الأربعاء، 18 يونيو 2025

06:46 م

اليوان الرقمي ينطلق عالميًا، الصين تعيد تشكيل النظام المالي الدولي

الأربعاء، 18 يونيو 2025 10:45 ص

اليوان الرقمي

اليوان الرقمي

تحليل/ ميرنا البكري

في وقت العالم يشهد به اضطرابات اقتصادية وتوترات سياسية، قررت الصين الدخول بقوة في ساحة المنافسة النقدية العالمية، "بان قونجشنج"، محافظ البنك المركزي الصيني، أعلن في منتدى مالي كبير في شنجهاي عن خطة لتوسيع استخدام اليوان الرقمي، وأيضًا دعا لتأسيس نظام نقدي عالمي "متعدد الأقطاب"، أي لم يعد الدولار هو العملة الذي يعتمد الكل عليها، فهو يريد أن يكون أكثر من لاعب أساسي في السوق.

الصين تستعد للكشف عن حزمة سياسات تهدف إلى استقرار الأسواق
جمهورية الصين الشعبية

 خطة الصين، مركز تشغيل عالمي لليوان الرقمي

الصين لا تتحدث فقط بل بدأت تطبق، حيث ستفتح "مركز تشغيل دولي لليوان الرقمي" في شنجهاي. 

وهذا  يعني إنهم يريدوا أن ينشروا استخدام هذه العملة خارج حدودهم، وأيضًا ينووا إطلاق عقود آجلة لليوان، وهذا أداة مالية تستخدمها البنوك والمستثمرين لكي يحموا أنفسهم من تغيرات أسعار العملة، أي تحاول الصين تجعل اليوان الرقمي ليس وسيلة دفع، بل أداة استثمار وتحوط مثل الدولار واليورو.

لماذا تهاجم الصين الدولار الآن؟

هذه الخطوة لا تأتي  من فراغ، في أسباب قوية خلفها: 

1.سياسات ترامب التجارية والجمركية، التي جعلت الدولار "عملة غير مضمونة" بالنسبة لكثير من الدول والمستثمرين.

2.الدولار يُستخدم كـ أداة سياسية، ووهو ما يجعل الكثير من الدول تشعر بالقلق، خاصة إذا اتفرضت عليها عقوبات.

3.العملات الرقمية أصبحت موضة العالم، والدول التي تلحق تركب الموجة مبكرًا، ستصبح صاحبة الكلمة في المستقبل.

4.الصين فهمت إن النظام المالي العالمي يتغير، وقالت “لن نصبح في الصف”، بل سنقود التغيير".

 نظام مالي جديد، متعدد الأقطاب

محافظ المركزي الصيني قال إن النظام الجديد الذي يريدوا أن يبنوه سيكون به أكثر من عملة قوية، وكل عملة لديها نفوذها في منطقتها. مما سيقلل من "الهيمنة" التي يسببها الدولار على العالم، ويجعل كل دولة أو منطقة لديها مرونة أكثر في السياسة النقدية.

كما أوضح إن ذلك سيحمي الاستقرار المالي العالمي، لأنه ليس من المعقول إن اقتصاد العالم كله يصبح معتمد على عملة دولة واحدة فقط، خاصةً إذا كانت سياستها تتغير كل 4 سنوات مع كل رئيس جديد.

 مشاكل الدفع عبر الحدود، والحل الرقمي

من أهم النقاط التي ذكرها "بان"، إن أنظمة الدفع التقليدية بين الدول بطيئة، مكلفة، ومعرضة للسياسة. أي ببساطة أمريكا قد تقفل على دولة معينة وتمنع عنها التحويلات بسبب خلاف سياسي، والصين ترى إن اليوان الرقمي هو الحل، لأنه: سريع وآمن، لا يتأثر بالقرارات السياسية الأحادية، قد يتربط بتكنولوجيا حديثة مثل البلوك تشين.

اقرأ أيضًا: 

اليوان الرقمي يتحدى الدولار، الصين وسنغافورة يخططان للهيمنة على قطاع السياحة والمالية في آسيا

«الدولار في خطر»، الصين تكشف عن خطة هجومية جديدة باستخدام اليوان والذهب

توقعات بارتفاع قيمة اليوان الصيني 10% نتيجة بيع أصول بالدولار
الصين تهاجم الدولار

 توقعات اقتصادية، الصين تخطط لمستقبل مختلف

إذا نظرنا للأمام قليلًا، سنجد الكثير من الاحتمالات:

1. زيادة استخدام اليوان الرقمي عالميًا، تحديدًا في الدول التي لديها مشاكل مع الدولار أو شراكات اقتصادية مع الصين (مثل أفريقيا، الشرق الأوسط، بعض دول آسيا).

2. انخفاض الاعتماد العالمي على الدولار بنسبة تدريجية، خاصةً مع وجود بدائل تكنولوجية وأسواق جديدة.

3. تحول كبير في موازين القوة النقدية، أي قد نواجه نظام عالمي جديد يضم الدولار، اليوان، اليورو، وربما أيضًا عملات رقمية مستقرة.

4. صدام سياسي واقتصادي محتمل بين أمريكا والصين، لأن أمريكا لن تصمت إذا وجدت نفوذ الدولار يتآكل.

 نتائج متوقعة من الخطوة الصينية

1.سيكون للصين نفوذ مالي أكبر.

2.ستقلل من سيطرة أمريكا على النظام المالي العالمي.

3.ستفتح أبواب جديدة للتعاون مع دول أخرى غير راضية عن هيمنة الدولار.

4.ستدفع العالم أكثر لفكرة العملات الرقمية السيادية، وسنشهد نسخة رقمية من اليورو، الين، والريال السعودي أيضًا.

ختامًا، تفكر الصين بذكاء، فبدلًا من  دخول حرب مباشرة مع الدولار، بدأت تبني بديل رقمي متطور قادر على المنافسة بشكل تكنولوجي واقتصادي، ليس مجرد سياسي. وما يحدث الآن ليس مجرد تصريح سياسي، بل بداية لتغيير ضخم في شكل الاقتصاد العالمي، وإذا لم تواكب الدول الكبيرة التحول الرقمي، ستجد نفسها خارج اللعبة.

Short Url

showcase
showcase
search