الاقتصاد الأمريكي في مفترق طرق، تراجع الاستهلاك وضبابية القرار النقدي
الأربعاء، 18 يونيو 2025 11:39 ص

الاقتصاد الأمريكي
تحليل/ ميرنا البكري
في مايو الماضي، سجلت أمريكا تراجع في مبيعات التجزئة بنسبة 0.9%، وهو كان أكثر من توقعات المحللين الذي قالوا “ إن نسبة التراجع ستكون 0.7%”، ورغم إن الرقم ليس ضخم على الورق، لكن في الواقع هو مؤشر مهم جدًا إن الجيوب الأمريكية بدأت تتألم، خاصةً مع قرارات الحكومة الأخيرة التي غيرت شكل السوق تمامًا.

السيارات والبنزين، ضحية أولى للانكماش
أول القطاعات التي اشتعلت كانت السيارات والوقود:
السيارات: الناس خافت من الشراء بسبب الرسوم الجمركية الجديدة التي وصلت لـ 25% على السيارات المستوردة من أبريل، فبدأوا يوفروا ويأجلوا الشراء.
البنزين: الأسعار هبطت، مما قلل الإيرادات في محطات الوقود، فزاد الضغط على مبيعات التجزئة عمومًا، أي السوق تفاجأ مرتين: من الأسعار، ومن التوقعات السلبية.
الرسوم الجمركية، سلاح ذو حدين
الرسوم التي فرضتها أمريكا على السيارات والشاحنات من الممكن أنها كانت محاولة لحماية الصناعة المحلية، لكن أثرت سلبيًا على سلوك المستهلك، حيث زادت الأسعار، والناس بدأت تقلق وتلجأ لتوفير الأموال، والطلب على السيارات قل بشكل ملحوظ بعد ما كان به "rush" مؤقت في الشهور الماضية والنتيجة؟ انخفاض كبير في قطاع ضخم مثل السيارات، فسحب السوق كله معه للهبوط.
في بصيص نور، التجزئة الأساسية مازالت صامدة
رغم الانخفاض العام، هناك مؤشر مهم يقول إن مبيعات التجزئة الأساسية (بدون سيارات ووقود ومطاعم ومواد بناء) زادت بنسبة 0.4% في مايو.
وهذا يعني إن مازال يوجدمرونة في إنفاق المستهلك الأمريكي، وذلك غالبًا بسبب؛ استمرار نمو الأجور وإن الشعب مازال يحافظ على نمط حياة مقبول.
أبرز المخاطر التي تلوح في الأفق
هناك عدة عوامل قد يخنقوا الاستهلاك في الفترة المقبلة:
1. تباطؤ سوق العمل: أي هناك قلق من فقدان العمل أو قلة فرص جديدة.
2. عودة سداد قروض التعليم: هذه كانت متوقفة ورجعت، وتستنزف دخل ملايين.
3. تراجع ثروات الأسر: بسبب تقلبات الأسواق، سواء في الأسهم أو العقارات.
الفيدرالي في مأزق، وأسعار الفائدة تحت الميكروسكوب
الآن، يقوم الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بعدة تحليلات: فهل يثبت أسعار الفائدة كما هي؟ (بين 4.25% و4.5%)، أم يخفضها ليدعم الاقتصاد؟. القرار ليس سهلًا، خاصةً في ظل الرسوم الجمركية وتأثيرها على الاستهلاك، والتوترات الجيوسياسية تحديدًا في الشرق الأوسط، والتي تزود المخاوف من تقلبات أكبر.
اقرأ أيضًا:
بسبب الرسوم الجمركية، تراجع ثقة المستهلك الأمريكي مع التوقعات بارتفاع التضخم
دون التوقعات، نمو مبيعات التجزئة الأمريكية في فبراير الماضي

توقعات الفترة المقبلة
إذا استمر الحال هكذا قد نواجه المزيد من التراجع في مبيعات التجزئة في يونيو ويوليو، انخفاض أرباح شركات التجزئة في تقارير الربع الثاني، ضغط سياسي على الفيدرالي لتخفيف السياسة النقدية، واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، خاصةً إن مدخرات الأسر المتوسطة تتآكل، وإذا لم يستطيع السوق التعافي سريعًا، قد تبدأ بوادر ركود اقتصادي جديد تطل برأسها في نهاية 2025.
ختامًا، ما يحدث ليس انخفاض في أرقام مبيعات التجزئة فقط، بل انعكاس مباشر لحالة قلق اقتصادي عند المستهلك الأمريكي: الأسعار ترتفع، الوظائف تتباطأ، والضبابية تزداد بسبب السياسات الجمركية، والمعادلة هنا بسيطة حينما يق إنفاق المواطن العادي، الاقتصاد كله يترنح.
Short Url
الذكاء الاصطناعي يهدد ويخدع ويضع العالم أمام تحدي الاستغناء عنه أو مواجهته
29 يونيو 2025 04:15 م
كشف أثري جديد في أسوان، 3 مقابر صخرية من عصر الدولة القديمة بقبة الهوا (صور)
29 يونيو 2025 12:36 م
صعود قطاع "المساعدين عن بعد" في الفلبين، مكاسب اقتصادية غير تقليدية
29 يونيو 2025 12:37 م


أكثر الكلمات انتشاراً