من الاختراق إلى السيطرة، الأمن السيبراني يعيد تشكيل اقتصاد الشرق الأوسط
السبت، 21 يونيو 2025 10:02 ص

الهجمات السيبرانية
تحليل/ ميرنا البكري
من 2023 حتى 2025، كان الشرق الأوسط ساحة لحرب إلكترونية صامتة لكن مدمرة، وذلك بحسب تحقيقات شركة "فورتينت" الأمريكية، وظهرت عدة هجمات سيبرانية معقدة استهدفت البنية التحتية، ليس بهدف التخريب، لكن بهدف أخطر: التجسس والاستحواذ على التحكم. السؤال الأهم: هل ذلك مجرد تهديد تقني؟ أم العالم سيواجه أزمة اقتصادية وأمنية في قلب التحول الرقمي؟

هجمات السيبرانية، تهديد مباشر للاستثمار
عندما يحدث اختراق في مصنع أو محطة طاقة أو بنك، ذلك ليس مجرد خلل، بل خسارة ثقة المستثمرين، وتعطيل للإنتاج، وزيادة في تكاليف التشغيل. كما استخدم الهجوم الأخير أدوات معقدة مثل "هانيف نت" و"نيو إكسبريس آر إيه تي" لاختراق الشبكات، مما يعني إن المهاجمين ليس هواه، بل محترفين، وقد يكونوا مدعومين من دول.
والنتيجة؟ انخفاض جاذبية المنطقة للاستثمار الأجنبي في القطاعات الحساسة (طاقة – بنية تحتية – تكنولوجيا)، وتكاليف إضافية على الشركات لتأمين أنظمتها، مما يضغط على أرباحها.
73% من المؤسسات تعرضت لهجمات، والعداد يزداد
يقول تقرير 2024 من فورتينت إن 73% من المؤسسات في الشرق الأوسط تعرضت لهجمات على أنظمة التحكم والتشغيل، مقارنة بـ 49٪ في 2023، أي تقريبًا لا يوجد شركة كبيرة في أمان.
زادت نسبة الهجمات التي ركزت على الأنظمة التشغيلية من 17٪ لـ 24٪، و60٪ من الشركات قررت تحول مسؤولية الأمن السيبراني للقيادات التنفيذية مثل CIO وCTO،؛ لأن التهديد أصبح استراتيجي وليس تقني بس، وزيادة الإنفاق على الأمن السيبراني في الموازنات السنوية للشركات، كما إن هناك طلب متزايد على خبراء أمن المعلومات، وقد يسبب فجوة في المهارات ويزود التكاليف.
دوافع سياسية، والساحة الاقتصادية بتدفع التمن
أكثر من 60٪ من حملات الهاكتيفيست عام 2024 كانت بدوافع سياسية، بحسب تقرير 2025 العالمي من "فورتينت". والمنطقة تسجل 26٪ من محاولات الاستغلال السيبراني على مستوى العالم. هذا يعني إن تسييس الهجمات يحولها من جرائم فردية لحروب إلكترونية تديرها دول، والاقتصاد يتحول لـ خط دفاع أول في النزاعات الدولية.
وتبعات ذلك إن البنوك، الجامعات، والوزارات أصبحت أهداف رئيسية، مما يهدد استقرار المؤسسات، وفي حالة نجاح أي اختراق مدمر، قدبحدث شلل في قطاعات حيوية (كهربا، مياه، طيران).
اقرا أيضًا:
الشرق الأوسط في مرمى الهجمات السيبرانية، تهديد أمني أم معركة جيوسياسية؟
مصر تتحصن رقميًا، انتهاء برنامج الأمن السيبراني لقطاع البترول

التوقعات، الأمن السيبراني سيصبح اقتصاد بحد ذاته
في ظل التوسع في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتحول الرقمي، التوقعات تشير إن الاستثمار في الأمن السيبراني بالمنطقة سيتضاعف خلال 3 سنوات، وشركات التأمين ستبدأ ترفع أقساطها على القطاعات المعرضة للخطر. وحرب الكفاءات في مجال الأمن السيبراني سيشتد، والدول التي لا تؤهل كوادر بسرعة ستخسر في المعركة.
ختامًا، ما حدث ليس مجرد اختراق تقني، بل ناقوس خطر للاقتصاد الإقليمي، والبنية التحتية الرقمية أصبحت أصل استثماري، وأي خلل بها يعني خسائر بملايين، وسمعة تتضرب. لذلك، الدول والمؤسسات لابد أن تضع استراتيجية دفاعية مرنة ومحدثة باستمرار، وتعمل على تدريب الكوادر الوطنية وتأمين بيئة تقنية واقتصادية قوية، وتدرك إ، التحول الرقمي لا ينجح بدون أمن رقمي محكم.
Short Url
«تعليم مالي» في «المواد الدراسية»، هل نجحت بريطانيا في سد الفجوة؟
20 يونيو 2025 10:46 م
"القهوة"، سلعة استراتيجية تُحرك اقتصادات الدول النامية
20 يونيو 2025 04:44 م
الشرق الأوسط على حافة الهاوية، تصعيد إيران وإسرائيل يربك الاقتصاد العالمي
20 يونيو 2025 04:11 م


أكثر الكلمات انتشاراً