الاقتصاد الرقمي بالسعودية، المملكة تطوّع الذكاء الاصطناعي لخدمة مستهدفات رؤية 2030
السبت، 31 مايو 2025 05:37 م

الاقتصاد الرقمي السعودي
في ظل التغيرات العالمية المتسارعة، لم يعد التحول الرقمي خيارًا بل ضرورة استراتيجية تفرضها تحديات الحاضر وفرص المستقبل، وتبرز المملكة العربية السعودية كنموذج ملهم في هذا المجال، حيث تتبنى رؤية طموحة تستهدف بناء اقتصاد رقمي متكامل، يعزز كفاءة الأداء، ويحفز النمو، ويخلق فرصًا وظيفية واستثمارية غير مسبوقة.
البنية التحتية.. أساس الانطلاقة الرقمية
الاقتصاد الرقمي لا يزدهر دون أساس متين، ولهذا أولت المملكة اهتمامًا بالغًا بتطوير بنيتها التحتية الرقمية، حيث استثمرت مليارات الريالات في توسيع سعة البيانات، والتي نمت بنسبة 42% خلال عام 2023، لتصل إلى 2905 جيجابايت.
هذه الأرقام تعكس مدى الجاهزية الرقمية التي تسعى الحكومة إلى تحقيقها كجزء من مستهدفات رؤية 2030، والتي تنص صراحة على بناء اقتصاد متنوع يعتمد على الابتكار والتقنية.
اقتصاد رقمي يغير قواعد اللعبة
في عام 2024، بلغ حجم السوق الرقمي السعودي نحو 495 مليار دولار، أي ما يعادل 381 مليار ريال من الناتج المحلي الإجمالي، هذه الأرقام تؤكد أن الاقتصاد الرقمي لم يعد مجرد قطاع ناشئ، بل أصبح ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني.
وهو يسهم فعليًا في خلق فرص عمل جديدة، وتقليل معدلات البطالة، من خلال تحفيز قطاعات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء.
اقرأ أيضًا:
بين التكامل والابتكار، المملكة تعظم المحتوى المحلي لدعم اقتصاد ما بعد النفط
الوظائف في قلب التحول السعودي، كيف يشكل التوظيف مستقبل اقتصاد 2030؟
التحول الرقمي الحكومي.. خدمات أسرع وحوكمة أفضل
انطلقت المملكة مبكرًا في رحلة التحول الرقمي الحكومي، عبر مشاريع كبرى تشمل الخدمات الإلكترونية، وتفعيل التعاملات المالية الرقمية، وتسهيل التجارة الإلكترونية.
واليوم، أصبحت 97% من الخدمات الحكومية في السعودية مؤتمتة وقابلة للتنفيذ عن بُعد، وتُظهر تجربة منصة “أبشر” أو “توكلنا” كيف يمكن للتقنية أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة المواطن والمقيم.

القطاع الخاص.. شريك استراتيجي في الرقمنة
لم يكن القطاع الحكومي وحده في مقدمة التحول، بل دخل القطاع الخاص على الخط بقوة، مستثمرًا نحو 180 مليار دولار في التقنيات الرقمية خلال 2024.
وقد لعبت الشركات الناشئة دورًا محوريًا في تقديم حلول مبتكرة، خاصة في مجالات التجارة الإلكترونية، والتعليم الرقمي، والخدمات اللوجستية الذكية.
هذا التكامل بين القطاعين العام والخاص خلق بيئة محفزة على الابتكار وريادة الأعمال، وأسهم في جعل السعودية مركزًا رقميًا إقليميًا ينافس عالميًا.
اقرأ أيضًا:
الاقتصاد الرقمي السعودي، صعود متسارع يرسخ مكانة المملكة في العصر الرقمي
السعودية 2024، قفزات نوعية في ريادة الأعمال والتحول الرقمي
ريادة إقليمية وتصنيفات عالمية مشرفة
وفقًا لتقارير دولية، تحتل السعودية المرتبة الرابعة عالميًا في سرعة شبكة الجيل الخامس، والأولى عربيًا في جودة الخدمات الحكومية الرقمية.
كما أن انتشار الإنترنت الذي بلغ 99.9% من السكان، جعل من المملكة بيئة خصبة للتحول الرقمي الشامل، بدءًا من التعليم والرعاية الصحية، وصولًا إلى الأنشطة التجارية والخدمية.
الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة.. أسلحة تنافسية جديدة
تحرص المملكة على الاستفادة من أحدث أدوات العصر، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، وقد خصصت استثمارات بنحو 55 مليار دولار في هذا المجال، لتعزيز مكانتها على خريطة الاقتصاد الرقمي العالمي، والمساهمة في اتخاذ قرارات دقيقة مدعومة بالبيانات، مما يدعم الاستدامة وفعالية الخدمات.

نظرة مستقبلية.. إلى أين تتجه السعودية؟
بحسب الخطط الحالية والرؤية المستقبلية، فإن الاقتصاد الرقمي السعودي يسير بخطى واثقة نحو الريادة، ويتوقع له أن يحتل مركزًا متقدمًا بين أكبر 20 اقتصادًا رقميًا عالميًا.
وستظل السعودية، بفضل قيادتها واستثماراتها الذكية، نقطة جذب عالمية للشركات التقنية، والمشاريع الريادية، والمواهب الرقمية.
ما يحدث في السعودية اليوم ليس مجرد رقمنة خدمات، بل إعادة صياغة كاملة لمفهوم الاقتصاد. إنها تحول استراتيجي عميق، تُبنى عليه طموحات المستقبل، وتُرسم من خلاله ملامح دولة رقمية عصرية تستند إلى المعرفة والابتكار والتقنية، وتضع الإنسان في قلب التنمية.
Short Url
"بنتائج مالية إيجابية واستحواز للقطاع الخاص" أحدث التطورات الاقتصادية الأخيرة بمصر
01 يونيو 2025 08:52 م
أين تكمن المشكلة؟، 35% من مشاريع الذكاء الاصطناعي تفشل بسبب تكاليف غير متوقعة
01 يونيو 2025 03:00 م
قمة G7 على الأبواب، الدول تجهز نفسها لمواجهة اقتصادية حامية
01 يونيو 2025 01:39 م


أكثر الكلمات انتشاراً