بين الذكاء الاصطناعي والسياسة، مستقبل سلاسل الإمداد العالمية تحت المجهر
السبت، 31 مايو 2025 07:35 م

سلاسل الإمداد العالمية
تحليل/ ميرنا البكري
في آخر 10 سنوات، حدثت هزات قوية في سلاسل الإمداد على مستوى العالم، وخصوصًا في قطاع التجزئة. كورونا كانت البداية، وبعدها الحروب (مثل الحرب الروسية الأوكرانية)، وأزمات الشحن، والرسوم الجمركية، وتغيرات في سلوك المستهلك، وأيضًا الذكاء الاصطناعي دخل بقوة.
والنتيجة؟ الشركات كلها سواء تجزئة أو تصنيع أو نقل أصبحت في حالة توتر وقلق دائم.
والسؤال الذي يطرح نفسه: متى تستقر الأسواق؟ وكيف نجهز أنفسنا للفترة المقبلة؟ الجواب: قد نصل لاستقرار نسبي، لكن لابد من تغيير الطريقة، سنقوم بتحليل الوضع استنادًا إلى التقرير الصادر من شركة kearney بعنوان “سلاسل الإمداد في تجارة التجزئة نحو 2030: ما بعد العواصف، هل حان وقت الاستقرار؟”

3 أسئلة يحركوا السوق، من يشتري؟ وماذا؟ ولماذا؟
ما هي الأشياء التي يقبل الناس على شرائها؟
الفترة من (2010 لـ 2020): الناس كانت تبحث عن الراحة والسعر الرخيص.
الفترة من 2021 لـ 2025: التركيز أصبح على "القيمة" أي منتجات مفيدة فعلاً أو لها معنى.
2030: السوق أصبح مستقطب أكتر، بمعنى آخر مزيج بين الفخامة والحد الأدنى مع تخصيص متزايد في المنتجات.
كما إن الأفراد اتجهوا مؤخرًا ليبحثوا عن منتجات مخصصة لهم شخصيًا، أي ليس شرط أن كل محل يبيع كل المنتجات. الاتجاه أصبح للمنتجات المحلية، والإصدارات المحدودة، والأشياء التي يتم إعادة تدويرها أو تجديدها.
والاتجاه الأكبر للمنتجات المخصوصة والتصنيع الدائري، وأيضًا سلاسل إمداد أقصر وأذكى.
من المتاجر إلى مراكز تنفيذ، مستقبل البيع بالتجزئة بلا حدود بين الأونلاين والأوفلاين
قبل (2010–2020): المولات والتجارة الإلكترونية هما الأساس.
الآن: الناس اتجهت للبحث عن تجربة ممتعة وسريعة، كـ محلات صغيرة بدون كاشير، أو تجربة بالواقع الافتراضي Metaverse.
2030: القاعدة ستكون “اشترِ من أي مكان، واستلم بأي طريقة”، أي لا يوجد فصل بين أونلاين وأوفلاين.
المتاجر التقليدية ستتحول لمراكز شحن وتوصيل بدلًا ما تكون مجرد مكان عرض، وسيبقى لدينا نموذج BOPIS (اشتري أونلاين واستلم من المحل).
اقرأ أيضًا:
دروس لتجار التجزئة أونلاين من "شي إن"، كيف تعزز نجاحك؟
ما الدافع الأساسي خلف عمليات الشراء؟
في الماضي كان الإعلان هو من يقنعنا أن نقوم بالشراء، الآن أصبح المستهلك أذكي، يرى تقييمات، ويتابع علامات تجارية على السوشيال ميديا، وبعذ المؤثرين.
2030: الشراء سيصبح مبني على التفاعل المباشر، القيم، والذكاء الاصطناعي.
أصبحت الناس تهتم لمعرفة هذه العلامة التجارية أخلاقية أم لا؟ تلوث؟ لديها شفافية؟ فالاستدامة لم تعد رفاهية، بل أصبحت شرط أساسي عند الكثير من الزبائن.
اقرأ أيضًا:
طفرة التجزئة الحديثة تقود ثورة التسوق عالميًا.. وأسيا في المقدمة
8 اتجاهات حديثة تحدد مستقبل تكنولوجيا البيع بالتجزئة، تعرف عليها

الذكاء الاصطناعي والسياسات، شكل جديد للسوق
الذكاء الاصطناعي سيغير كل شيء
من تحديد الأسعار، لإدارة المخزون، لتقديم توصيات للمستهلك كله سيصبح ذكي ومتخصص، أي ليس السوبر ماركت يعرف ماذا تحب، بل سيعرض لك عروض على حسب مزاجك، ويقدم لك تجربة مختلفة تمامًا.
الرسوم والسياسات الجمركية ستلعب دور كبير
كل التغيرات السياسية (من أمريكا للصين لأوروبا)، ستؤثر على الأسعار، والتكاليف، ومن الموردين الذي تتعامل الشركات معهم.
أي كل قرار سياسي الآن أصبح له تأثير مباشر على رفوف المحلات.
والحل؟ خطوات عملية لسلسلة إمداد ذكية
1.بناء المرونة وتقليل المخاطر.
2.توزيع مصادر التوريد.
3.حساب التكلفة الكاملة وليس سعر الشراء.
4.السيطرة على تدفق المنتج من المصدر للمستهلك.
5.مراجعة دور مراكز التوزيع.
6.استخدام منصات رقمية لزيادة الإنتاج بسرعة
7.بناء شبكة شراكات بدلًا من القيام بكل شيء بشكل فردي.
8.التحليل الرقمي واتخاذ قرارات أسرع.
9.اعتماد على بيانات لحظية.
10خطط بناءً على سيناريوهات متغيرة.
11.استخدام الذكاء الاصطناعي للتوقع والاستجابة السريعة.
ختامًا، سلاسل الإمداد ليس مجرد لوجستيات، بل أصبحت أداة تنافسية. الشركات التي تعرف تواكب التغيير، وتبني منظومات مرنة وذكية ومستدامة، هي من تكمل في سوق 2030، القادم ليس أهدى، بل قد يكون أذكى، وإذا استمر الوضع بنظام وتخطيط، يمكن أخيرًا أن تتخطى سلاسل الإمداد العالمية، ونرى الاستقرار في الأسواق.
Short Url
"بنتائج مالية إيجابية واستحواز للقطاع الخاص" أحدث التطورات الاقتصادية الأخيرة بمصر
01 يونيو 2025 08:52 م
أين تكمن المشكلة؟، 35% من مشاريع الذكاء الاصطناعي تفشل بسبب تكاليف غير متوقعة
01 يونيو 2025 03:00 م
قمة G7 على الأبواب، الدول تجهز نفسها لمواجهة اقتصادية حامية
01 يونيو 2025 01:39 م


أكثر الكلمات انتشاراً