الأحد، 18 مايو 2025

08:50 م

الصين في الشرق الأوسط، صعود التنين في ساحة النفوذ الأمريكي

الأربعاء، 14 مايو 2025 08:41 م

 الصين والولايات المتحدة

الصين والولايات المتحدة

كتب/ كريم قنديل

منذ انتهاء الحرب الباردة، كانت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة في الشرق الأوسط علاقة متوازية، تجنبت الصين الدخول في أي مواجهة أو دعم مع الولايات المتحدة، ولكن مؤخرًا، وصل التوتر بينهما ذروته على المستوى الاستراتيجي والعالمي.

الصين ضد امريكا مقارنة عسكرية بين الدولتين من الأقوى ؟

تعتبر النهضة العظيمة للأمة الصينية عاملًا هامًا في التغيرات الكبرى التي يشهدها العالم، والتي لم تُرَ منذ قرن، قبل مئة عام، حدث انتقال في قوى الصراع العالمي، حيث انتقلت السلطة العالمية بين بريطانيا والولايات المتحدة إلى الصين والولايات المتحدة، ونظرًا لمكانة الصين تجاريًا، بدأ الأمر يأخذ منحنى أخر نحو حرب تجارية عالمية.

مفترق طرق حاسم

عند العودة بالزمن إلى الماضي، يمكن اعتبار الفترة من 1949 إلى 1978 المرحلة الأولى من العلاقات الصينية نحو الشرق الأوسط، حيث اقتحمت الصين خارطة صراع القوى الكبري في الشرق الأوسط، والذي كان منحصرًا حينها بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

ولكن منذ 1978، انتقل الصراع لمرحلته الثانية، حيث كان التركيز الصيني منصبًا على الطاقة والتجارة حتى 2014، ثم بعد ذلك بدأت العلاقات الصينية نحو الشرق الأوسط تأخذ منحنى أكثر شمولًا، حيث تجاوزت العلاقات الثنائية مجالي الطاقة والتجارة، وبدأت في التوسع في المجالات المالية، والاستثمار، والتكنولوجيا، والثقافة، مما جعلها أكثر شمولًا.

 وهنا يكمن السؤال، هل ستنتقل العلاقات بين الصين والشرق الأوسط إلى المرحلة القادمة، بجوانب أكثر إثارة في المجال الاقتصادي، والسياسي، وحتى العسكري؟ 

اقرأ أيضًا:

الصين والولايات المتحدة، سباق نحو السيطرة على النظام التجاري الجديد

المعادن الاستراتيجية، ساحة جديدة للصراع بين الصين وأمريكا

واشنطن وبكين تعلنان عن تشكيل مجموعتي عمل اقتصادية ومالية | Euronews

 

هل ترضى الولايات المتحدة بأخذ الصين لمكانها في الشرق الأوسط

تملك الولايات المتحدة تصورات غامضة حول مستقبل النظام العالمي، ولا ترغب في رؤية ارتفاع الصين وانخفاض الولايات المتحدة على أرض الواقع، لكن مدى التهديد هذا، ومدى استعداد الولايات المتحدة لردع ذلك هو موضوع مناقشات حادة داخل الولايات المتحدة.

يعتبر الشرق الأوسط بمثابة حدود جديدة في المنافسة العالمية بين الصين والولايات المتحدة، حيث اعتبرت الصين أن الشرق الأوسط منطقة استراتيجية تستطيع من خلالها الظهور كقوة عالمية، ندًا بند أمام أمريكا.

التنافس الأمريكي الصيني على النفوذ في البحر الأحمر

تُسيطر حالة التنافس المحتدم بين الولايات المتحدة والصين على مشهد التفاعلات الدولية في النظام العالمي، بوصفها السمة الأبرز خلال العقود الأخيرة، حيث تتصادم رؤى ومصالح القوتين حول شكل النظام العالمي وآليات إدارته. 

فبينما تتمسك واشنطن بنموذج الهيمنة التقليدية لها في إدارة النظام الدولي، تقدم الصين نموذجًا بديلًا يعتمد على الشراكة الاقتصادية والتعددية القطبية، وفي هذا الإطار، لم يعد هذا الصراع مقصورًا على المجالات الاقتصادية والتكنولوجية أو على الحفاظ على النفوذ في شرق آسيا، بل امتد ليشمل المناطق الاستراتيجية ومن بينها منطقة البحر الأحمر.

اقرأ أيضًا:

حرب الجامعات، الصين وأميركا في صراع جديد على عقول المستقبل

الرسوم الجمركية، التفاصيل الكاملة لهدنة الحرب التجارية بين أمريكا والصين

الصين وأمريكا صراع الزعامة
الصين والولايات المتحدة

 

الذكاء الصيني في العلاقات الدولية

وفي سياق البحر الأحمر، تسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على موقعها كضامن للأمن البحري الدولي، خاصة في الممرات الاستراتيجية مثل مضيق باب المندب وقناة السويس، أما الصين، فقد أدركت أن توسعها الاقتصادي وطموحاتها لن تكتمل دون تأمين مسارات النقل البحري.

وهذا ما دفعها لتبني استراتيجية براجماتية حذرة مبنية على سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعدم الانخراط في النزاعات الإقليمية، والحفاظ على علاقات متوازنة ومستقرة مع جميع الأطراف. 

Short Url

showcase
showcase
search