«البتر العاجل» بالأسواق المالية، مفتاح النجاة في مواجهة الخسائر
السبت، 31 مايو 2025 11:09 ص

انهيار الأسواق المالية
في صالة تداول الأسواق المالية، لا مكان للضعفاء، ولا رحمة للمترددين، إنها ساحة المعركة الأشد هدوءًا، لكنها الأكثر فتكًا، لا تسمع فيها صوت الرصاص، بل صدى قرارات قاتلة اتُّخذت متأخرة، وهنا تظهر حكمة «البتر العاجل» كإجراء وقائي لا كخسارة، وكخلاص لا كهزيمة.

الصفقة الخاسرة.. البداية لا النهاية
لا تَعتبر الصفقة الخاسرة نهاية الرحلة، بل بداية اختبار حقيقي للوعي المالي والانضباط النفسي، من يظن أن التمسك بالخسارة هو شجاعة، يخدع نفسه مرتين، مرة حين دخل الصفقة بآمال واهية، ومرة حين أبى أن يخرج منها رغم وضوح الكارثة.
السوق لا تُكرم الصابرين، بل تكافئ اليقظين، هي لا تهتم بما استثمرت من مال أو وقت أو عواطف، السوق لا تعرفك، ولا تدين لك بشيء، وظيفتك الوحيدة هي أن تراقب، تُحلل، وتنفذ، وإن حان وقت الهروب، لا تنظر خلفك.
اقرأ أيضًا:
انهيار البورصات الآسيوية مع استمرار التصعيد الجمركي بين واشنطن وبكين
الاثنين الأسود، الأسواق العالمية تنهار تحت وطأة الرسوم الجمركية
وقف الخسارة قرار لا جهاز
كثيرون يظنون أن أمر وقف الخسارة في سوق الأوراق المالية مجرد أداة رقمية تُفعل على الشاشة، لكن الحقيقة أن وقف الخسارة هو قرار داخلي قبل أن يكون أمرًا فنيًا، هو صوت العقل حين يصمت الطمع، هو بتر الرحمة قبل أن ينتشر الورم.
من يضع أمر وقف الخسارة، لا يعني أنه متشائم، بل هو واقعي، من يخرج مبكرًا من صفقة خاسرة لا يعني أنه خائف، بل حكيم، لأن الأصعب من خسارة المال، هو خسارة القدرة على اتخاذ القرار لاحقًا.

لا تقف أمام الموج
الموجة لا تتوقف لتسمع مرافعتك، ولا تؤجل ضربتها لأجلك، إن ركبتها مبكرًا قد توصلك إلى بر الأمان، وإن قاومتها بعناد، فغرقك مسألة وقت، السوق ليست مكانًا لإثبات الشجاعة، بل لحماية رأس المال والفرص القادمة.
كثير من المتداولين فقدوا كل شيء، لا لأنهم فشلوا في التحليل، بل لأنهم نجحوا في خداع أنفسهم، رأوا الخسارة تكبر، فانتظروا معجزة.. والمشكلة أن السوق لا تصنع المعجزات.
اقرأ أيضًا:
«وول ستريت» تتراجع بآخر جلسات الأسبوع وداو جونز يهبط 0.44%
الأسواق العالمية تنتفض فرحًا بسقوط جدار ترامب الجمركي
الإغلاق المبكر دهاء الناجين
من أغلق صفقة خاسرة في وقتها، أنقذ حسابه، وربما أعاد بناء ثقته، ليست كل صفقة مُغلقة خسارة، بل أحيانًا تكون الحياة لقرار جريء في لحظة حاسمة.
السوق يوم لك ويوم عليك، لكن من يدير أيامه بحكمة، يبقى في الساحة، ومن يُصر على المكابرة، يُحذف من اللعبة دون إنذار.

بتر عاجل ولا موت بطيء
لا تخجل من الإغلاق، بل افتخر بأنك اتخذت القرار الصعب في الوقت الأصعب، المتداول الناجح ليس من لا يخسر أبدًا، بل من يعرف متى يقول.. كفى.
أغلقها الآن، قبل أن تغلقك هي، وضع أمر وقف الخسارة لا كأداة تقنية، بل كوصية نجاة، لا تراهن على المعجزات، ولا تؤجل قرارات البتر، لأن كل صفقة خاسرة تُترك دون علاج، قد تتحول إلى ورم يلتهم الجسد المالي بالكامل، وفي عالم المال، من بتر اليوم، عاش ليربح غدًا.
Short Url
"بنتائج مالية إيجابية واستحواز للقطاع الخاص" أحدث التطورات الاقتصادية الأخيرة بمصر
01 يونيو 2025 08:52 م
أين تكمن المشكلة؟، 35% من مشاريع الذكاء الاصطناعي تفشل بسبب تكاليف غير متوقعة
01 يونيو 2025 03:00 م
قمة G7 على الأبواب، الدول تجهز نفسها لمواجهة اقتصادية حامية
01 يونيو 2025 01:39 م


أكثر الكلمات انتشاراً