كنز اقتصادي عائم، كيف تغيّر سياحة اليخوت خريطة الاستثمار السياحي في مصر؟
الثلاثاء، 20 مايو 2025 12:01 م

سياحة اليخوت
تعتبر سياحة اليخوت واحدة من أكثر الأنشطة جذبًا للنخبة والأثرياء، في عالم السياحة الفاخرة، نظرًا لما توفره من خصوصية ورفاهية وتجارب بحرية فريدة.
ومع الارتفاع المستمر في الطلب على هذا النوع من السياحة عالميًا، تسعى مصر إلى تعزيز موقعها على خريطة سياحة اليخوت، عبر استراتيجية شاملة تتضمن تحسين البنية التحتية، وتبسيط الإجراءات، وجذب الاستثمارات.
سياحة الأثرياء ومليارات الدولارات
وتصنف سياحة اليخوت باعتبارها نمطًا سياحيًا عالي الإنفاق، حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن إنفاق السائح في هذا القطاع يزيد بنسبة 94% عن السائح العادي.

وتستحوذ منطقة البحر الأبيض المتوسط على نحو نصف حركة اليخوت عالميًا، إذ تستقبل أكثر من 30 ألف يخت سنويًا، بإجمالي إنفاق يصل إلى نحو 12 مليار دولار، دون احتساب ما ينفقه السائحون على البر.
سياحة اليخوت محرك للتوظيف وصناعة متكاملة
لا تقتصر أهمية سياحة اليخوت على عائداتها المباشرة فقط، بل تمثل أيضًا ركيزة مهمة لتوليد فرص العمل. فكل يخت يوفر نحو 5 فرص توظيف مباشرة، إلى جانب نحو 100 فرصة عمل غير مباشرة في قطاعات الفنادق، والخدمات، وشركات السياحة، والصناعات الداعمة.
سوق تأجير اليخوت العالمي في نمو متسارع
وبلغ حجم سوق تأجير اليخوت العالمي في عام 2024 نحو 8.33 مليار دولار، ومن المتوقع أن ينمو ليصل إلى 8.98 مليار دولار في 2025، على أن يواصل الصعود تدريجيًا ليحقق 15.53 مليار دولار بحلول 2032، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ نحو 8.1%، بحسب تقرير صادر عن مؤسسة Fortune Business Insights.
ويأتي هذا النمو مدفوعًا برغبة الأفراد في خوض تجارب سفر غير تقليدية، وارتفاع الدخول في الطبقات المتوسطة والعليا، فضلًا عن تصاعد الاهتمام العالمي بالسياحة المستدامة.
مصر تدخل المنافسة في سياحة اليخوت بخطة استراتيجية
وفي ظل الإمكانات البحرية الكبيرة التي تمتلكها مصر على شواطئ البحرين الأحمر والمتوسط، بدأت الدولة تنفيذ استراتيجية متكاملة لجذب سياحة اليخوت.
اقرأ أيضًا: أهم المعلومات عن منصة سياحة اليخوت المحلية

وشكلت لهذا الغرض لجنة وزارية عليا برئاسة وزير النقل وعضوية وزارات السياحة والمالية والاتصالات والجهات المعنية، بهدف تسهيل الإجراءات وتحفيز الاستثمار في هذا القطاع.
منصات رقمية وتسهيلات غير مسبوقة
وضمن خطوات تفعيل الاستراتيجية، أطلقت الحكومة المصرية في فبراير الماضي منصة سياحة اليخوت العالمية، والتي تهدف إلى تسهيل تقديم الخدمات الخاصة باليخوت السياحية في مختلف المراين، إلى جانب تنظيم العلاقة بين المستثمرين ومالكي اليخوت، وتحسين الحوكمة في هذا القطاع.
وتتكامل هذه المنصة مع النافذة الرقمية الواحدة لليخوت الأجنبية التي أطلقتها وزارة النقل عام 2022، والتي تتيح لمالك اليخت تسجيل بياناته بالكامل والحصول على موافقة رسمية في غضون 30 دقيقة فقط، بدلًا من الإجراءات التي كانت تستغرق ما بين 15 و30 يومًا سابقًا.
كما توفر النافذة خدمة إصدار فاتورة موحدة تحصل إلكترونيًا بالدولار الأمريكي.
مشروعات تطوير المراين البحرية
لمواكبة النمو المستهدف، تعمل الدولة على تطوير وإنشاء عدد من المراين البحرية الجديدة، منها ميناء دولي في مدينة العلمين الجديدة، ومارينا في مدينة الجلالة بطاقة استيعابية تصل إلى 333 يختًا، بالإضافة إلى خطة لإنشاء مارينا دولي بالساحل الشمالي يستوعب أكثر من 260 يختًا.
كما تمت الموافقة على إنشاء مارينا لليخوت على مساحة 10.5 مليون متر مربع ضمن مشروع رأس الحكمة، يستهدف جذب ما يصل إلى 50% من حركة سياحة اليخوت في البحر المتوسط.
اقرأ أيضًا: كل ماتريد معرفته عن منصة سياحة اليخوت المحلية

مدينة رشيد.. مركز صناعة اليخوت في مصر
وتعتبر مدينة رشيد واحدة من أبرز مراكز صناعة وصيانة اليخوت في مصر حاليًا، بما تمتلكه من مقومات جغرافية وفنية تؤهلها لتكون مركزًا إقليميًا لصناعة اليخوت.
أنواع اليخوت التي تنتج في مدينة رشيد
وتتنوع اليخوت التي تنتج في مدينة رشيد بين:
اليخوت الصغيرة، والتي تستخدم في رحلات اليوم الواحد وتطلب من قبل شركات الغوص، وسعرها يتراوح بين 3 إلى 4 ملايين جنيه.
يخوت السفاري، تستخدم في الرحلات البحرية الطويلة وتطلب من شركات السياحة الكبرى، وسعرها يتجاوز 20 مليون جنيه.
يخوت “البرايم”، وهي مخصصة للأثرياء وكبار رجال الأعمال، ويختلف سعرها حسب التجهيزات المطلوبة.
آفاق واعدة في الشرق وأوروبا تهيمن
رغم أن أوروبا ما زالت تهيمن على سوق تأجير اليخوت بنسبة بلغت 70% في عام 2023، بفضل موانئها المتطورة وسواحلها المميزة، إلا أن التوقعات تشير إلى أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ ستكون الأسرع نموًا خلال السنوات المقبلة، بفضل الطفرة في الأنشطة الترفيهية البحرية في دول مثل أستراليا وتايلاند وسنغافورة.
ولم تعد صناعة سياحة اليخوت ترفًا ورفاهية، بل فرصة اقتصادية واعدة تنمو بمعدلات متسارعة عالميًا، وفي ظل ما تبذله مصر من جهود لتطوير البنية التحتية وتبسيط الإجراءات، تبدو في موقع مثالي لتكون إحدى الوجهات الرائدة في هذا القطاع خلال السنوات القادمة.
اقرأ أيضًا: 8.9 مليار دولار في 2025، تأجير اليخوت يتحول إلى بيزنس عالمي رابح
Short Url
من الصين إلى أفريقيا، السيارات الكهربائية تغير خريطة الاقتصاد العالمي
20 مايو 2025 03:39 م
مفاوضات اليابان مع أمريكا على حافة الانهيار وطوكيو تصمم على "إلغاء الجمارك"
20 مايو 2025 12:21 م
صداع اقتصادي مفاجئ، نقص الغاز يعصف بمصانع الأسمدة المصرية ويهدد التصدير
20 مايو 2025 12:18 م


أكثر الكلمات انتشاراً