الأربعاء، 04 يونيو 2025

06:54 ص

«الزوارق الكهربائية»، رفاهية صديقة للبيئة تُعيد تشكيل سوق بحرية بـ57.7 مليار دولار

الإثنين، 02 يونيو 2025 01:01 م

الزوارق الكهربائية

الزوارق الكهربائية

في عالم يزداد شغفاً بالتكنولوجيا المستدامة، بدأت موجة جديدة من الابتكار تكتسح قطاع الترفيه البحري، لم يعد امتلاك شاحنة كهربائية فاخرة أو مقطورة سفر عالية التقنية قمة ما يمكن للمستهلك الطموح اقتناؤه. 

الزوارق الكهربائية

الآن، حان وقت الزوارق الكهربائية، وسيلة الترف الفاخر الجديدة التي تعد بانعدام الانبعاثات، وصمت المحرك، ومتعة لا تقل عن تسارع السيارات الخارقة.

من البر إلى البحر وشركات ناشئة تقود التحول

كما فعلت شركات مثل تسلا وريفيان في قطاع السيارات، تسير شركات ناشئة مثل آرك بوت (Arc Boat) وإكس شور (Xshore) على النهج ذاته، بدءًا من طرز فاخرة عالية السعر تُمول التوسع المستقبلي نحو أسواق أوسع.

شركة آرك، التي أسسها مهندسون سابقون في سبيس إكس وتسلا، بدأت بإنتاج محدود لطرازها الأول آرك ون بسعر 300 ألف دولار، ثم كشفت في مايو عن آرك كوست بسعر 168 ألف دولار، بعد نجاح طراز آرك سبورت المصمم لرياضات الماء.

وفي السويد، تقدم إكس شور طرازات بأسعار تبدأ من 139 ألف دولار، وتصل إلى 269 ألفًا، مستهدفة شرائح تبحث عن التميز والاستدامة معًا.

اقرأ أيضًا:

«تعرف على سعره»، أول مركب كهربائي مصري يسير 50 ميل بشحنة واحدة

غدا افتتاح معرض القاهرة الدولي لليخوت والقوارب بمشاركة 120 علامة تجارية

الاقتصاد الأخضر يطفو على سطح المياه

رغم أن الزوارق الكهربائية ما زالت تمثل شريحة ضئيلة في سوق أميركية تبلغ قيمتها 57.7 مليار دولار، إلا أن مزاياها واضحة، صمت شبه تام، تسارع فوري، صيانة منخفضة، وغياب تام للانبعاثات أو التلوث النفطي.

تقول آرك إن بطارية زورق سبورت بسعة 226 كيلوواط/ساعة ومحرك بقوة 500 حصان تتيح للركاب جولات بحرية تستمر حتى 5 ساعات بشحنة واحدة، وهو نطاق يعتبر كافيًا للأنشطة الترفيهية اليومية. 

أما على صعيد التجربة، فالصعود على متن هذه الزوارق يبدو أقرب إلى ركوب تسلا رودستر على سطح الماء، مع عزم لحظي وتسارع أشبه بهبوط قطار ملاهي منحدر.

الزوارق الكهربائية 

من يشتري الزوارق الكهربائية؟

لا تزال الأسعار عائقًا، متوسط أسعار الزوارق الكهربائية الحديثة يتجاوز 200 ألف دولار، ما يجعلها ضمن فئة المنتجات الفاخرة، تمامًا كما حصل في المراحل الأولى لسيارات تسلا، لكن ذلك لا يمنع شريحة جديدة من العملاء من الإقبال.

يقول إريك بينزون، المدير السابق في تسلا والمؤسس المشارك لإلكتريفايد مارينا، إن 40% من مبيعاته تذهب لمشترين جدد بالكامل على سوق الزوارق، معظمهم من مالكي سيارات كهربائية يرغبون في توسيع تجربتهم التكنولوجية إلى البحر. 

فبالنسبة إليهم، الميزة الكهربائية تعني قلة في المتاعب، وانخفاضًا في التكلفة التشغيلية، وتجربة قيادة أكثر هدوءًا وسلاسة.

اقرأ أيضًا:

كنز اقتصادي عائم، كيف تغيّر سياحة اليخوت خريطة الاستثمار السياحي في مصر؟

8.9 مليار دولار في 2025، تأجير اليخوت يتحول إلى بيزنس عالمي رابح

البنية التحتية قيد التحضير، والسوق تتغير

رغم غياب بنية شحن مخصصة واسعة كما في الطرق السريعة، فإن معظم المرافئ توفر حاليًا الكهرباء لأغراض تشغيلية، وهو ما يمكن استغلاله لشحن الزوارق. 

ويشير بينزون إلى أن القلق من التكلفة والمدة هو الشاغل الرئيسي للعملاء المحتملين، لكن تجربة الزوارق على الماء تحسم القرار غالباً لصالح الشراء.

في الوقت نفسه، بدأت شركات صناعة الزوارق التقليدية بطرح نماذج كهربائية، وإن كان بوتيرة أبطأ، ولا تزال الشركات الناشئة هي المحرك الرئيسي لهذا التحول، مدفوعة بتركيزها على الأداء والتصميم والمفهوم الكامل للنقل المستدام.

الزوارق الكهربائية

قراءة اقتصادية.. قطاع في مرحلة ما قبل الانطلاق

ما يحدث في سوق الزوارق الكهربائية يعيد إلى الأذهان ما جرى في بدايات سوق السيارات الكهربائية قبل أكثر من عقد. الشركات الناشئة تتصدر المشهد، التكنولوجيا تتطور بسرعة، والبنية التحتية تتوسع تدريجيًا.

في 2024، بيع أكثر من 230 ألف زورق في الولايات المتحدة وحدها، ما يعني أن حتى دخول نسبة صغيرة من هذه السوق إلى المسار الكهربائي قد يعني فرصًا استثمارية ضخمة، لكن كما هو الحال مع أي تحول تقني، التحدي الأكبر لا يكمن في الإقناع، بل في التسعير والإنتاج بكميات كبيرة.

ومع تباطؤ المبيعات في سوق الزوارق التقليدية بنسبة -9% في 2024 و-5% في بدايات 2025، قد يكون التغيير مطلوبًا ليس فقط بيئيًا، بل تجاريًا أيضًا. 

الزوارق الكهربائية تقدم فرصة لجذب شريحة عمرية أصغر، تبحث عن تجربة تقنية تتكامل مع أسلوب حياتهم المعتمد على الطاقة النظيفة.

الزوارق الكهربائية

الترفيه البحري يغير وجهه

ربما لن تصبح الزوارق الكهربائية منتجًا شعبيًا خلال سنوات قليلة، لكنها تفرض نفسها بالفعل كعنصر من عناصر الترف المستدام، وفي عالم تعيد فيه التكنولوجيا رسم خريطة كل قطاع من الزراعة إلى الفضاء، من المنطقي أن تصل الموجة إلى المياه المفتوحة أيضًا.

في هذا القطاع، لا تبحث الشركات فقط عن بيع قارب فاخر جديد. بل تسعى كما قال ميتش لي، مؤسس آرك إلى تحديث الصناعة البحرية بأكملها، فهل نحن أمام نسخة بحرية من تسلا؟ الزمن وحده كفيل بالإجابة، لكنه زمن يتحرك بسرعة فائقة على سطح ماء هادئ.

Short Url

search