كنز الذهب الأوروبي في نيويورك، هل حان وقت العودة؟
الإثنين، 23 يونيو 2025 11:15 م

الذهب الأوروبي في نيويورك
في قلب نيويورك، وداخل أقبية بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ترقد أطنان من الذهب الأوروبي منذ عقود، كأنها ذكرى من زمن ما بعد الحرب الباردة.

لكن ما بدا لسنوات طويلة خيارًا استراتيجيًا آمنًا بدأ يتحول إلى عبء جيوسياسي واقتصادي، مع تصاعد الدعوات في ألمانيا وإيطاليا لنقل هذه الاحتياطيات الثمينة إلى أوروبا.
أكثر من 245 مليار دولار في الخارج
تمتلك ألمانيا وإيطاليا ثاني وثالث أكبر احتياطيات ذهبية في العالم، بواقع 3,352 طنًا و2,452 طنًا على التوالي، حيث أكثر من ثلث هذا الذهب لا يزال مودعًا في خزائن الفيدرالي الأمريكي.
في ظروف سابقة، كان هذا الوضع منطقيًا، نيويورك مركز مالي عالمي، وموقع استراتيجي لتجارة الذهب، فضلاً عن الأمان السياسي والعسكري الذي وفرته أمريكا لحلفائها بعد الحرب العالمية الثانية، لكن الأمور تتغير، ومعها تتبدل الحسابات.
اقرأ أيضًا:
جولد بيليون: الذهب يتراجع سلبي بسبب قوة الدولار الأمريكي
ترامب وسياسة اللا يقين
لم تكن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سهلة على الحلفاء الأوروبيين، وبين انتقاداته المتكررة للبنك الفيدرالي، ودعواته لتخفيض أسعار الفائدة بالقوة، وميله نحو قرارات أحادية في السياسة الدولية، أصبح القلق من استمرار الاعتماد على الولايات المتحدة كمخزن للذهب مشروعًا، بل وملحًا.
القلق لا يقتصر على التصريحات، بل يمتد إلى أسئلة جوهرية، ماذا لو اندلع نزاع تجاري أو سياسي حاد؟ ماذا لو فرضت واشنطن قيودًا مؤقتة على الوصول إلى الذهب كوسيلة ضغط؟ في عالم تزداد فيه السيادة الاقتصادية أهمية، يبدو الذهب في الخارج مثل مظلة في منزل الجيران أثناء العاصفة.

السياسة تتدخل والقلق يتسع
من اليمين إلى اليسار، تنامت الأصوات الأوروبية المطالبة بإعادة الذهب، حيث ترى الدول الأوروبية أن الوقت قد حان لاسترجاع الثروة إلى داخل القارة.
أما في إيطاليا، فقد سبق لجورجيا ميلوني قبل أن تصل إلى رئاسة الوزراء أن دعت لاستعادة الذهب الإيطالي، معتبرة أن ترك 43% منه في نيويورك تهديد للمصلحة الوطنية.
لكن ميلوني تغيرت، أو بالأحرى تكيفت، فمنذ وصولها إلى السلطة، التزمت الصمت حيال الملف، مفضلة الحفاظ على علاقة ودية مع ترامب، في محاولة لتجنب تصعيد دبلوماسي أو تجاري.
اقرأ أيضًا:
من يملك الذهب يملك القرار، الدول التي تجلس على "تلال من الذهب" (فيديو)
هل نقل الذهب إشارة خطر للأسواق؟
المخاوف لا تقتصر على الساسة، فالبعض يرى أن استعادة الذهب قد تُفهم كرسالة تشكك في استقرار العلاقات عبر الأطلسي، وأن أكبر شركات إدارة الأصول بألمانيا، حذرت من أن الخطوة ستبعث برسالة سلبية للأسواق.
لكن في المقابل، تشير استطلاعات دولية إلى أن أكثر من 70 بنكًا مركزيًا بات يفضل الاحتفاظ بالذهب داخل حدوده، كإجراء احترازي في ظل الأزمات العالمية.

بين السيادة والثقة
البنك المركزي الألماني يؤكد ثقته الكاملة في بنك الاحتياطي الفيدرالي، ويشدد على أن نيويورك تبقى مركزًا آمنًا وسيوليًا ومع ذلك، فهو يراجع مواقع تخزين الذهب بانتظام منذ عام 2013.
المعادلة أصبحت أكثر تعقيدًا، فالحفاظ على السيادة الاقتصادية والاحتراز من المخاطر الجيوسياسية، مقابل الحفاظ على صورة الحليف الموثوق والهدوء في الأسواق المالية.
سؤال المرحلة
إذا كان الذهب ملاذًا آمنًا في الأزمات، فهل يصبح وجوده في الخارج مخاطرة استراتيجية؟ أم أن مجرد طرح السؤال بات دليلاً على تغير عميق في موازين الثقة العالمية؟
في زمن اللايقين، قد لا يكون الأهم أين الذهب، بل من يستطيع الوصول إليه عندما تشتد العاصفة.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
سيناريو أسود، هل أشعل ترامب فتيل حرب عالمية بتدميره لـ"فوردو"؟
22 يونيو 2025 03:02 م
«تعليم مالي» في «المواد الدراسية»، هل نجحت بريطانيا في سد الفجوة؟
20 يونيو 2025 10:46 م
"القهوة"، سلعة استراتيجية تُحرك اقتصادات الدول النامية
20 يونيو 2025 04:44 م


أكثر الكلمات انتشاراً