تُقدّر بنحو 288 جيجاواط.
تُعد الميزة الأهم التي أشار إليها التقرير، أن جميع مواقع المناجم التي جرى تقييمها تقع على بُعد لا يزيد عن 10 كيلومترات من البنية التحتية لشبكات الكهرباء، ما يسهل ربطها وإدماجها السريع في الشبكة، ويدعم نشر الطاقة الشمسية على نطاق واسع.
كما يمكن أن يسهم تحويل هذه المواقع إلى مزارع شمسية في خلق ما يصل إلى 577 ألف وظيفة حول العالم، منها نحو 260 ألف وظيفة دائمة، إلى جانب أكثر من 317 ألف وظيفة في قطاع البناء، وهي أرقام كفيلة بتعويض الوظائف التي ستختفي مع تراجع صناعة الفحم بحلول عام 2035.
ويؤكد التقرير أن هذه الإمكانات قابلة للتنفيذ فعليًا في كبرى الدول المنتجة للفحم مثل أستراليا، الولايات المتحدة، إندونيسيا، والهند، والتي تمتلك المساحات اللازمة والخبرة الصناعية والطلب المحلي على الطاقة.

المشاريع التي تمتلكها الصين
وتتصدر الصين هذه التحركات بالفعل، إذ تمتلك 90 مشروعًا لتحويل المناجم إلى محطات طاقة شمسية بقدرة إجمالية تبلغ 14 جيجاوات، مع 9 جيجاوات إضافية قيد التطوير.
أما أستراليا، فتتمتع بإمكانات هائلة تدعم تركيب 73 جيجاوات على مساحة تبلغ 1470 كيلومترًا مربعًا من المناجم المغلقة، أي ضعف ما تنتجه حاليًا من الطاقة الشمسية.
وتحل الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة بـ217 موقعًا مؤهلًا يمكنها استيعاب نحو 49 جيجاوات، وسط مناقشات وطنية حول التحول للطاقة المتجددة، وتجديد اقتصاد مناطق الفحم القديمة.
وفي أسيا، تظهر الهند كواحدة من الدول صاحبة الإمكانات الكبيرة في هذا المجال، إذ يُمكنها توليد 27 جيجاوات من الطاقة الشمسية على مساحة 500 كيلومتر مربع من مناجم الفحم، خاصة في ولايتي جهارخاند وتشاتيسغار.
ولا يقتصر استخدام مواقع مناجم الفحم المُعاد تأهيلها على الطاقة الشمسية فقط، بل تُدرس إمكانية استخدامها في مشاريع الهيدروجين الأخضر، وتخزين البطاريات، والطاقة الحرارية الأرضية، وحتى الدمج مع الزراعة أو الاستعادة البيئية.

تعزيز فرص المجتمعات المعتمدة تقليديًا على الفحم
وهذا التعدد في الاستخدامات يُعزز فرص المجتمعات المعتمدة تقليديًا على الفحم في تحقيق "انتقال عادل للطاقة"، من خلال توفير مسارات جديدة للتوظيف وتحقيق التنمية المحلية المستدامة.
وتُقدّر "جلوبال إنرجي مونيتور" أن كل ميغاواط من الطاقة الشمسية يُوفر نحو 2.1 وظيفة مباشرة أو غير مباشرة، مما يعكس أثرًا اقتصاديًا واسعًا حال تنفيذ هذه الخطط على نطاق عالمي.
وبالرغم من كل هذه الإمكانات، لا تخلو الطريق من التحديات، إذ تواجه المشروعات صعوبات تتعلق بالملكية، والتراخيص، وتكلفة استصلاح الأراضي، إضافة إلى العقبات القانونية والتنظيمية.
ولكن التقرير يؤكد أن السياسات الداعمة، مثل الإعفاءات الضريبية، وبرامج التمويل المشترك بين القطاعين العام والخاص، كفيلة بتجاوز تلك العوائق.
وفي هذا السياق، قدمت الولايات المتحدة 450 مليون دولار عام 2023 ضمن "برنامج الطاقة النظيفة التجريبي"، بهدف تطوير مشاريع طاقة على أراضي المناجم السابقة، في حين تمضي شركات مثل "RWE" و"Jinneng" في أوروبا وآسيا قدمًا نحو استغلال هذه الفرص.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
سلام مؤقت واقتصاد يرتجف، ماذا تخفي هدنة إيران وإسرائيل؟
24 يونيو 2025 02:25 م
وزير الري: تأهيل محطات الرفع بالجيزة لتوفير الاحتياجات المائية خلال الصيف
24 يونيو 2025 10:30 ص
رد إيران يفاجئ الأسواق، النفط يهبط و«وول ستريت» تحلق فوق التصعيد
24 يونيو 2025 02:58 ص


أكثر الكلمات انتشاراً