الأحد، 15 يونيو 2025

12:55 م

من طهران للبنزين، حرب إسرائيل وإيران تُشعل الأسواق

السبت، 14 يونيو 2025 03:15 م

إيراان

إيراان

تحليل/ ميرنا البكري

في وسط استعدادات الناس لعطلات الصيف والرحلات على البحر، حدث شيء غير متوقع قلب كل الحسابات، حيث غيرت إسرائيل قواعد اللعبة بضربة جوية كبيرة على إيران، عملية عسكرية تسمى "الأسد الصاعد"، شارك فيها 200 طائرة، واهتزت بها المنطقة كلها بالإضافة إلى سوق الطاقة العالمي. 

وضربة مثل هذه  ليست سياسية عسكرية بل تشعل أسعار  البنزين، وترفع النفط، وتجعل العالم كله مترقب حدوث أي تطورات.

بولندا تتحصن بـ
إف- 15

 أول الشرارة، النفط يرتفع والبنزين على صفيح نار

ارتفع خام غرب تكساس 14% في ليلة واحدة، وهذه أعلى قفزة من أيام غزو أوكرانيا 2022. حيث زاد سعر البنزين في أمريكا 10 لـ 25 سنت في أيام، ومازال قابل للزيادة أكثر لو ردت إيران بقوة.
 ببساطة نحن نتحدث عن الخليج، عن مضيق هرمز الذي يعدي منه 21 مليون برميل في اليوم. فأي تهديد له، العالم يواجه ضعف  في إمدادات الطاقة.

 إف-15 وإف-16 والمسيرات، الحرب دخلت جغرافيا الاقتصاد

ما فعلته إسرائيل ليس مجرد طيران يقصف ويرجع، بل أجهزة مخابرات، وقواعد سرية داخل إيران، وطائرات مسيرة انطلقت من العمق الإيراني نفسه، وما حدث كان منظومة متكاملة:

1.إف-15: حملت قنابل ثقيلة وضربت الأهداف الاستراتيجية.

2.إف-16: كانت مرنة وسريعة وضربت بدقة.

3.إف-35: فتحت الطريق وأسكتت الدفاعات الجوية.

4.قامت المسيرات بعمل "تصفية مبدئية" للأهداف الحساسة، وكل ذلك له تكلفة اقتصادية كبيرة جدًا، ليس على إيران فقط بل على اقتصاد العالم كله.

 سيناريوهات البنزين والنفط بعد الضربة

 السيناريو الأسوأ

هو أن ترد إيران بقوة، وتقوم بإغلاق مضيق هرمز أو تهاجم ناقلات، والنفط قد يصل لـ 110 دولار، والبنزين يعود لمستويات 2022 (فوق 5 دولار للجالون)، وسلاسل التوريد تتأثر، والأسعار ترتفع.

السيناريو الأفضل

إيران ترد رد محدود لكي لا تخسر أكثر، والنفط يثبت حول 90-95 دولار، والبنزين بين الصعود والهبوط، والسوق يدخل "مراقبة" بدل “الهلع”

السيناريو المرجح حاليًا (حسب جولدمان ساكس): لا يوجد إغلاق كامل للمضيق، وتعويض من أوبك+، وسعر النفط يستقر مؤقتًا على 90 دولار، قبل أن يعود لـ 70 مع نهاية 2025 وبداية 2026.

 هل أمريكا قد تتدخل ببنزين طوارئ؟

أمريكا لديها كارت اسمه "الاحتياطي الاستراتيجي"، والوكالة الدولية للطاقة معها أكثر من 1.2 مليار برميل احتياطي طارئ. لكن هناك مشكلة أوبك لم تفضل ذلك وتقول هنا تلاعب بالسوق وسحب الاحتياطي يؤثر على الأمن الطاقي نفسه على المدى الطويل أي الكارت هذا موجود، لكن استخدامه سيكون بحساب شديد جدًا.

مصر تستورد منتجات بترولية كثيرة، وهذه الزيادات تزود علينا الفاتورة، والحكومة تحاول أن تثبت الأسعار داخليًا، لكن إذا استمر الوضع هكذا، فلابد أن يكون هناك مراجعة للأسعار.

أيضًا التوتر في الخليج يؤثر على قناة السويس كممر ملاحي بديل، وذلك قد يكون مصدر ربح إضافي، ولكن إذا لم يحدث تصعييد كبير.

اقرأ أيضًا: 

من النفط إلى حقول البستاشيو، كيف تحول اقتصاد إيران إلى محور حرب إقليمية؟

إسرائيل تهدد بحرق طهران، هجوم جديد على شمال غرب إيران

سيناريوهات الثأر الإيراني من إسرائيل.. أي جبهات قد تتحرك؟

النتائج

1. أسعار البنزين في العالم بدأت تتحرك لفوق، ومازال هناك مجال للصعود.

2. مضيق هرمز هو "زر البنزين" للعالم، وأي لمسة هناك تولع السوق.

3. إسرائيل  لم تضرب فقط بإف-15، بل أيضًا بثقة السوق واستقرار الإمدادات.

4. أمريكا ستفكر كثيرًا  قبل أن تسحب الاحتياطي.

5. أوبك+ ستكون أمام اختبار صعب بين توازن السوق وطلبات أمريكا.

6. مصر والاقتصادات المستوردة للوقود لابد أن تتحضر لأي موجة تضخم مقبلة.

ختامًا، ما حدث ليس معركة عسكرية بين إسرائيل وإيران، بل لعبة طاقة عالمية، كل صاروخ يؤثر في سعر البرميل، وكل طلعة جوية ترفع تكلفة المعيشة لدينا، والاقتصاد دخل مرحلة جديدة، وفي خضم كل هذا التصعيد، أصبح العالم يراقب أسعار البنزين لا وقع المقاتلات، فمرحلة "الضرب من السماء والوجع في الجيوب" قد بدأت بالفعل.

Short Url

search