الجمعة، 13 يونيو 2025

10:11 ص

إيلون ماسك وتحدي «الروبوت تاكسي»، الذكاء الاصطناعي في مواجهة الواقع

الخميس، 12 يونيو 2025 11:31 ص

إيلون ماسك والتاكسي الروبوت

إيلون ماسك والتاكسي الروبوت

تحليل/ ميرنا البكري

هناك شيء غريب يحدث في أوستن (عاصمة ولاية تكساس في الولايات المتحدة)، حيث قررت شركة تسلا بقيادة الملياردير "المثير للجدل" إيلون ماسك، بدء تشغيل تاكسي ذاتي القيادة بالكامل دون سائق بشري، وهذا ليس مجرد اختبار، بل أول تطبيق فعلي لرؤية ماسك الذي راهن بها على مستقبل الشركة بأكملها.

لكن المفاجأة إن ذلك يحدث في وقت صعب للغاية على تسلا، المبيعات تقع، والمنافسة تشتعل، وكله منتظر: هل تاكسي تسلا الروبوت سينقذها؟ أم سيتسبب في كوارث؟

تسلا تعتزم بدء تقديم خدمة سيارات الأجرة ذاتية القيادة في تكساس يوم 22 يونيو  مبدئيا - بوابة الشروق - نسخة الموبايل
تسلا

تسلا في منحنى الهبوط، المنافسة الصينية تقلب الموازين

المبيعات تقع، تسلا حاليًا تواجه تراجع كبير في مبيعات سياراتها الكهربائية على مستوى العالم، وذلك مع دخول منافسين أقوياء جدًا خصوصًا من الصين، وعلى رأسهم BYD. وفي نفس الوقت، المستهلكون أصبحوا مترددين في شراء سيارات كهربائية بسبب الأسعار المرتفعة ومشاكل الشحن، مما جعل النمو يتباطأ قليلًا.

 

الرهان على الذكاء الاصطناعي

يعتقد إيلون ماسك إن مستقبل تسلا ليس في السيارة كوسيلة مواصلات، لكن في إنها تتحول لكائن ذكي يتعلم ويقود لوحده، لذلك هو يراهن بكل ثقله على مشروع الـ"روبوت تاكسي" والروبوتات البشرية (Humanoid Robots) الذين لم نحصل منهم حتى الآن سوى على وعود.

 

بين الابتكار والفوضى، تجربة تكساس مع السيارات ذاتية القيادة تخرج عن السيطرة

تكساس هي ولاية قررت ترك الباب مفتوح لمن يرغب العمل في سوق السيارات ذاتية القيادة، وكانت ترى إن ذلك سيساعد على الابتكار. لكن الآن، ومع الانتشار الغير منظم لهذه السيارات، بدأت المشاكل تظهر، من دخول سيارات  مناطق ممنوعة، وتجاهل إشارات المرور التي ينفذها الضباط بأيديهم.

وهذا يعني إن هناك خلل حقيقي، مما جعل بعض السياسيين يطالبوا بتنظيم السوق. كما يوجد بالفعل قانون جديد تم تقديمه يُلزم الشركات بتقديم تصاريح وتعليمات واضحة للتعامل في الطوارئ.

 

مخاوف اقتصادية، فشل التاكسي يعتبر كارثة لسهم تسلا

الكثير من التحليلات تقول إن الجزء الأكبر من قيمة سهم تسلا في البورصة يرتكز على "الآمال" في نجاح التاكسي الذاتي وروبوتات المستقبل، وليس على مبيعات السيارات التقليدية. أي ببساطة، إذا فشل المشروع أو حدثت حوادث، قد ينسف ذلك القيمة السوقية للشركة، وإيلون ماسك نفسه قالها: “إن لم تكونوا تؤمنون بأننا سننجح في تحقيق القيادة الذاتية، فبيعوا السهم”، والرسالة واضحة، فالرهان كله على هذه التكنولوجيا.

 

واقع المشروع في الوقت الحالي

تم الإعلان عن بدء تجربة تشغيل عدد محدود من 10 إلى 20 سيارة تسلا موديل Y في مدينة أوستن، مع تطبيق مراقبة صارمة عن بُعد من قِبل موظفي تسلا. هذه السيارات لن تعمل في جميع أنحاء أوستن، بل فقط في "المناطق الآمنة" المحددة. وحتى الآن، لم تُكشف التفاصيل المتعلقة بالتسعير أو عدد الركاب أو آلية الحجز، ما يعني أن المشروع لا يزال في مرحلة "الاختبار التجريبي"، رغم الترويج له كإنجاز ثوري في مجال التنقل الذكي.

 

اقرأ أيضًا: 

تسلا تراهن على صناعة السيارات ذاتية القيادة بدلاً من الكهربائية

تسلا في مهب الريح، الصين تتحدى التفوق الأمريكي في السيارات الذكية

بالفيديو: خطوة طموحة جديدة..
سيارة ذاتية القيادة

 

توقعات وتحليلات

 إذا نجح هذا المشروع، ستحدث ثورة في سوق النقل، مما يعني إننا دخلنا عصر النقل الذكي دون سائقين، وتسلا قد تتحول لأوبر جديدة لكن دون سائق، والتكاليف ستنخفض، ومعدل الربحية يرتفع، والسهم قد يسبب طفرة تاريخية.

وإذا فشل، فسنواجه أزمة ثقة، وحوادث أو أعطال قد تضر سمعة تسلا جدًا، والمستثمرين سيفقدوا الثقة، كما إن تنظيمات جديدة قد تعرقل الانتشار، وقد نرجع مرة أخرى لنقطة الصفر بعد 10 سنوات وعود.

 من منظور أوسع، ما الذي قد يحدث للاقتصاد؟

من الممكن أن يكون هناك تأثير كبير على سوق الوظائف، وإذا نجحت السيارات ذاتية القيادة، سيؤثر ذلك على: سائقيين التاكسي، وعمال التوصيل حتى النقل العام. أي دخول الذكاء الاصطناعي بشكل عنيف في قطاع النقل، قد يؤدي لـ موجة بطالة جزئية في معظم القطاعات.

وإذا نجحت هذه التجربة، فسيشهد العالم سوق تريليوني جديد، وتقنيات الذكاء الاصطناعي ستتطور بسرعة، وبعض الشركات ستدخل المجال للمنافسة، وتتجه المدن إلى إعادة تصميم البنية التحتية.

ختامًا، تسلا لا تجرب تاكسي جديد، بل تجرب مستقبلها كله، وما سيحدث في أوستن خلال الأسابيع المقبلة، قد يكون هو الذي يحدد إذا كانت تسلا ستظل في المقدمة أم ستبدأ في الانهيار.

إيلون ماسك يلعب لعبة كبيرة جدًا بتكنولوجيا معقدة، في ظل غياب تنظيمات واضحة ومخاوف مجتمعية متزايدة، وأسواق تترقب كل خطوة. يوم 22 يونيو سيكون مهمًا جدًا، إما يولد فيه "الروبوت تاكسي" رسميًا، أو تُدفن فيه آمال كثيرة.

Short Url

search