صفعة لاقتصاد إسرائيل.. صواريخ إيران تقصف القوة الصناعية العسكرية في حيفا
الإثنين، 16 يونيو 2025 12:19 ص

قصف صاروخي
في واحدة من أكثر لحظات التصعيد حساسية بين إيران وإسرائيل، اختارت طهران أن ترد على الهجمات الإسرائيلية التي طالت منشآت طاقة داخل أراضيها بقصف صاروخي مباشر على مدينة حيفا في الشمال بالأراضي المحتلة.

هذا القصف لم يكن مجرد رد عشوائي، بل جاء محملاً برسائل عسكرية واستراتيجية عميقة، تكشف عن تحول في قواعد الاشتباك ورغبة إيرانية في كسر الخطوط الحمراء التقليدية.
لماذا حيفا؟
الهدف الاقتصادي الأكبر
حيفا ليست مدينة عادية في المشهد الإسرائيلي، بل تُعد العمود الفقري للصناعة الإسرائيلية، تحتضن مصفاة نفط ضخمة، منشآت بتروكيماوية، ومحطات طاقة وكهرباء، ما يجعلها هدفًا مغريًا في أي مواجهة تسعى إلى ضرب الاقتصاد والبنية التحتية.
قصف هذه المدينة لا يوجه فقط رسالة عسكرية، بل يبعث بإشارة واضحة بأن إيران قادرة على التأثير في العصب الاقتصادي لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يُترجم فورًا على شكل خسائر اقتصادية، وهلع في أسواق الطاقة والتجارة.
اقرأ أيضًا:
شرارة الحرب الكبرى.. سيناريوهات كارثية لصراع إيران وإسرائيل على الاقتصاد العالمي
الميناء الحساس وخنق التجارة
تضم حيفا أحد أكبر الموانئ التجارية والعسكرية في إسرائيل، وهو بوابة حيوية للاستيراد والتصدير، كما أنه يشكل قاعدة استراتيجية للبحرية الإسرائيلية، وضرب هذا الميناء لا يعني فقط توجيه صفعة اقتصادية، بل أيضًا التشويش على قدرة إسرائيل على التحرك البحري والدعم اللوجستي.

الرسالة الأمنية.. الرد بالمثل
إن الضربات الإيرانية جاءت كترجمة فعلية لمعادلة الرد بالمثل بعد الهجوم الإسرائيلي على منشآت الطاقة داخل إيران، وذلك باستهداف مواقع مماثلة في إسرائيل، تقول طهران بوضوح: ما تفعلونه في طهران سنكرره في حيفا.
قرب حيفا من الجليل والمجتمعات العربية داخل إسرائيل يزيد من حساسية الاستهداف، إذ يُحدث القصف حالة من الرعب داخل الجبهة الداخلية، ويثير الانقسامات، في وقت تحتاج فيه إسرائيل إلى جبهة داخلية متماسكة.
استخدام صواريخ متطورة، تصعيد نوعي
للمرة الأولى، تعترف إيران باستخدام صواريخ شهاب 5 و6، بعضها ألترا سونيك، ما يشير إلى تطور نوعي في أدوات المواجهة، هذه ليست فقط رسالة لإسرائيل، بل أيضًا للعالم: لدينا أسلحة متطورة قادرة على اختراق الدفاعات والوصول إلى العمق الإسرائيلي.
اقرأ أيضًا:
عاجل | إيران تطلق دفعة صواريخ جديدة على إسرائيل
ضرب المنشآت العسكرية والاستخباراتية
تشير تقارير إلى أن حيفا ومحيطها تضم مراكز استخباراتية وقواعد تشارك في مراقبة الأنشطة الإيرانية في سوريا ولبنان، ما يجعلها هدفًا مزدوجًا، عسكري واستراتيجي.
في تطور بالغ الدلالة، أعلنت وسائل إعلام عبرية عن استهداف منشأة عسكرية تابعة لشركة "رافائيل" المتخصصة في الصناعات الدفاعية، وهو ما يُعد ضربة قاسية لبنية الصناعات الأمنية الإسرائيلية.
كما اندلعت حرائق ضخمة في مستوطنة كريات جات جنوبي البلاد، بفعل موجة الصواريخ الإيرانية المستمرة، مما دفع السلطات الإسرائيلية إلى إعلان حالة طوارئ شاملة وتوجيه السكان إلى البقاء داخل الملاجئ.
وتندرج هذه الضربات ضمن المرحلة الثالثة من الرد الإيراني على ما وصفته طهران بالعدوان الإسرائيلي، في وقت تحذر فيه قوى دولية من تدحرج الوضع نحو مواجهة إقليمية مفتوحة.

هل يتحول التصعيد إلى معادلة دائمة؟
ضرب حيفا، بهذه الطريقة المباشرة والنوعية، يعكس تحولًا استراتيجيًا في سياسة الردع الإيرانية، لم تعد طهران تكتفي بالتصريحات أو الهجمات غير المباشرة عبر الوكلاء، بل باتت تضرب في عمق إسرائيل، وفي واحدة من أكثر مدنها حساسية.
وإذا كان قصف حيفا مجرد البداية، فإن السؤال الأهم الآن، هل يتحول مفاعل ديمونة إلى الهدف التالي؟ خاصة بعد تصريحات مسؤولين إيرانيين تؤكد أن لديهم القدرة على استهدافه، الرسالة الإيرانية وصلت.. فهل تملك تل أبيب ردًا بحجم التحدي؟
Short Url
الإنفاق العسكري بين إسرائيل وإيران، صراع الأرقام وسط لهب المواجهة
15 يونيو 2025 02:29 م
«من لندن إلى دبي»، كيف فشلت الحكومة البريطانية في الحفاظ على الأثرياء
15 يونيو 2025 01:23 م


أكثر الكلمات انتشاراً