الأحد، 18 مايو 2025

05:49 م

اليوان الرقمي يتحدى الدولار، الصين وسنغافورة يخططان للهيمنة على قطاع السياحة والمالية في آسيا

الأحد، 18 مايو 2025 01:15 م

علم جمهورية الصين الشعبية

علم جمهورية الصين الشعبية

تحليل/ ميرنا البكري

في ظل حرب تجارية مشتعلة بين الصين وأمريكا، الشركات الصينية بدأت تبحث عن مخارج آمنة واستراتيجيات توسع بعيد عن النيران. وواحدة من أهم الحركات الجديدة هي إنهم أصبحوا يركزوا على بورصة سنغافورة (SGX) كمنصة بديلة للطرح العام والاكتتاب، خصوصاً بعد ما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر يضرب الصين برسوم جمركية وصلت لـ145%، وردت الصين برفع الرسوم على البضائع الأمريكية لـ125%.

الصين وسنغافورة تعتزمان تجربة استخدام اليوان الرقمي في قطاع السياحة - بوابة  الشروق - نسخة الموبايل
الصين وسنغافورة

سنغافورة، الميناء المالي الآمن

بورصة سنغافورة ليس عليها ازدحام على عكس هونج كونج أو نيويورك، لكنها لديها ميزة كبيرة وهي استقرار سياسي وحيادية في الصراعات الدولية، مما يجعلها  وجهة مريحة لأي شركة تريد أن تبتعد عن التوترات، كما إن الحكومة السنغافورية بدأت تأخد خطوات قوية لتحفيز سوقها، فمثلًا قدمت خصم ضريبي 20% على الاكتتابات العامة، وواعدة بحوافز أكثر في النصف الثاني من 2025.

اقرأ أيضًا: اقتصاد سنغافورة ينمو 4.3% خلال الربع الأخير من 2024

سنغافورة توظِّف أحدث التقنيات لتسريع عمليات الشحن - ابتكر
ميناء سنغافورة

شركات صينية تجهز للانطلاقة

وفقًا لـ CNN الاقتصادية، بحسب 4 مصادر، هناك 5 شركات صينية على الأقل، ما بين طاقة ورعاية صحية وتكنولوجيا حيوية، تخطط أن تدخل بورصة سنغافورة خلال السنة ونصف المقبلين. بعضهم قد يجمع حوالي 100 مليون دولار من خلال الاكتتابات، وذلك مؤشر واضح على تحول استراتيجي يجعل آسيا الجنوبية الشرقية في مركز الاهتمام بدلًا ما يكون التركيز كله على أمريكا أو حتى هونج كونج.

من هونج كونج لسنغافورة، رأس المال يدور الزوايا الآمنة

من المؤكد إن هونج كونج دائمًا كانت الاختيار الطبيعي للشركات الصينية، بحكم الدعم السياسي من بكين وأيضًا جمهور المستثمرين الذي يفهموا  طبيعة السوق الصيني، لكن مع تصاعد التوترات والضغط الأمريكي على الصين، بدأت الشركات تبحث عن بدائل، وظهرت سنغافورة كبديل آمن وسريع، حتى إذا كانت البورصة الخاصة بها ليس بالحجم الكبير.

ورغم الاهتمام الجديد، مازالت بورصة سنغافورة ضعيفة في عدد الطروحات، ففي 2024 حدث 4 طروحات فقط مقابل 71 في بورصة هونج كونج، لكن مع الحوافز الضريبية والإصلاحات المنتظرة، ومع دخول شركات صينية قوية، ذلك قد يغير المعادلة على المدى المتوسط.

اقرأ أيضًا: الصين في الشرق الأوسط، صعود التنين في ساحة النفوذ الأمريكي

توقعات الفترة الجاية، هل سنغافورة تصبح مركز مالي جديد للصين؟

1. إذا استمرت الحرب التجارية أو زادت حدة توتراتها، الشركات الصينية ستكمل توسعها خارج أمريكا وهونج كونج.

2. سنغافورة قد تشهد انتعاشة ضخمة في سوق الاكتتابات، خصوصاً مع دخول شركات تكنولوجية وصحية وطاقة.

3. لكن الفجوة مع هونج كونج مازالت كبيرة، لأن المستثمرين في سنغافورة محافظين أكثر ومتطلبات الإدراج أكثر تعقيدًا.

ختامًا، هذه الخطة ليس مجرد تهرب من ترامب، بل جزء من استراتيجية صينية أكبر لتوسيع نفوذها في جنوب شرق آسيا، المنطقة التي أصبحت هدف استراتيجي سياسي وتجاري، وسنغافورة ليس مجرد بديل مؤقت، بل قد تكون الجسر الذي تمشي عليه الصين للعالم كله في ظل الحرب الاقتصادية الجديدة.

Short Url

showcase
showcase
search