الأربعاء، 11 يونيو 2025

09:18 ص

تسلا في مهب الريح، الصين تتحدى التفوق الأمريكي في السيارات الذكية

الثلاثاء، 10 يونيو 2025 01:05 م

تسلا

تسلا

تحليل/ ميرنا البكري

منذ بضع سنوات، عندما كان يُذكر مصطلح "السيارة الذكية"، كان الإسم الأول الذي يتبادر إلى الأذهان هو "تسلا"، وكان يُنظر إلى إيلون ماسك على أنه "ليونيل ميسي" في هذا المجال، رمزًا للابتكار والتفوق.

لكن سرعان ما تغيرت هذه الصورة، الآن، الصين دخلت السباق وليس بسرعة فقط، بل بجيش من الشركات، بأفكار وتقنيات أرخص وأسرع، والنتيجة؟ تسلا  لا تخسر تفردها فقط، بل بدأت تقلق أيضًا على مستقبلها.

هل تصبح السيارات الذكية المتصلة بالإنترنت هدفاً للهجمات السيبرانية؟
سيارة ذكية

 من "تسلا" لـ"بي واي دي"، من يقود السباق؟

في السنوات الماضية، كانت تسلا متفوقة في القيادة الذاتية، لكن الآن "بي واي دي" أصبحت تنتج سيارات كهربائية أرخص وتنافس أيضًا في التكنولوجيا الذكية.

بي واي دي لا تسبق تسلا في المبيعات، بل تقدم سيارات بذكاء صناعي متطور، وبسعر حوالي 20 ألف دولار، وشركات أخرى مثل "إكس بينج" و"ليب موتور" دخلوا المعركة، وأصبحوا يقدموا أنظمة قيادة تشبه تسلا، لكن هناك سيارات سعرها نصف أسعار تسلا؛ نظرًا لأن الحكومة الصينية تعطي دعم مباشر لتسريع التطوير.

تسلا بين رهانات القيادة الذاتية ومعركة البيانات في الصين

تسلا دخلت في مرحلة ارتباك واضحة، حيث قامت بإلغاء مشروع السيارات الكهربائية الرخيصة (التي تنتظرها الناس)، وراهنت على "تاكسي بدون سواق"، والذي من المفترض أن يتم تجربته في أوستن، تكساس هذا  بـ 10 أو 20 سيارة فقط، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نظام القيادة الذاتية جاهز؟ أم هذه مغامرة أخرى من مغامرات ماسك؟ أيضًا تسلا لديها مشكلة أخرى ضخمة في الصين وهي البيانات، والحكومة الصينية لا تسمح لتسلا أن تستخدم البيانات من سياراتها في التدريب على الذكاء الاصطناعي.في المقابل، الشركات الصينية تأخذ راحتها على الآخر، وتستخدم البيانات لكي تطور أنظمتها بسرعة مرعبة.

هواوي لا تقلد تسلا، بل تعيد كتابة قواعد اللعبة

دخلت شركة هواوي السوق بسيارات ذكية مثل "آيتو إم 9"، مزودة بأنظمة متقدمة تجعل السيارة تمشي في شوارع مزدحمة ومعقدة دون تدخل بشري، وذلك ليس استعراض تكنولوجي، بل دليل على إن الصين لا تقلد تسلا، بل تعيد تعريف اللعبة.

الكاميرات وحدها لا تكفي، المنافسون يرفعون سقف القيادة الذاتية

استطاعت شركات مثل BYD إنشاء نظام قيادة ذاتية به رادار و"ليدار"، وتكلفته تقريباً نفس تكلفة نظام تسلا الذي يعتمد على كاميرات فقط، أي ببساطة المنافسين يقدموا تقنيات أكثر، وبجودة أعلى وبنفس الأموال أو أقل. هذا معناه إن استراتيجية تسلا في تقليل التكاليف بتقليل الحساسات قد  تكون ترجعها للخلف وليس للأمام.

اقرأ أيضًا: 

«بعد المحبة عداوة»، أسهم «تسلا» تهبط لأدنى مستوياتها بعد صدام ترامب وماسك

تراجع «أسهم تسلا» 14% وخسائر 150 مليار دولار بسبب خلافات ترامب وماسك

Tesla and BYD announce historic alliance: Their common enemy is terribly  dangerous
تسلا و BYD

 توقعات، أين المستقبل؟ ومن سيفوز بالسباق؟

1. لابد أن تراجع تسلا استراتيجيتها بسرعة، وإلا ستفقد مكانتها ليس في السوق الصيني، لكن أيضًا في السوق العالمي.

2. الشركات الصينية مرشحة تقود السوق العالمي في القيادة الذاتية خلال 3 لـ 5 سنوات قادميين، خاصة في الأسواق الناشئة التي تبحث عن الجودة والسعر.

3. القيادة الذاتية ليس رفاهية في الوقت لحالي، بل سلاح اقتصادي واستراتيجي في الحرب التكنولوجية بين أمريكا والصين.

4. هواوي قد تتحول لقوة عملاقة في مجال التنقل الذكي، خصوصًا إذا استطاعت أن تدمج بين خبرتها في الذكاء الاصطناعي وقطاع السيارات.

ختامًا، الصين لا تضع نفسها  في ساحة القيادة الذاتية فقط،  بل تدخل بكل قوتها من دعم حكومي، تقنيات متطورة، وشركات جاهزة تغير قواعد اللعبة. وتسلا؟ أمامها تحدي كبير. إما تبتكر بسرعة، إما تستعد لتسيب المركز الأول.

Short Url

search