الجمعة، 06 يونيو 2025

11:36 ص

قطاع التشييد، حصان أسود يدفع عجلة النمو السعودية لاقتصاد ما بعد النفط

الثلاثاء، 03 يونيو 2025 11:22 ص

المملكة العربية السعودية

المملكة العربية السعودية

تحليل/ ميرنا البكري

رغم التحديات التي تمر بها المنطقة والعالم، أثبت القطاع الخاص غير النفطي في السعودية إنه مازال يقف على قدميه، ويتحرك للأمام بثقة. في مايو 2025، شهدنا انتعاشة ملحوظة في مؤشرات النشاط، والسبب الأساسي: هو إن الطلب راجع مرة أخرى، وثقة الشركات بدأت ترتفع، وسلاسل التوريد تتحسن.

The Narrative of Modernity in Riyadh – DOM publishers
السعودية

النشاط الاقتصادي يتنفس بهدوء، مؤشر مايو يعكس توسعاً معتدلاً

وصل المؤشر (مؤشر مديري المشتريات) لـ 55.8 نقطة في مايو، بعد ما كان 55.6 في أبريل، وهذا الرقم فوق مستوى الـ 50، ويعني إن النشاط الاقتصادي في منطقة التوسع. رغم إنه أقل من الذروة التي كانت 60.5 في بداية العام، لكنه يؤكد إن الاقتصاد لا يتراجع، لكنه يتنفس قليلًا، وما نستطيع أن نفهمه إن القطاع الخاص في فترة انتقالية يمشي بخطوات ثابتة.

الطلب في السعودية ينتعش، مؤشرات قوية تعيد السوق إلى النشاط

ارتفعت الطلبات الجديدة بشكل واضح، بعد ما كانت في أبريل عند أضعف مستوى لها من 8 شهور، والمؤشر الفرعي للطلبات الجديدة قفز لـ 62.5 نقطة، بعد ما كان 58.6، والذي ساعد في ذلك هو تسويق أقوى من الشركات، وقوة في المبيعات، وزيادة الطلب المحلي وتوسع بسيط في الصادرات (رغم إنها ببطء)، أي نستطيع أن نقول إن السوق  السعودي بدأ يفتح "الشهية" مرة أخرى، والمستهلك عاد للشراء.

 قطاع التشييد، الحصان الأسود الذي يجر العجلة

وضح المسح إن قطاع التشييد والبناء هو الذي كان يقود النمو، سواء في النشاط أو الطلبات الجديدة.
وذلك منطقي في ظل المشاريع العملاقة التي تعمل السعودية عليهاضمن "رؤية 2030" مثل نيوم، ذا لاين، والمناطق الاقتصادية الخاصة، والاستثمار في البنية التحتية  لا يشغل المقاولين فقط، بل يخلق طلب على مواد البناء، عمالة، نقل، وخدمات مساندة.

الشركات تزيد التوظيف وتسارع الشراء لمواكبة الطلب المتصاعد

قامت الشركات بتزويد التوظيف لتواكب النمو في الطلب والإنتاج، كما إن عمليات الشراء سجلت أسرع وتيرة نمو من مارس 2024. والسبب؟ إن الناس تريد اللحاق بالطلب قبل ما يكبر أكتر، خصوصاً مع تحسن سلاسل التوريد وأوقات التسليم التي كانت مأزق كبير قبل ذلك.

اقرأ أيضًا:

السعودية تقود قطاع النقل والخدمات اللوجستية في الخليج

الاقتصاد الرقمي بالسعودية، المملكة تطوّع الذكاء الاصطناعي لخدمة مستهدفات رؤية 2030

 

4 مشاكل رئيسية تواجه قطاع البناء والتشييد في المملكة العربية السعودية –  Binex
قطاع التشييد والبناء في السعودية

ارتفاع تكاليف الإنتاج وضغوط على الأسعار للحفاظ على العملاء

ارتفعت أسعار مدخلات الإنتاج (كـ المواد الخام) بشكل كبير؛ بسبب ارتفاع رسوم الموردين. ومع ذلك، الشركات خفضت أسعار البيع وخاصة في قطاع الخدمات. وذلك لأن السوق لا يتحمل زيادات، فالشركات استمرت في الضغط على هامش الربح قليلًا لكي تحافظ على عملاءها.

 ثقة الأعمال، أعلى مستوى من سنة ونصف

التفاؤل عاد بقوة في مايو، والشركات أصبحت لديها ثقة أعلى بكثير من الأشهر الماضية.السبب؟ الطلب عاد وهناك خطط توسعية، وفي إحساس إن السوق راجع  مرة أخرى، وهذه الثقة مهمة جدًا، لانها تجعل الشركات تستثمر، وتعين، وتفتح خطوط إنتاج وخدمات جديدة.

ملخص أداء السوق السعودي في مايو 2025، نمو مستمر وثقة متزايدة

أبرز النتائج في مايو 2025 توضح إن مؤشر مديري المشتريات وصل لـ 55.8 نقطة، ارتفع قليلًا عن أبريل الذي كان عند 55.6. والطلبات الجديدة زادت بشكل واضح ووصلت لـ 62.5 نقطة بعد ما كانت 58.6 في أبريل. وثقة الأعمال وصلت لأعلى مستوى لها في 18 شهر، والتوظيف في زيادة مستمرة. رغم إن أسعار مدخلات الإنتاج (مثل المواد الخام) ارتفعت، إلا إن أسعار البيع هبطت قليلًا؛ لأن السوق لا يستطيع تحمل زيادة كبيرة. وبالنسبة لقطاع التشييد، هو كان الأكثر نمو واستمر في الصعود بشكل واضح.

ختامًا، تعتبر الأحداث في مايو 2025 هي بداية انتعاشة قوية في القطاع الخاص غير النفطي في السعودية.
ومؤشر على إن هناك طلب حقيقي، هناك مشاريع تعمل، وهناك شركات تتحرك للأمام رغم ارتفاع التكاليف، لكن الرسالة الأهم: إذا استمرت الحكومة في دعم القطاع، وسلاسل التوريد احتفظت بمرونتها، السعودية ستكون واحدة من أسرع الاقتصادات غير النفطية نمواً في المنطقة خلال الـسنة المقبلة.

Short Url

search