الإمارات والسباق نحو العقارات الصناعية الفاخرة، الطلب يسبق العرض والجودة لم تعد رفاهية
الإثنين، 09 يونيو 2025 10:31 م

العقارات الصناعية الإماراتية
في قلب المشهد الصناعي الإماراتي المتغير، تبرز ظاهرة لافتة ألا وهي الهروب نحو الجودة، حيث لم يعد الأمر مجرد توجه عالمي، بل بات واقعًا ملموسًا ينعكس مباشرة على أسعار الإيجارات ونمط الاستثمار في واحدة من أكثر أسواق العقارات ديناميكية في المنطقة.

ففي ظل قفزات إيجارية مزدوجة بين 10.9% في أبوظبي و12.5% في دبي وبلوغ الإيجار حدود 401 درهم للقدم المربع في العاصمة و42 درهم في دبي، يبدو واضحًا أن أصحاب العقارات هم من يمسكون بزمام التفاوض، لا المستأجرين.
وبينما تصطف الشركات على قوائم انتظار لاستئجار المستودعات، يندفع المطورون العقاريون لإطلاق مشاريع جديدة، أملاً في اللحاق بطلب لا يكاد يُلبى.
لماذا هذا الإقبال على العقارات عالية الجودة؟
في عالم يزداد تعقيدًا اقتصاديًا وتكنولوجيًا وبيئيًا، لم تعد العقارات مجرد مساحة تشغيل، بل أداة استراتيجية تعكس هوية المؤسسة وتدعم أهدافها المستقبلية.
الجودة اليوم لا تعني فقط التصميم الجمالي أو الحداثة، بل تشمل الموقع، الاستدامة، التكنولوجيا، والقدرة على جذب الكفاءات، وكما يوضح لورينزو بياسينتينو، المدير الاستشاري في JLL لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وبينما تعيد الشركات العملاقة مثل GE Healthcare وعملاق الأجهزة الطبية العالمي هيكلة محافظها العقارية، تظهر بيانات الميدان أن هذا التوجه لا يقتصر على الأسواق الغربية، بل يتغلغل أيضًا في مراكز إقليمية صاعدة مثل الإمارات.
اقرأ أيضًا:
وكالة فيتش تتوقع انخفاض أسعار عقارات في دبي بنسبة 15% خلال 18 شهرًا
هل انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية سيهز سوق العقارات في دبي؟
العقارات الصناعية من مخازن تقليدية إلى مراكز ابتكار وتشغيل ذكي
شهدت المناطق الصناعية بالإمارات تحولًا نوعيًا، فما كان يُعرف بالمستودعات والمخازن، أصبح اليوم فضاءً تكنولوجيًا يواكب متطلبات العصر من أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى الروبوتات وسلاسل الإمداد فائقة السرعة.
الشركات العاملة في مجالات مثل التكنولوجيا الحيوية، والتصنيع الذكي، والخدمات اللوجستية، باتت تبحث عن منشآت تدعم التشغيل الهجين، وتوفر اتصالًا رقميًا مستمرًا، وتعكس التزامًا بالاستدامة.
دراسة أجرتها JLL تكشف أن 30% من الطلب على العقارات الخضراء لن يُلبى بحلول 2025، وقد ترتفع هذه النسبة إلى 70% بحلول 2030 ما يضع السوق في مواجهة مع تحديات العرض وفرص ذهبية للمستثمرين الجريئين.

الجاذبية لا تُقاس بالموقع فقط بل بالتجربة
في سباق الشركات لجذب أفضل المواهب، لم يعد كافيًا أن يكون العقار في منطقة حيوية أو قريبًا من شبكة المواصلات، الجودة باتت تُقاس بقدرة المساحة على تحفيز الإبداع، دعم العمل الجماعي، وتوفير تجربة عمل مرنة وشخصية سواء كان ذلك في المكاتب أو المصانع أو مراكز البيانات.
وتُظهر الأمثلة من الأسواق العالمية من شركات مالية توفر مئات ملايين الدولارات عبر تحسين استراتيجيات مواقعها، إلى مؤسسات رعاية صحية تُعيد التوسع اعتمادًا على التحليل الجغرافي المتقدم أن النجاح في العقار اليوم يعني ذكاءً في البيانات لا فخامة في الواجهات فقط.
اقرأ أيضًا:
الإسكان فى دبي يكتمل والنمو السكانى يتزايد (فيديو)
موانئ دبي وأبوظبي تتنافس لإنشاء مدن صناعية في مصر
الفجوة تتسع بين الفخامة والوظيفية
لكن ليس كل ما يلمع ذهبًا، فبينما تزدهر العقارات من الفئة A، تشهد الفئات الأقل جودة زيادة في الشواغر والمخاطر المالية.
في الولايات المتحدة مثلًا، خسرت المباني القديمة أكثر من 400 مليون قدم مربع من الإشغال منذ 2020، في حين اكتسبت المباني الحديثة حوالي 150 مليون قدم مربع.
الوضع مشابه وإن لم يكن بنفس الحدة في الإمارات، حيث تتجه معظم الشركات إلى تقليص حجم مواقعها، ولكن برفع معايير الجودة بشكل حاد.

ما الذي تعنيه هذه الديناميكيات للإمارات؟
بالنسبة لدولة تسعى لأن تكون مركزًا صناعيًا ولوجستيًا إقليميًا، فإن هذا التحول يعني أكثر من مجرد تغيير في شكل العقارات، إنه يمثل فرصة استراتيجية للإمارات لجذب استثمارات نوعية، ودعم تنافسية اقتصادها غير النفطي، وتوسيع دورها في سلاسل القيمة العالمية.
لكن هذه الفرصة تتطلب من المطورين والمستثمرين التحرك بسرعة، وبذكاء، وبجرأة، فالعقار اليوم لم يعد سلعة تُعرض وتُؤجر فقط، بل أداة تنموية ذات بعد استراتيجي متكامل.
من يملك الجودة يملك السوق
في سوق العقارات الصناعية الإماراتية، الجودة لم تعد ميزة إضافية بل ضرورة، الطلب مرتفع، المعروض المحدود، والمستقبل ينتظر من يتحرك الآن، فهل أنت مستعد للسباق؟
Short Url
الموعد النهائي للتقديم على الأراضي بمنطقة الحزام الأخضر بأكتوبر، تفاصيل
09 يونيو 2025 03:19 م
110 كم من التطوير، محاور القاهرة الجديدة تُحدث نقلة نوعية في البنية التحتية
09 يونيو 2025 02:12 م
لمحدودي ومتوسطي الدخل، قروض التمويل العقاري من بنك التعمير والإسكان
09 يونيو 2025 01:30 ص


أكثر الكلمات انتشاراً