الثلاثاء، 17 يونيو 2025

11:26 م

من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، أوروبا تغرق في دوامة أزمات الغاز

الثلاثاء، 17 يونيو 2025 03:33 م

أسعار الغاز في أوروبا

أسعار الغاز في أوروبا

تحليل/ ميرنا البكري

التوتر بين إيران وإسرائيل لا يشعل الجبهات العسكرية فقط، بل أيضًا  أسواق الطاقة، خاصةً الغاز الطبيعي. أوروبا التي مازالت تحاول الخرج من أزمة الطاقة بعد حرب أوكرانيا، وجدت نفسها مرة أخرى وسط دوامة جديدة. ومع كل تصريح أو غارة، يرفع المتداولين الأسعار، والتقلبات تكبر، والناس تسأل: هل فعلاً الغاز قد يرتفع مرة أخرى؟ وما علاقة مضيق هرمز بالأمر؟

كونا : القادة الأوروبيون يوافقون على خطة لإعادة تسليح أوروبا - الشؤون  السياسية - 07/03/2025
أوروبا

 أسعار الغاز تتحرك على أنفاس السياسة

زادت الأسعار الأوروبية للعقود المستقبلية للغاز بنسبة 1.8% بعد جلسة مليئة بالتقلبات، وليس بسبب نقص حقيقي في الإمدادات، لكن خوفًا من المستقبل. كما تلعب التوترات العسكرية والسياسية في الخليج دور المحرك الأساسي للأسعار، حتى لو المخزون مازال ثابت.

وصل سعر الغاز الهولندي (الذي تم تسليمه الشهر المقبل) لـ 38.12 يورو/ميجاواط ساعة، وهذا يُعتبر من المؤشرات الرئيسية على حالة السوق الأوروبية.

مضيق هرمز، رقبة الزجاجة التي تمسك مفاتيح السوق

تلوح إيران دائمًا بورقة "إغلاق مضيق هرمز"، وهذا الممر البحري الذي يأتي منه حوالي ربع صادرات العالم من الغاز الطبيعي المسال والنفط، وتحديدًا من قطر، فإذا اشتدت الحرب ناقلات الغاز قد تتعطل، وأوروبا ستخسر مصدر مهم للغاز المسال، والأسعار سترتفع لفوق، خاصةً في فصل الشتاء.

وهذا يعني إن مجرد تهديد بإغلاق المضيق، حتى إذا لم يحدث، كفيل إنه  يسبب قفزات في الأسعار بسبب الخوف من الندرة.

 أوروبا غير مستعدة لأي صدمة جديدة

كانت القارة العجوز (أوروبا) تحاول أن تملأ المخازن قبل الشتاء القادم، بعد وصول المخزونات لمستويات هي الأدنى في 3 سنوات. وأي تأخير في التوريد الآن قد يجعل المخازن  لا تمتلىء في الوقت المناسب، ومن الممكن أن يرفع التكاليف على المستهلكين والشركات، ويضغط على الحكومات لشراء غاز بأسعار أعلى لتغطية  العجز.

 منقذ غير متوقع، انخفاض واردات الصين

ما ساعد في تهدئة الوضع قليلًا هو إن واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال كانت ضعيفة مؤخرًا، مما وفر شحنات متاحة لدول أخرى مثل: مصر التي تحاول تغطية الفجوة بعد خفض ضخ الغاز من إسرائيل، وأوروبا التي اقتنصت بعض الشحنات سريعًا.

وذلك ليس حل طويل المدى، لأن الصين قد تعود لتطلب كميات ضخمة في أي وقت، ووقتها المنافسة ستشتد والأسعار سترتفع أكثر.

 أوروبا وقرار الابتعاد عن الغاز الروسي

في الخلفية، المفوضية الأوروبية تعمل على خطة جريئة وهي وقف الاعتماد على الغاز الروسي بالكامل بحلول 2027، سواء ما يأتي عن طريق أنابيب أو كغاز مسال، والذي يمثل حوالي 13% من واردات أوروبا.

يراقب التجار  هذه الخطة بحذر، لأن معناها إن أوروبا ستحتاج مصادر بديلة بكميات ضخمة، والمنافسة على الغاز القطري والأمريكي ستزداد، والأسعار تظل مرتفعة على المدى المتوسط.

اقرأ أيضًا: 

أسعار الغاز ترتفع في أوروبا مع اجتياح موجة حارة للقارة

إيران وإسرائيل.. حرب العملاء والطابور الخامس
 

انخفاض أسعار الغاز في أوروبا
إمدادات الغاز

 النتائج والتوقعات، الخوف هو من يحرك السوق

1.أسعار الغاز مرشحة لمزيد من التقلبات طالما الصراع الإيراني الإسرائيلي مستمر.

2.أي هجوم كبير أو إغلاق فعلي لمضيق هرمز قد يرفع الأسعار لمستويات 2022 مرة أخرى.

3.أوروبا ستسرع في توقيع صفقات طويلة المدى مع دول مثل النرويج، الجزائر، أمريكا، وقطر لتأمين احتياجاتها.

4.الدول المستوردة ستتأثر، والذي يمتلك إنتاج محلي مثل مصر قد يستفيد في التصدير أو تقليل الاستيراد.

ختامًا، الغاز الطبيعي أصبح سلاح في الحروب الجيوسياسية، ليس مجرد مصدر طاقة. والمضيق الذي في الخليج قد يتحول من طريق ملاحي لشبح يهدد أوروبا بالبرد والتضخم.

وإذا استمرت الحرب  أو اتسعت، كل بيت في أوروبا سيدفع الثمن سواء في فواتير غاز أغلى، أو تقنين في التدفئة، أو تقلبات في السوق. المعادلة الآن واضحة: كل صاروخ في الشرق الأوسط، له صدى في بورصة أمستردام.

Short Url

showcase
showcase
search